الرئيسية / مقالات / ديلما روسيف :: الرئيسة البرازيلية الحديدية

ديلما روسيف :: الرئيسة البرازيلية الحديدية

عبد الجبار نوري

صندوق الأقتراع أثمن وأجمل ابواب الديمقراطية الذي يكون فيصلا بين الشك واليقين ويقود العقل البشري ألى القناعة والرضا والأستسلام طواعية بدون أكراه وبسلمٍ وشفافية ألى ما ينطق بهِ هذا الصندوق السحري المقدس الذي هو خارطة الطريق لدول العالم المتمدن ، فيكون المرشح بوصلتهُ تشير الى الوطن لا الى نزواتهِ الذاتية والفئوية كما جرى في تشكيل الحكومة العراقية 2014 حين خرجت كتلة دينية متنفذة ب ( فرية جديدة غير مسبوقة ) عندما شعر زعيمها بأهتزاز موقعهِ أخرج سيناريو ” المقبولية الأنتخابية ” بدل الأستحقاق الأنتخابي الذى يعني ألغاء صندوق النجاة الأنتخابي والذي يقطع الطريق أمام المستحق وبالتالي { لالزوم للأنتخابات } وأنّ التوافقات أثبتت هوية الخونة واللصوص .
ولنتعلم مما جرى في أنتخابات الرئاسة البرازيلية يوم الأحد 5-10-2014 ، حيث ضمّتْ قائمة أبرز المرشحين للفوز بفترة رئاسية جديدة مدتها 4 سنوات ، اليسارية (ديلما روسيف ) ، و الراهبه ( مارينا سيلفا ) وزيرة البيئة السابقة ، والأقتصادي (أسسيونيفز) مرشح يمين الوسط يشغل حاكم ولاية ميناس ، ودُعيّ 142.8 مليون ناخب برازيلي ألى الأقتراع لأنتخاب رئيس أو رئيسة ، كذلك 27 حاكماً و513 نائباً فدرالياً و 1069 نائباً أقليمياً و 27 سناتور ( ثلث مجلس الشيوخ) من بين 26 ألف مرشّحْ لهذا المنصب ، وسبقتها دعايات ومناظرات تلفزيونية أمام الملايين ، وأنّ القانون البرازيلي ينص على أنّ التصويت ” أجباري” لكل مواطن 18- 70 سنة .
و ذكرت هيئة الأذعة البريطانية أنّ الرئيسة الحالية للبرازيل المناضلة اليسارية { ديلما روسيف} تتصدر قائمة المرشحين للفوز لفترة رئاسية جديدة ثانية مدتها 4 أعوام – وهي تتطلع من موقع قوة الى الأنتخابات الرئاسية في هذا البلد العملاق الناشيء في أمريكا اللاتينية وهي خليفة رئيس البرازيل المحبوب ( لولا دا سيلنا ) – وكان حديث الأعلام والأستطلاع قبل موعد يوم الأحد أن روسيف ستحصد 40 % وفعلا كان التنبؤ بمحله حصلت في المرحلة الأولى من الأنتخابات على 41.55 % من الأصوات ، وحصل منافسها ( أسسيو نيفز ) على 59 .33 % وعند عدم حصول المرشحين على أكثر من 50 % من الأصوات جرت جولة ثانية من الأنتخابات في 26 اكتوبر من السنة الماضية ، والتوقعات أشارت بفوز روسيف بالولاية الثانية ، لكونها أستعادت بشعارها ” سياسة تغييرالبرازيل” سياسة جديدة حققت خلال فترتها السابقة من مكاسب أجتماعية وأقتصادية حيث سمحت لأربعين مليون فقير بالأرتقاء ألى الطبقة المتوسطة خلال 12 سنة من حكم ( حزب العمال اليساري) وأنّ هذهِ الأنتخابات أعتبرتْ أكثر سخونة منذعودة البرازيل الى الديمقراطية سنة 1985 ، ومع نهاية الحملة الأنتخابية تخللتها مفاجئآت أشبه بالمسلسلات التلفزيونة البرازيلية ، ولكن قربها من الطبقات الفقيرة والشغيلة والعمال الكسبة المعدومين والمعوزين لذا حظيتْ بشعبية كبيرة مثل: أنعاش المساعدة الغذائية(بولسا فاميليا ) التي أستفاد منها 14 مليون برازيلي و المنازل الشعبية ال 6/3 مليون ألتى جرى بناؤها وتمّ تسليمها في مدينة ( مينا كازا مينا ) تحت عنوان {منزلي – حياتي } — فالمجد لروسيف المخلصة لشعبها ووطنها البرازيل .
