معمر حبار / الجزائر
أتابع الآن عبر فضائيات عربية مختلفة، حصيلة موتى الحجاج في منى، دون ذكر حصيلة موتى الحجاج بسبب الرافعة، رحمة الله عليهم جميعا، فكانت الحصيلة..
995 ميت و 636 مفقود، وهو عدد ضخم جدا، يتطلب من المتتبع المحايد أن يقف عنده مطولا، وبكل حواسه ، ومعرفة أسباب سقوط كل هذا العدد في دقائق معدودات.
وما يجب التنبيه إليه، أنه لحد كتابة هذه الأسطر لم تظهر نتائج التحقيق. ويبقى السؤال لماذا كل هذا التأخير في إعلان النتائج؟.
أصبح الحج، كما يقول أحد الظرفاء عبر صفحته، لمن استطاع العودة منه سالما، من كثرة الموتى والجرحى والفزع.
حاج مفقود، لماذا؟.. لم أفهم لحد الآن، وبعد دخولنا في الأسبوع الثاني من انتهاء الحج، معنى 636 مفقود. هل يعني أنه سيعثر عليه؟. أم أنه دسّ في التراب، كما يقول لي أحد القراء المتابعين؟. ثم كيف يعتبر مفقودا مع وجود كل هذه التكنولوجيا، وفي مساحة ضيّقة محلا تستطيع حتى إستيعاب عدد الحجاج. لنخاطب الأسر المصابة في “مفقوديها” بصراحة، ونخفّف عنهم آلام الانتظار، التي تفوق آلام الموت.
وبما أني جزائري، أتحدث عن موتى الجزائريين، والحجاج المفقودين الجزائريين، الذين وصل عددهم إلى غاية كتابة هذه الأسطر إلى 54 حاج، وأقول..
من المسؤول عن فقدانهم، وربما موتهم؟. ألا تفتح الجزائر تحقيقا في شأنهم؟. متى يعاقب أشد العقاب من كان السبب ؟. هذه دماء طاهرة زكية في رقابنا، نسأل عنها جميعا دون استثناء. وتلام الدول العربية، التي فرطت في أبناءها وحجاجها ولم تسأل عنهم، ولم تفتح بشأن موتاها تحقيقا، ولم تعاقب من كان السبب.
ممنوع البحث.. عقبت على أحد أستاذ جامعي، يحمل شهادة دكتور، حين عقّب على دفاعي عن موتى الحجاج، بقوله “واش دخلك”، فأجبت وما زلت أقول..
بالنسبة لي كجزائري، فإن موت جزائري واحد، يعتبر عدد كبير وكبير جدا. وهذه أنفس زكية، وأمانة في رقاب المسؤول عنها، يسأل عنها. ومن واجب المسؤول أن يتفقد رعاياه. ومن المفروض أن يعاقب المسؤول أشد العقاب ، لو ردد سرا مقولة “وش دخلنا فيهم”.. وحجاجنا الميامين رحمة الله عليهم جميعا، أعظم وأطهر من أن نقابلهم بمقولة “وش دخلنا فيهم”..
قداسة الحج من قداسة الحاج.. قداسة مناسك الحج، تفرض أن نتعامل مع كل مايحيط به بقداسة، وعلى رأسها أرواح الحجاج، رحمة الله عليهم جميعا، بغض النظر عن جنسياتهم، ومواقف بلدانهم السياسية، وتوجهاتهم الفقهية والعقائدية والفكرية والثقافية.
جريدة السيمر الإخبارية — فقدان الحجاج مصيبة كبرى لان كل انسان لا يقدر باي ثمن بالنسبة لاهله واعزته ، لكن الأمر’ من كل ذلك تلك الطريقة الحقيرة التي تصرفت بها السلطات السعودية بحيث تركت الجثث الطاهرة التي تطهرت بزيارة البيت القديم مكشوفة ومكدسة بعضها فوق بعض . ولو كانت فرضا وحاشا حجاج بيت الله من ذلك ، كانت جثث حيوانات لما سمح لا القانون ولا حقوق الحيوان بتكويمها بشكل غير انساني ولا يمت للاسلام بصلة . فكرامة الانسان وقدسيته كخليفة الله في ارضه تحتم الإسراع باحترام جثمانه وعدم تركه بهذه الصورة التي تثير الغضب . اذن أين حماية الحرمين لمن يدعيها؟ . وحماية الحجيج وتقديم الخدمات لهم ليست منة من احد مطلقا فالحاج يدفع رسوم الحج مقدما ، اليس كذلك ؟ . ومن لا يستطيع خدمة وحماية ضيوف الرحمن ممن عقله وتفكيره في الريفيرا الفرنسية والتسكع في بارات ومواخير اوربا كما نراهم بام اعيننا عليهم ترك الامر لمؤمنين حقيقيين يخافوا الله ورسوله .