عبدالصاحب الناصر
أطلعتُ على مقال الصديق الأستاذ أياد السماوي على مواقع الانترنت يوم 13/10/2015، بعنوان: “التيّار المدني الديمقراطي في العراق .. مواقف انتهازية وصمت مخجل”* (الرابط في هامش هذا المقال). أرجو أن يسع صدره للملاحظات التالية
اولا، اعرف النوايا والأهداف الجيدة لهذه المقالة .
ثانيا ـ وردت مصطلحات كانت يوما ما واسعة الانتشار، الا انها تلاشت ولم تعد حقيقة اليوم. اتمنى قبولها برحابة صدر كما هو معروف عنك، اهمها:ـ
١ـ من غير المعقول ان توصف شخص مسخ مثل فخري كريم بالديمقراطي او اليساري، فشمول هكذا مسخ فيه اهانة للديمقراطين و اليسارين في العالم .
٢ـ اعتبر المقال ان ” التيار المدني الديمقراطي ” ( تيار واسع)، يمثل اليسار العراقي و الديمقراطيين في العراق. وهذا يجافي الحقيقة، بدليل أن اظهرت الانتخابات الاولى و الثانية و الثالثة في العراق بطلان هذه الرأي، ففي كل تلك الانتخابات كان عدد الفائزين من هذا التيار لم يتجاوز الاربعة، إذاً فهم تيار غير واسع إلا بإدعاءاتهم الفارغة، و الا اين هم؟ و لا يمكن حساب جماعة ” دون كيخوته علاوي” كديمقراطيين او يساريين، فهو تيار من بقايا البعث. و شمول البعثيين المجرمين ضمن التيار الديمقراطي هو ظلم بحق الديمقراطية .
٣ـ لم يعد كما كان متصوراً أن هذا التيار يمثل شريحة كبيرة من المثقفين و الفنانين والادباء في العراق كما كان الوضع قبل انقلاب شباط المشؤوم. و بعد أن تحالف الشيوعيون مع البعث انتهى هذا اليسار مع البعث في منتصف السبعينات. و الشيوعيون يتحملون جزءً كبيرا من مأسي الشعب العراقي بتحالفهم مع الطاغية ، جرذ ابن العوجة .
٤ـ الديمقراطية لم تكن و لم تعد حصرا على اليساريين، العرب او العراقييين. و ادعاءات الاتحاد السوفيتي في حينها و ما بعدها، اثبتت غير ذلك. فالديمقراطية واسعة في العالم و هي غير الديمقراطية الموجهة كما كانوا يسمونها. و انحلال الاتحاد السوفيتي و افتضاح خرافة هذا الادعاء اثبت عكس ذلك. فالديمقراطية اوسع في العالم كله و ان كانوا ضمن الاكثرية الصامتة.
٥ ـ لا اعرف كيف توصلت اليوم الى هذا الاستنتاج الذي مفاده: “أن الجميع يعلم ان الحزب الشيوعي العراقي و جماهيره و اصدقاءه يمثلون العمود الفقري لهذا التيار” [الديمقراطي]. والسؤال هو: اين هم و اصواتهم إذا في الانتخابات؟؟؟ و كيف توصلت إلى هذا الاستنتاج؟
٦ ـ اما عن سيطرة يساري الاكراد و البرزاني عن طريق فخري كريم، على قيادات الحزب الشيوعي العراقي (الرسمي)، فقد حدث هذا عند تولي عزيز محمد لقيادة الحزب بعد انقلاب شباط الاسود، الامر الذي ادى الى انسحاب اكثر اليساريين الحقيقين و اصدقائهم من الحزب، و بقى هؤلاء الاحرار الديمقراطيون الحقيقيون و اليساريون الاصلاء خارج الحزب .
ارجوا ان تتقبل هذه الملاحظات .
مع التقدير
ـــــــــــــــــــــــــ
* أياد السماوي: التيّار المدني الديمقراطي في العراق .. مواقف انتهازية وصمت مخجل
http://www.akhbaar.org/home/2015/10/199479.html