وفي 24-8-2015 أعلنت قرارها الشجاع في ألغاء عشر وزارات من مجموع 38 وزارة وذلك أشارة إلى القضاء على البيروقراطية في ظل الأزمة السياسية والأقتصادية التي تمرُ بها البلاد .
وهنا نتساءل هل الرحم العراقي عقمَ في أنجاب أمرأة بمواصفات ديلما روسيف أو الدكتوره أنجيلا مركل السياسية الالمانية التي تولتْ منصب المستشار في المانيا منذ 20 سنة وحظيت برئاسة الوزراء لثلاثة دورات حتى اليوم ؟؟؟ والظاهركما يقول المثل ( ما يجيبها غير نسوانها ) وذلك لفشل جميع وزراء العراق منذ التأسيس لحد اليوم ” ما عدا الزعيم عبد الكريم قاسم ” بيد أنّ في العراق نساء عظيمات ورائدات بذلن جهودا مضنية عبر نضالٍ شاقٍ وطويل وبرزت منهنّ طبيبات ومهندسات وشاعرات وسياسيات وقياديات نسوية ، والظاهر أنّ { مغنية الحي لا تطرب} ولأسباب قد تكون سايكولوجية تتعلق بالترسبات البدوية والعشائرية المركونة في أعماق العراقيين كما يقول الدكتور علي الوردي ولأنّ المجتمع العراقي أصلاً( ذكوري) تأريخياً فلم ينصف المرأة وهي بنظرهِ ليست أكثر من حاجة أو سلعة لسد رغبات الرجل ولايزال لحد اليوم تستعمل في أطفاء الحرائق بين العشائر المتخاصمة بما يسمى بالفصل العشائري ، ومع هذه الصعوبات المجتمعية تمكنت المنظمات النسوية تخطي الحواجز وأنتزاع حقوق النسوة وبعض من حرياتها المشروعة حينما تقرأ الذاكرة العراقية في تنصيب الدكتوره نزيهة الدليمي أول وزيرة في العراق التي أضافت الحداثوية على قانون الأحوال الشخصية (قانون رقم 88 سنة 1959) منذ أكثر من 56 سنة ، والغريب في الأمر كأن الحياة في العراق تسير عكس عقارب الساعة في القرن الواحد والعشرين كاد هذا القانون التقدمي ان ينقلب الى عكسه !! لولا الأصوات الخيّرة ومنظمات المجتمع المدني.
ولنحدد قيمة المرأة العراقية عندما رشحتْ نائبة نفسها منافسة مع الدكتور فؤاد معصوم لنيل منصب رئاسة الجمهورية تصوّرأنها حصلت على 35 صوت من مجموع 276 نائب أي بحساب عرب أنّها مرفوضة 87% ورشحتْ نائبة أخرى لرئاسة مجلس النواب وحصلت على 17 صوت من مجموع 273 نائب أي نسبة الرفض 93%( يعني تحت قبة البرلمان شويه عيار الطائفية أثقل !! (وخلف الله على الكوته الفرنسية) التي أوجدت رقماً نسوياً في المجتمع الذكوري ) المهم ألف تحية وأجلال وأكبار للواتي رشحن أنفسهن لأني لمستُ فيهنّ روح التحدي والشجاعة وهي رسالة للظلاميين الذين يعتبرونها “عورة ” ولكسر المحاصصة ، وهبوط رصيد المراة الى دون الصفر في عهد دولة الخرافة عفواً الخلافة حين أعدمت نحراً نائبة المدعي العام في محكمة نينوى 1-10-2014 الأربعاء ( أبتهال يونس الحيالي ) وذنبها لنطقها بالقانون المدني الوضعي المتحضر والذي يعتبر كفر، وفي 22 أيلول الماضي أعدمتْ الحقوقية والناشطة المدنية ( سميره صالح النعيمي ) والأكثر تنكيل بالمراة أنْ داعش نصبتْ لها دكة النخاسة وعرضتها للبيع !! عفوا يا أختاه لقد قلّبتُ عليكِ المواجع وهذا قدركِ وأنت دوماُ داخل ” الخدمة وخارج التغطية ” ونعشك يسير عبر هذا الزمن الأغبر من الوأد الجاهلي الى التهميش الأسلاموي والى دولة النحرالظلامية التي شعارها القتل والسبي والبيع بالجملة والمفرد ، تحت ظل الأسلمة المتشددة بالأكراه والتكفير —–