أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / طقس وهّابي خطير..فتوى نكاح الحجّاج الموتى في منى

طقس وهّابي خطير..فتوى نكاح الحجّاج الموتى في منى

صالح صالح

فتاوى النكاح لطالما كانت ولا تزال الشغل الشاغل لبعض رجال الدين ولأتباعهم، سواء كانوا رجال سلاطين أو رجال إرهاب. وفي مزج غير مُتجانس ألصقوا الجنس بالدين، وصارت البركات تقاس بعدد القطرات، ورحم الله من بلع الفياغرا باغٍ وعلى عجل. في عصر النشوة الوهّابية وقذف تعاليمها بين الشطرين الغربي والشرقي، حبلت الأرض سفاحا بالصبيان الغلمان وهم لا يؤمنون بالبرهان، ويفجّرون أجسادهم كالبركان وفي بيوت الله أثناء رفع الآذان.
الفتاوى الشاذّة صارت عالم فنّي في بلادنا، وصار الشيخ الصامت عن الحقّ، يُنتج أفلام شارلي شابلن الصامتة لإضحاكنا وأفلام رعب صاخبة لإزعاجنا، فأنشؤوا مدرسة فنية جديدة اسمها: الرعب الكوميدي. وفي مشهد أليم وجدنا صور لحجّاج قتُلوا عمدا بعد حصار دام ساعات من أجل عبور أمير فاسد ليرمي ربّه بحجر في طقس شيطاني. الصورة المُجمّله في العنوان، هي على غير صورة، وركب الذكر على الذكر بطن على ظهر، لا يُسمّى نكاح بالعربي ولا بالإفرنجي، وحذفنا المعنى الذي بعد ابتداء بائه عواء العين وصرير الصاد. وإذا كان الذكر ;الذي تحت; مغلوب على أمره وغير موافق وإذا كان ;الذي فوق; غير موافق أيضا فإنّ التسمية ستكون أفظع، وإذا كان الذي صفّهم صفّ أكثر من طبقة ذكور فوق بعضهم وعلى الجوانب، كأنّه يصفّ آلاف أباريق الفخار، فهنا نسأل عن إذا كان هناك فتوى وهّابية أو طقس ماسوني عن جواز قتل الحجّاج وتنكيح الموتى اغتصابا بعضهم لبعض في منى؟ وهل هذه طقوس أمرهم بها الشيطان المنزعج من رميه في الأرض التي صار له فيها مآذن أعلى من مآذن المسجد الحرام، حتى صارت الخوازيق الماسونية تحيط بالحرمين وفيها فنادق ال ٥ نجوم وأجنحة ملكية يحطّ فيها خادم الحرامين والشرشفين والأسِرّة التي يسري بها من فندق حرام إلى شاطئ حريم؟
في السابق كانت الحجيج تتدافع لرُؤية حفيد الرسول ص زين العابدين، وكان الفرزدق يرتجل ليُخبر هشام لماذا الحجيج تتدافع وكان يقول:

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته ** والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم ** هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده ** صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه ** لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏
هــــذا عــــلي رســــول الله والده ** أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏
هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفر ** والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم‏
هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة ** وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏

وقت ذلك كان هشام بن عبد الملك وحاشيته يطوفون وكانوا ينزعجون من تدافع الناس لرؤية غيرهم أي حفيد الرسول الناجي من استئصال البقية، الآن ما يحصل هو ولوج الأمير مع حاشيته ودفع الناس للهلاك لتأمين الطريق له ليرمي ربّه أو قد يكون قدّ قبّل ولثم وشمّ الحجارة قبل رميها. حتى ملوك الزمان الغابر كانت تغار من حبّ الناس لغيرها وتريد أن يزدحم الناس لتصافحم، بينما ملوك الوهّابية تُعامل الحجّاج مثل المواشي، وتخاف من الناس، كي لا يأتي حاجّ طائش ويرتكب فيهم فاحشة القتل في الحرم أو فاحشة أخرى أصعب، وبهذا يغسل بهم آثام العرب.

طقس تنكيح الحجّاج القتلى عمدا لبعضهم البعض هو طقس شيطاني خطير، وحتّى غير المسلم بدأ يفكّر بالموضوع وقال لي غربي أنّه يعتقد أنّ الشيطان يقوم بردّة فعل على الذين يرجمونه كلّ سنّة. ونقول زيادة على كلّ الأمور التي قامت بها البدعة المُحدثة الوهّابية لتنفير المسلمين من الحجّ، من جند أمريكان وهدم للعمران الرسولي، وبيع تأشيرات وحرمانها لدول وجماعات، ودعسهم للناس وقتلهم وعجنهم بالحديد، فإنّ آخر البدع كانت تنكيحهم لبعضهم البعض في مشاهد وطقوس ماسونية مقرفة. وهنا الشيطان قد أوغل في ردّة فعله، حتى صار المسلم يفكّر أكثر من مرّة قبل الذهاب، فنقول، أن نموت هرس قبلناه، أن نموت عجن قبلنا ولنا الأجر، ولكن أنّ يقتلونا ويُنكّحوننا لبعضنا في طقس ماسوني خطير فهذا لا نقبله. ثمّ إذا رأى الحاجّ المقتول صوره من السموات، فكيف ستكون حالته؟ سيجد منظر فظيع له في كلّ الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وهو مصوّر في طقس شيطاني رهيب ومُقزّر ورغما عنه وهو في مكان يطلب فيه الطهارة المُطلقة. لقد آن الأوان لتأميم الحرمين الشريفين من خُدّام الحرامين والشرشفين، وتأميم الحجاز ونجد منهم وهم يديرونها بنفس الطقوس والإجرام. هل هناك حياة لصرخة عظيمة تهز العقول وتقول: زاهد ربّاني فقير، أحقّ من مُترف شيطاني حقير! لنُسلّم أمر شبه الجزيرة العربية لعباد يعبدون الله بدل الأمراء الذين مات ربّهم في ضمائرهم وباعوه بوكس بعدما كان غاليا.

في الوقت الذي تتقاتل فيه دول الخليج لاستضافة مونديال كرة القدم، وينفقون ٣٠ مليار دولار لتنظيم الملايين وهم عرضوا تكييف السماء الدنيا بمكيّفات أل جي وسامسونغ عملاقة لخدمة ضيوف الكرة من حرّ الصحراء، ونحروا وعقروا آلاف العمّال الهنود قربانا لانجاح الاستضافة والتنظيم، هنا نسأل عن سرّ هذه الكفاءة الخليجية في استضافة وتنطيم المليارات البشرية للسكر والترفية والنكاح بعد متشات الكرة وتشريب الأرض شمبانيا وبعد الانتصارات وأثناء الاحتفالات، في وقت تُهرس فيه الحجيج وتُهدر الدماء وتشرب الأرض الدماء الزكية ويُنكّح ذكر البشر المقتول لأخيه! هم يُنظمون الفورميلا ون ومهرجانات لهوليود ومونديالات عالمية، ولكن الحجّ يتحوّل لطقس شيطاني بدأ يظهر لنا أنّه مقصود.

بانوراما الشرق الاوسط