الثلاثاء 17 . 11 . 2015
شه مال عادل سليم
ببالغ الحزن و كبير الاسى تلقينا خبر وفاة معلمة الاجيال و نبراس النضال المناضلة الشيوعية والرابطية الجسورة والشاعرة والنصيرة (خديجة مصطفى حمد اغا الحويزي ـ المعروفة بـ (خوشكة فريشتة ) مواليد 1926 ـ كويسنجاق ),حيث وافتها المنية صبيحة اليوم الاثنين المصادف 16 ـ 11 ـ 2015 . في مدينة اربيل .
نشات المناضلة الشيوعية (خوشكة فريشتة ) في كنف اسرة وطنية محبة للفن والأدب والتراث والشعر , فهي شقيقة الشاعر الوطني الكبير ( احمد مصطفى حمد اغا ـ المعروف بـ (احمد دلزار) و الكاتب والشاعر والباحث والمؤرخ الكردي المعروف (كريم مصطفى حمد اغا الحويزي) المعروف بـ( كريم شارزا ).
رفضت المناضلة (خوشكة فريشتة ) منذ نعومة أظافرها الطقوس الإقطاعية والعشائرية السائدة في المجتمع الكردي، ،و ناضلت من اجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وكل الكادحين , ومن اجل المساواة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات , حيث ارتبطت مسيرتها الحياتية مع مسيرة رابطة المرأة العراقية و لذلك فهي تعتبر من رابطيات الرعيل الاول الذين افنوا حياتهم في سبيل قضية تحرر المرأة و نضال الحركة الوطنية العراقية والكردستانية من اجل عراق ديمقراطي مزدهر تنعم فيهِ المرأة بالمساواة و الحرية و الطفولة بالحياة السعيدة.
كانت المناضلة الراحلة رفيقة درب الشهيدة الشيوعية (عائشة كلوكة) والمناضلة ام شوان ( فتحية محمد مصطفى ) والاديبة (سامية شاكر) والمناضلة الراحلة (ساكنة سليمان ) والمناضلة الاربيلية (ساجدة صبري) وكوكبة من الشيوعيات الباسلات الاوائل الاخريات، في ظروف العمل السري والعلني في تلك السنين القاسية والصعبة في حقبة الفاشية البعثية , و كانت مثالاً للتفاني والشجاعة الشيوعية.
لقد لعبت الرفيقة النصيرة ( خوشكة فريشتة ) ، مع كوكبة من الشيوعيات الباسلات ، دورا رياديا في اقتحام ميادين وسوح النضال السياسي الوطني الديمقراطي والاجتماعي ، وضربن بنضالهن الجسور وعطاءهن وعملهن المتفاني بين الجماهير الكردستانية ، ومع النساء وعلى وجه الخصوص، امثلة رائعة وملهمة انحفرت في ذاكرة الأجيال ، وتستحضر عندما تشتد المصاعب وتتعقد ظروف النضال لاستلهام الشجاعة والاقدام وروح التحدي التي تشيعها في النفوس …..
الرفيقة الراحلة (خوشكة فريشتة) ، انتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي في بداية الخمسينات ، ولكنها عرفته قبل ذلك بفضل شقيقها المناضل الشيوعي والشاعرالوطني الكبير ( احمد دلزار ) ، وعايشت الحزب يوميا في اسرتها المناضلة , وقد انخرطت مبكرا في العمل السياسي في ظل ظروف العمل السري، وخاضت بجرأة وحماس ونكران ذات معتركات النضال الوطني والطبقي التحرري في صفوف الحزب، والعمل الديمقراطي النسوي في صفوف رابطة المرأة العراقية والكردستانية , كما شاركت في الكفاح المسلح مع رفيقاتها في بداية الثمانينات , حيث ظهرت ولاول مرة في تاريخ حركة الكفاح المسلح في كردستان عشرات من الفدائيات الشيوعيات وهن مدججات بالسلاح يعملن بجد واخلاص وتفاني في صفوف الحزب الشيوعي العراقي من اجل الاطاحة بالنظام الدكتاتوري واحلال البديل الديمقراطي جنباً الى جنب فصائل انصار الاحزاب الكردستانية الاخرى . . .
ان بصمات الرفيقة الراحلة ( خوشكة فريشتة ) و نضالها وكفاحها واثر نشاطها المثابر، على الرغم من قسوة الظروف، ظل شاخصا لدى كل من عمل معها والتقى بها، واعتُبرت بحق نموذجاً في النضال والعمل الحزبي والجماهيري , وتعد نضالها الدؤوب مفخرة للحزب وللرابطة المرأة العراقية والكردستانية التي عملت فيها بكل جد واخلاص …..
نعم …..المناضلة (خوشكة فريشتة ) لم تضحى بشبابها فقط بل ضحت بحياتها أيضاً وكانت نموذجا للمرأة الكردستانية المكافحة في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية ومبادئها السامية ….
اخيرا اقول رحل جسد المناضلة الشيوعية والنصيرة الجسورة (خوشكة فريشتة ) من بيننا لكن ابتسامتها ضحكتها وتفاؤلها وحبها للناس وتفانيها من اجلهم…سيبقى ابدا في صفوفنا.
فقدنا النصيرة (خوشكة فريشتة ) , ولكن سيرة نضالها ستبقي ملهمه لكل من آمن بالمبادئ السامية التي آمنت بها ولم تحيد عنها يومأ ….
ستبقى ذكرى الرفيقة والنصيرة الجسورة ( خوشكة فريشتة ) خالدة في وجدان كل الشيوعيين الذين عرفوها …
تعازينا الحارة لعائلتها الكريمة ..ولرفيقاتها ورفاقها الانصار في الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني الميامين…..
المجد و الخلود للمناضلة والشاعرة والنصيرة الثورية ( خوشكة فريشتة ) و الصبر و السلوان لعائلتها و محبيها و عهداً منا لمواصلةً النضال في سبيل عراق ديموقراطي مزدهر.
وداعا النصيرة البطلة (خوشكة فريشتة) وعهدا بالوفاء …..