عمار الحر
أخالف الجميع ليس من باب خالف تعرف, بل لأن قراءتي للحقائق في الأزمة السورية بعيدة عن المصالح أوالامنيات أو أضغاث الاحلام. فالعالم الذي مازال منقسماً حول بقاء بشار الأسد أو رحيله, ليس هو من يقرر نهاية ما كان له يد في بدايته. وجنيف واحد الذي كان حقيقة لم يستطع ان ينهي الأزمة أويفرض الحل الذي إقترحه, فما بال الجميع يعوّلون على جنيف أثنين الكذبة! فاليوم بعد أن تغيّرت كل أوراق اللعب وأزداد اللاعبون شراسة أو يأساً, لايستطيع العالم أجمعه الموالي أيقاف تقدّم الجيش السوري أو حتى المحاولة من أجل اي مناورة سياسية. كذلك لا ولن يستطيع المعارضين ان يؤثّروا في قوافل من المسلّحين الذين تغذّوا على فكر القتل والأرهاب, ويريدون بذلك دخول الجنّة.
هذا من جهة ومن أخرى أصبحت الحرب السورية أكثر تفرّعاً, فأن كان لاعبوا الأمس يريدون تحييد سوريا ونظامها ومنعها من دعم حزب الله الخطر الأكبر على أسرائيل, تحت غطاء شعارات الديمقراطية القطرية السعودية ومباركة أمريكا المحبّة للشعوب! فاليوم أصبحت المسألة أعرابية بحته, بما في هذه الكلمة من ثارات وعارات وداحسيات وغبرائيات .
. فكيف يمكن للسعودي الوهابي الأعرابي ان يتحمّل بعد كل هذه المليارات التي دُفعت, ان يرى بشار الأسد رئيساً لسوريا او حتى لخرابات سورية؟ لذلك فهو لن يقبل بأقل من إختفاء الأسد عن الساحة على الأقل! وكيف يمكن لقطر التي تبنّت كل الخريفات العربية من أجل نشر ثقافة الموز المأخوذ من أدبيات جمهوريات الموز, ليرتفع أسمها في سماء أمة كان حملها على الدوام وليد معاق, أو حمل كاذب يشبه الربيع القطري, ان تساعد أو تساهم بأنجاح جنيف ( الحل السياسي الذي يبشّر به الجميع) إذا لم يسقط نظام الأسد فهو عار كبير لا يقبل به سيد الشرفاء وحرمه المصون؟ أما شيوخ الوهابية أئمة جهاد الزنا او دعاة التكفير فهؤلاء لن يسمحوا للكافر بشار او من يقف معه من الشيعة الكفرة او الروس الملحدين, ان ينتصروا على الفكر الوهابي الأصيل المأخوذ عن سيد السادات وإمام الأئمة ابو سفيان وحفيده. وطالما يوجد مساكين أو أغبياء او مجرمين قتلة هم وقود لتلك المحرقة, التي يضنّون أنهم بعيدين عن نارها بل مسيطرين عليها. فلا حل سوى الحرب والغزوات وليس جنيف الكفر والأنهزام. والحقيقة ان حتى من يشددون على حتمية الحل السلمي للأزمة السورية, هم على يقين بأستحالتها. لذلك نرى شراسة المعارك على كل الارض السورية, وزيادة امداد الطرفين وخاصة من يمد المسلّحين بأعتبار ان الحكومة السورية, هي دولة وكانت لها إمكاناتها قبل الأزمة. ويبقى الخاسر الوحيد هو الطفل الذي وجد ابوه وعشيرته وحارته يقيمون المآتم والعزاء, لكل إرهابي كان يفجّر نفسه بالعراق بأسم المقاومة واليوم بأسم الديمقراطية او الوهابية او الحرامية!!!