أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مهاترات كرونا السياسية

مهاترات كرونا السياسية

السيمر / فيينا / الاربعاء 26 . 02 . 2020

سامي كليب*

لا داعي للانزلاق الى المهاترات الإعلامية المقيتة التي رافقت اكتشاف حالات الإصابة بفايروس ” كورونا” في إيران، أو تلك التي شُنت بعد وصول سيدة مصابة الى بيروت قادمة من طهران. فلبنان منقسم بين مؤيد بشدة ومعارض بشدة للجمهورية الإسلامية، ولن يستطيع طرف اقناع الآخر بصوابية خياراته، ناهيك عن القلق المبرّر لدى الناس من خطورة فايروس يجهلونه. لكن حين نشاهد التطور العلمي والطبي والتكنولوجي في إيران رغم الحصار المضروب عليها منذ نحو ٤٠ عاما، ربما نخجل كعرب من حالنا، ونحن نملك المال والقدرات البشرية والبيئة الخصبة لاستخراج الادوية.

منذ العام 2005 قال تقرير الاونيسكو ان الحكومة الايرانية قرّرت الانخراط في التحول نحو ” اقتصاد المعرفة”، ووضعت خطة لتطوير معارفها العلمية والطبية بشكل كبير قبل العام 2025. ومذّاك وجّهت طهران 50 بالمئة من ابحاثها الجامعية لحلّ مشاكلها الداخلية وتطوير علومها، وتم التركيز على العلماء والباحثين منذ خطة 2010-2015 .  هذه الخطة الطموحة شملت كثيرا من النساء، بحيث نجد مثلا أنه في العام 2012، ووفق تقارير الاونيسكو نفسها، كان ٤٠ بالمئة من حاملي الدكتوراه خصوصا في المجالات الصحية من النساء، ويزداد عدد الباحثين بنحو 2000 باحث كل عام، أي بنحو ضعف ما يزداد في باقي دول العالم، ربعهم من النساء أيضا.

مع تضاعف عدد سكان إيران منذ العام 1960 ثلاث مرات، أطلقت السلطات منذ العام 2014، “خطة التحول الصحي”، وتم اختراع 11 دواء أساسيا من تلك التي تعالج الأمراض غير المعدية المعروفة باسم ” MNT” فقلصتها بنحو 25 بالمئة، ناهيك عن أن كل الايرانيين تقريبا مشمولون بالتغطية الصحية الكاملة 
ومنذ العام 2016، فرضت إيران نظام المعلومات المكتوبة على الأغذية، للحد من الافراط في الملح والسكر والمواد الدهنية، فمثلا انخفضت نسبة الملح في الاجبان من 4 الى 2بالمئة.

بعض نماذج التطور الطبي الكبير 

• تنتج إيران أكثر من 96 بالمئة من حاجاتها للأدوية والعقاقير. فهل ثمة دولة عربية واحدة تنتج كل عقاقيرها وأدويتها بفعالية مماثلة؟
• إيران هي الاولى عالميا في زراعة الكبد، ففي مجمّع ” أبو علي سينا” في مدينة شيراز تجري بنجاح باهر عمليات زرعه، إضافة الى زرع البنكرياس والكلي والأمعاء والأعضاء البشرية. معظم عمليات زراعة الكبد تتم عبر النقل من مرضى الموت السريري الى الأحياء، وقد فاقت العمليات في السنوات الأربع الأخيرة 6 الآف عملية، إضافة الى نحو 250 عملية زرعة غدة البنكرياس، واكثر من ٤٠ عملية زرع امعاء.

