السيمر / فيينا / الجمعة 06 . 03 . 2020 — كشف السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر، الخميس، كواليس مثيرة عن تحركات رئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي، وحواراته السياسية، مع الكتل الأخرى، فيما تحدث عن اللقاء الذي جمعه بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وما دار بينهما من حوار.
الشابندر قال خلال استضافته في برنامج “المحايد” الذي يقدمه الزميل سعدون محسن ضمد، وتابعه “ناس” اليوم (5 آذار 2020) إنه “ثبت لي أن محمد علاوي ليس مستقلا، فهو بدأ مستقلا لكنه يبدو أنه تُبني من قبل أطراف مثل زعيم التيار الصدري أو الحاج هادي العامري”.
وأضاف، إن “هناك توجهاً يقول بأنه منذ البداية تم تبنيه، والنتيجة أن الاخ محمد لم يعد مستقلاً، وكان واضحاً وجود بعض الأطراف التي تؤثر في قراراته المحيطة به دائماً، مثل سائرون، ورئيس الجمهورية، والعامري الى أن وصل في مفاوضاته الحادة مع الكرد وقال لهم ناقشوا فلان وفلان، ويقصد العامري والصدر”، مشيراً إلى أنه “لما طرحت الأسماء عرفوا حينها من جاء بها ورشحها، وعندما سألوا من هؤلاء؟ قال إن الأخ فلان نصحني بهم، وبعد ذلك انكشف أن “الكثير متصل بهم عن طريق بعض القيادات في “سائرون”.
وأردف بالقول إن “هذه كلها تراكمات جعلت الموقف المعارض متشدداً بعد مقابلة الصدر الأخيرة التي أعلن فيها بوضوح وقوفه مع علاوي، وكانت هناك لغة تهديد لمن يعيق تمرير هذه الحكومة، فصار في الجانب الآخر قرار بأنه لن يمر”.
وبشأن الحديث الوارد بأن الأحزاب السنية والكردية، تمكنت من إعاقة تمرير علاوي، يرى الشابندر، بأن “الحقيقة هي أن الرفض كان شيعياً كردياً سنياً، والمالكي شيعي ووقف ضده ومعارض بشده “، والحكيم قال إن”حكومة لا يمشي بها الكرد والسنة لا أمشي بها”.
بدر تريد منصب مدير مكتب رئيس الورزاء
وكشف الشابندر جانباً من المفاوضات التي جرت بين مختلف الأطراف السياسية مع علاوي، حيث أو ضح أن “بدر لم توافق زعيمها هادي العامري على توجهه نحو علاوي، وقالوا له إنه ليس رجل المرحلة، وأن لديهم خلافات معه”، لكن بعد ذلك تم الاتفاق مع علاوي، على أن وزراء بدر سيكونون له، وهو من يرشحهم، وقالوا له: “وزراؤنا لك، لكن إثبت استقلاليتك، ولا تبقي على حميد الغزي أميناً عاماً لمجلس الوزراء”.
في اللقاء الآخر، قال علاوي، :”لا أقيل الغزي، فرد عليه ممثلو بدر بأننا نريد منصب مدير مكتب رئيس الوزراء إذن، وهو ما رفضه علاوي”. بحسب الشابندر.
وأضاف الشابندر، لذلك فإن “هناك حديثاً يدور بأن الخلاف بشأن حكومة علاوي، هو خلاف سني شيعي، (طائفي) وهذا غير صحيح، وهو خطأ وغير واقعي، وقد يسبب فتنة، وقد يدفع بتأجيج الرأي العام الشيعي”.
وفسّر الشابندر ترويج هذا الخطاب من بعض الأطراف، بان “من تبنى هذا الخطاب هم من يريدون تبرير الفشل، وهو غير صحيح، وخطير لو استمر، والصواب أن الغياب في البرلمان كان شيعياً بامتياز، حيث غابت أطراف من الفتح عن تلك الجلسة.
أقرباء علاوي “غاضبون”.
وتحدث الشابندر، عن أجواء عائلة علاوي، بعد تكليفه بتشيكل الحكومة، مشيراً إلى حصول خلافات ونوع من الغضب والجفاء مع برهم صالح، حيث كان بعض المقربين من علاوي يريدون ترشيح إياد علاوي، إلى تشكيل الحكومة.
وزراء بالخيرة!؟
ورد الشابندر على سؤال؛ هل اختار علاوي وزراءه بالخيرة، مشيراً إلى أن الأخير يؤمن بالخيرة، في حياته الشخصية، وقد تطال الأمور العامة، لكن لا أعرف هل تم اختيار الوزراء بهذه الطريقة أم لا “.
ماذا عن مرشحي تشكيل الحكومة؟
وبحسب الشابندر فإن هناك عدة توجهات لمسألة اختيار رئيس جديد للوزراء، فهناك بعض الأطراف التي تريد ترشيح شخصيات سبق وأن رُشحت للمنصب، مثل أسعد العيداني، فيما يرى آخرون ضرورة اختيار شخصية أخرى وعدم تكرار نفس الخطأ.
وأضاف أن بعض الأطراف ترغب بالإبقاء على رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي، باعتباره أسهل من الذهاب إلى رئيس جديد، فهي عبارة عن نفق طويل لا نعرف ما وراءه، فضلاً عن ضرورة إيجاد مخرج للإبقاء على عبدالمهدي، فهو الآن مستقيل، وقبلت استقالته من البرلمان.
كيف أثر غياب سليماني على طبيعة الحوارات؟
وقال الشابندر، إن “قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، كان عاملاً مساعداً في وضع إطار للكتل الشيعية، ولو على خلافهم، ، مبينا أن ” ايران لديها رؤية بأن الشيعة عليهم التجمع، لكن عام 2018 تخلت عن تلك الرؤية، وتبنتها لانها أمر واقع، وقبلت بذلك”.
وكشف الشابندر عن حوار جرى مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بشأن البيت الشيعي وطبيعة التعاطي مع الكتل السياسية الأخرى، قائلاً :”كنت في حوار مع قاسم سلمياني، وكان يتبنى أطروحة تقوية إطار شيعي قوي، بمقابل السنة والكرد، قلت له سأنتصر، قال لماذا، قلت له أؤمن بأن وحدة العراق في تقسيم الشيعة والسنة والكرد، والعمل سوياً”.