الرئيسية / مقالات / رسالة التكليف .. وفيتو الترشيح !!!

رسالة التكليف .. وفيتو الترشيح !!!

السيمر / فيينا / الجمعة 27 . 03 . 2020

عبد الحسين الظالمي

لم اكن اتصور ابدا ومعي كل المخلصين ان القوى الشيعية الماسكة بزمام العملية السياسية في العراق وفق استحقاقها الوطني ( منصب رئيس مجلس الوزراء) تجذر الخلاف وفقدان الثقة بينهم الى درجة لا تسمح لبعض اطراف مغادرة موقفة مهما جرت من احداث
او طرءت متغيرات على الواقع السياسي بالعراق
رغم ما تتعرض له من احداث قوية كانت كفيلة بان تراجع نفسها وتعيد حساباتها فبعد ان فقدت اهم شخصيتين في مسيرتها وهم الشهيد ابو مهدي والشهيد سليماني وقد فتحت هذه الحادثة لهذه القوى بابا واسعا لمراجعة موقفها ، ثم جاء زلزال عدم تمرير مرشحها محمد توفيق علاوي لهذا الموقع من قبل الاطراف الاخرى المشاركة معها في العملية السياسية في عملية تحدي واضحة ، كنت اتوقع ان القوم سوف يجلسون جلسة واحد لا تتعدى الساعات ليقررون ما يمكن ان يحفظ ماء وجوههم ، وستبشرنا خيرا انهم قرروا تشكيل لجنة سباعية لحسم موضوع ترشيح مرشحا يكون مقبول وطنيا وفق نهج التوافق الوطني ويصرون على تمريره ولكن سرعان ما رجعت القوى لنفس مواقفها السابقة وتزمت كل طرف بموقفة وبعد مارثون من اجتماعات اللجنة
اتفقت على ان لاتتفق ، وتسلم زمام الامور الى رئيس الجمهورية الذي لم يتوانى ابدا في سحب البساط من تحت ارجل هذه القوى ويزلزل الارض تحت اقدامهم من خلال تكليف الزرفي
في رسالة بليغة جدا جدا مفادها ( ان الاطراف الاخرى لديها الاستعداد الكامل لتجاوز كل الشروط الموضعة لاختيار مرشح الموقع مجرد ان يخرج من ايديكم فلا مانع من ان يكون مجرب ومن اركان العملية السياسية ومحافظ سابق ونائب حالي وامريكي الجنسية وعليه ملفات سابقة ولدية مواقف واضحة من الحشد بل البعض يسمية جوكر ) والغريب بالموضوع ان من وضعوا هذه الشروط سابقا هم من سكت عنها عند تكليف الزرفي فلا الشارع الغاضب حرك ساكننا حين تم ترشيح الزرفي وتناسى شروطة على المرشح ولا بعض القوى السياسية التي كانت تنادي بعدم تكرار الوجوه اعترضت بل بعض منها ابدى موافقته المبدئية من خلال اقرار الحضور بالتكليف
وكان الشروط الموضعة على المكلف هي خاصة فقط على المرشح الذي تكلفة القوى الشيعية التي تدعي انها الكتلة الاكبر والغريب بالموضوع ، رغم هذا التحدي والتجاهل من الاخرين بالشروط عادت نفس القوى المعنية بموضوع الترشيح الى نفس نهجها السابق لتتمسك بالشروط حرفيا بل وذهبت ابعد من ذلك لترشح ثلاث من رؤساء الجامعات
وكانهم يقولون لايوجد لديهم اي شخصية قادرين على تسويقها رغم ان لديهم شخصيات اثبتت كفاءة وقدرة على النجاح ويمكن ان تقبل من الاطراف الاخرى ولكن عدم ثقة اطراف السباعية نفسهم بعضهم ببعض حرمهم من التوافق على مرشح مقبول منهم ليثبتوا للاخرين انهم بمستوى التحدي خصوصا وان الاطراف الاخرى هي من فتحت باب تجاوز الشروط المقيدة لهم والتي تجاوزت كل الشروط الموضوعة فيما يوجد لدى السباعية من لايتوفر فيه شرط او شرطين فقط وباقي الشروط متوفرة .( وظاهرا ان الفيتو الوحيد الذي ينسف هذه الشروط هو ان يكون مريكي ).
بصراحه مؤلمة ترشيح القوى الشيعية لرؤساء الجامعات انما اساء اساءة بالغة لسمعة هذه القوى ليس لكون المرشحين اكاديمين وهذا شىء جيد ولو كان قبل تكليف الزرفي لكان في محله ولكن الرسالة المتقابلة بين طريقة ترشيح الزرفي وبين طريقة ترشيح هذه القوى اثبت فشل هذه القوى في الاتفاق فيما بينها مهما كانت رسالة الاخرين لهم .
ترشيح الزرفي بغض النظر عن شخصية الرجل ولكنها في نفس الوقت تحمل اشارة واضحة
( انكم ليس اهلا لذلك ) .
والخلاصة مما جرى اننا لم نكن نتوقع ان قيادات احزابنا وصلت الى مرحلة من فقدان الثقة بينها الى درجة ان يقتل بعضهم بعض ويحرق بعضهم بعض وبالنتيجة يصلون الى درجة مصادرت كل الدماء والتضحيات وسنين المحنة وتداعيات ما يجري في العراق بل مستعدين تعريض البلد بمافيه الى كارثة قد تحل فيه سواء وبائية او اقتصادية ولم تتحرك لديهم غيرة الحرص ليتفقون على الحد الادنى للاتفاق ويخرجون من هذا النفق الذي وضعتهم فيه خلافتهم ولاحراج الذي وقعوا فية . مشكلتنا معهم انهم لايغرقون انفسهم وحدهم بل سوف يغرقون السفينة بما فيها في اسوء حادثة غرق .

مجلة العصر

اترك تعليقاً