• في مدينة قم يوجد أبرز مراكز جراحة العيون والعظام والعمود الفقري وتبديل المفاصل والأوراك والركب، ومعالجة أمراض الأجهزة العضلية والخلل الهيكلي، وترميم الانسجة وصولا الى استئصال الصفائح الفقرية
• حققت إيران اكتفاء ذاتيا في انتاج العقاقير الخاصة بالتلاسيميا وال MNT
• مركز إيران لعلم الاعصاب المعرفي هو في المرتبة19 عالميا من حيث عدد المقالات العلمية. أي ان إيران هي الاولى إقليميا.
• منذ العام 2003 بدأت خطة ” السياحة الطبية” في ايران وهذا سيؤمن للبلاد نحو 25 مليار دولار سنويا بحلول العام 2025، ذلك لأن الطب تطور كثيرا ولأن النفقات الطبية فيها هي أقل من ثلث النفقات في دولة أوروبية.
• تعتبر إيران من أكثر دول العالم تطويرا لعلاج العقم عند البشر وتقصير عمر اليأس، وأيضا عند الحيوانات.
• تصدّر إيران عبر معامل أدوية لها في تركيا، عقاقيرها الى أكثر من 20 بلدا في العالم بما فيها دول اوروبية.
•  تمكّن الباحثون والأطباء الايرانيون من زرع خلايا جذعية لمصاب بفيروس الايدز وذلك للمرة الاولى في الشرق الأوسط. وكذلك حققوا نتائج باهرة في العلاج بالخلايا الجذعية واحدثوا تحسنا كبيرا في معالجة إصابات النخاع الشوكي.
• طورت ايران في السنوات الماضية علاجاتها ضد أمراض وفيروسات ” الايبولا” و ” الايدز” و” التبوّل اللاإرادي” و” الانزلاق الغضروفي عبر التنظير الداخلي” ناهيك عن التطور المذهل في مراهم التئام التقرحات الجلدية والضمادات المشابهة لبشرة الانسان بغية اصلاح  الجلدية، واختراع جهاز نقل دم يمنع التخثر” ، وآخر في مجال الامراض السرطانية.
• الجامعات الايرانية تستضيف ما لا يقل عن 4 ألاف طالب أجنبي في مجال التخصص الطبي. 
•  حسب تقرير طوموسن رويترز، ايران صعدت الى المركز 17 عالميا بإنتاج العلوم من مطلع عام 2013 بإنتاجها 2925 مقالا علميا متخصصا.
• تحتل ايران المركز الاول عالميا في معدل النمو في الانتاج العلمي المنشور ويتضاعف الانتاج كل 3 سنوات.
فهي زادت انتاجها العلمي 18 ضعفا.
• انفقت ايران 6.3 مليار دولار عام 2011 على البحث العلمي….
• عام 2012 اصدرت ايران اكثر من 38 الف عنوان كتاب…. وتطبع أكثر من ٢٥٠ مليون نسخة كتاب…. تحتل المركز الاول بإصدارات الكتب في الشرق الاوسط والعاشر عالميا.
• إضافة الى تصدرها دول الشرق الاوسط جميعا في انتاج السيارات واحتلالها المركز الثاني عشر عالميا، فهي أيضا أوصلت الأقمار الصناعية الى السماء وتطوّر على نحول مذهل تكنولوجيا النانو، وباتت تعتمد بشكل كبير على البرامج النووية لإنتاج الكهرباء وغيرها.

حين عرضت ايران مثلا على لبنان ارسال الأدوية المخصصة لمعالجة السرطان، كانت ستوفّر على الخزينة اللبنانية نحو 51 بالمئة من التكاليف.

كنت أتمنى، ولكوني أعتز بعروبتي، أن أجد دولة عربية واحدة تقارع ايران في كل هذا التطور الطبي، وكنت أتمنى أكثر من الزملاء الإعلاميين والمحللين ومن الناشطين على شبكات التواصل العربية، معرفة هذه الحقائق، لعلّنا نوجه جهدنا لتطوير العلوم بدل تطوير أساليب الشتائم لكل من نعارضه وبحقد وغباء.

*كاتب واعلامي ومقدم برامج لبناني

مجلة العصر

اترك تعليقاً