الجمعة 20 . 11 . 2015
احمد-الحباسي / تونس
في الصحافة خفافيش ، الظريف في الأمر أن هؤلاء الخفافيش لا يخرجون في الليل كما يظن البعض بل هم يخرجون بالنهار و على عينك يا تاجر ، فجريدة مثل “الشرق الأوسط” تعيش فيها خفافيش الظلام و النهار يهتكون الحقيقة هكذا لوجه الله أو لنقل لوجه لفافات الدولار ، تاريخ أسود من الكذب و أطنان من الحبر و ملايين المقالات الحقيرة الملفقة ، بداء من الكاريكاتير إلى آخر عمود في هذه الصحيفة الصفراء الفاقدة للهوية العربية ، حملات لا تنتهي على كل نفس رافض للصهيونية و لمشاريع الفوضى الخلاقة ، أوركسترا تعزف نشازا ، ملاك الجريدة لا يخجلون من أنفسهم ، لا يجلسون للمرآة لرؤية عوراتهم ، مستنقع صحفي يبث الإشاعات و الأقاويل يخصص مساحات يومية للهجوم على سوريا و على حزب الله محتقرا كل من ينتسبون لهذا التيار المقاوم من الشعوب العربية ، من العيب أن يصل قلم مثل قلم الكاتب فهمي هويدى إلى هذا المستوى الضحل من الزئبقية و التقلب و المواربة و المخاتلة كل ذلك من أجل نهم المال النفطي الملوث بدماء الأبرياء ، الرجل يحلل و يحرم على مزاجه المتقلب ، كتابات الكسب السريع بجريدة الشرق الأوسط السعودية تقف عليها عصابة إعلامية مجرمة لتقصف العقل العربي المنهك أصلا بمقالات ” محرمة ” مهنيا من أجل عيون إسرائيل …و من غيرها .
لقد كان بإمكان” الشرق الأوسط” أن تعلن من جملة ” إعلاناتها” المدفوعة الأجر صهيونيا عن كونها لسان حال محور كراهية المقاومة ، فمن حق هذه الجريدة أن تكون في محور الصهاينة من باب التناسق المطلوب مع النظام الذي “تبث ” منه للعالم كل سمومها التكفيرية ، كما أنه من حقها أن تكون في خطابها و توجهاتها أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم فهذا الاصطفاف ” المذهبي” قد أصبح مطلوبا من رأس النظام السعودي الفاشل حتى لا يفسد علاقته المباشرة مع تل أبيب و يصبح مغـــضوبا عليه و هو الذي لا يقدر على ” زعل” الصهاينة ، ما نعيبه فقه على جريدة آل سعود أنها تتمسك بالعربية لغة و بالقرآن دينا و بمحمد رسولا مع أن مقالاتها قد أعلنت الردة منذ سنوات عن العروبة و الإسلام و الرسول ، و لا زلنا إلى اليوم في ترقب و تأهب حتى تعلن الجريدة السعودية الصهيونية أنها نزعت إلى الأبد العمامة العربية لتلبس القلنسوة الصهيونية فنكون لها من الشاكرين لأنها أزاحت غشاوة كانت في عيون البعض ممن ظنوا بها خيرا فإذا هي عدو مبين .
في جريدة الشرق الأوسط اجتمع المتعس مع خائب الرجاء ، فهمي هويدى ، طارق الحميد ، ا نديم قطيش ، صالح القلاب ، عبد الرحمان الراشد ، لا أحد من هؤلاء تفضل “بطلقة” جبر ضد إسرائيل ، لا احد من هؤلاء اهتم يوميا بإسرائيل كما يهتم بسوريا ، لا أحد يقول أن ساعات نتانياهيو معدودة و عليه أن يرحل الآن مع أن الرجل يمثل واجهة استعمارية إرهابية إجرامية غير مسبوقة في التاريخ ، فقط هؤلاء يوجهون هذه الزخات الصحفية المسعورة ضد سوريا و ضد العراق و ضد اليمن ، “الكاتب” مصطفى فحص يطالب ” بتوحيد ” بندقية ما يسميها بالمعارضة السورية ضد الشعب السوري ، مصطلح التوحيد أو التوحد أو الوحدة هذا لا نسمعه في جريدة الشرق الأوسط ضد إسرائيل آو ضد أمريكا مهما حصل …الوحدة و التوحيد هي السلاح المطلوب ضد المقاومة و لا غير المقاومة ، لا تحصل الوحدة السعودية إلا ضد الأنفاس الرافضة للكيان و الاستعمار و لا نجد صحيفة العار السعودية تنطق إلا حين يتكلم لسانها الملعون ضد المقاومة .
صحيفة ” الشرق الأوسط ” تدافع عن إسرائيل ، هذا لم يعد سرا ، و بالمنطق كل المتابعين يعلمون أن العالم العربي مقسم إلى قسمين ، قسم مع المقاومة و قسم مع الصهيونية و التطبيع و الاستسلام ، فأين يكون النظام السعودي تكون لسان حاله جريدة ” الشرق الأوسط ” ، و النظام كما نعلم جميعا لم يكن يوما مع المقاومة لا بالساعد و لا بالفكر و لا بالمال و لا بمجرد التفاؤل بالانتصار على العدو ، فأين يمكن أن يكون إلا مع العدو و مع مشاريع العدو و مع كل ما يسر العدو ، و حين كشفت الصحف الصهيونية وجود باعة ضمير متجولين ينشطون باللسان و القلم في جريدة الشرق الأوسط مهمتهم الدفاع عن وجهة النظر الصهيونية كان الأمر متوقعا ، فمقالات طارق الحميد و عبد الرحمان الراشد و بقية “الشلة” تصب دائما في تلميع صورة إسرائيل لدى الرأي العام العربي و هي المهمة ” النبيلة ” نفسها التي تقوم بها قناة ” العربية” و قناة ” الجزيرة ” و قناة ” المستقبل” و قناة ” الجديد ” ، و رغم أن هذا الخط التحريري الصهيوني الذي تنتهجه الصحيفة قد أضر بالإسلام و شوه صورته ، و رغم أن هناك من يشك في أن ما يكتب في الصحيفة هو من تحرير المخابرات الصهيونية أو بدافع منها فلا تزال هذه المرثية السعودية تصارع حالة الموت السريرى التي تعانيها بسبب انصراف الناس عنها و عن بلائها تماما كما حصل لقناة الجزيرة منذ أن صعدت أسهم سوريا في بورصة العلاقات الدولية بعد الانتصارات التاريخية المتلاحقة للجيش و المقاومة السورية ، فهل كتب على العرب أن تكون لهم جريدة صهيونية بمثل هذه القذارة لتزيد من آلامهم ، و هل ما زلنا لم نفهم “قصيدة” السيد بشار الجعفري حين خاطب المندوب السعودي منذ ساعات ، ” ذيل الكلب لا ينعدل ” ، فكيف سينعدل ذيل صحيفة ” الشرق الأوسط ” ؟ .
بانوراما الشرق الاوسط