أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / باريس مع الاحداث، ماذا لو ؟؟؟

باريس مع الاحداث، ماذا لو ؟؟؟

السبت 21 . 11 . 2015

عبد الصاحب الناصر

باريس بعد هذه الاحداث المتزامنة المستمرة المتالية، ماذا لو.؟
ثم لو حدث في أنتورب، كما في بروكسل، اولوكسمبورك، او لندن ، و حتى في بارس الكبرا ، لو توسعت و امتدت إلى أحياء أخرى. و ستتبعها مدن اوربية اخرى. ماذا لو اثبتت الشواهد والحقائق والاستنتاجات الثبوتية عن الجرائم المروعة التي كثيراً ما كتبنا عنها محذرين ومنذرين أن هذا الارهاب هو نتيجة حتمية للأفكار السلفية الظلامية الوهابية التكفيرية، ومن مصدرها الأول مملكة الشر السعودية؟ و ان حكام الغرب اغراهم المال السعودي الخليجي، واعمت بصيرة استخباراتهم المثقوبه والمسيرة من قبل الاستخبارات الصهيونية؟ ماذا لو ان نظرية تحويل الارهاب من مدنهم بإعادتهم الى الشرق الاوسط او الابعد للتخلص من شرهم ،ستغنيهم عن جيوش الاحتلال وعن نقل جثمانين جنودهم بطائرات عملاقة و رفع الاعلام الوطنية و زرع الشموع و رفع العلامات الصفراء امام البيوت؟ ماذا لو ان نظريتهم التي تقول بان تحويل الارهاب الي مناطق اخري، سيؤدي نفس غرض جيوش الاحتلال؟ ماذا و ربما الف ماذا عن المتحالفين و المستفيدين و الممولون و المجهزين و الناقلين و المدربين، هم أساس البلاء الذي يشمل العالم.
وماذا عن الذين اسسوا المدارس السلفية الوهابية في مختلف مناطق العالم، بدءً من السعودية، الى افغانستان و باكستان والسودان و الصومال بل وحتى لحقوا المسلمين الفارين من جور حكوماته إلى الدول الغربيين، فلحقوهم وفتحوا لهم هذه المدارس والمعاهد والمساجد التي تغسل عقولهم بالتعاليم الوهابية التكفيرية وتشحنهم بالحقد والكراهية ضد اآخرين زتحزيلهم إلى قنابل بشرية ضد المجتمعات التي آوتهم ووفرت لهم العيش بكرامة؟ ماذا لو توصل الباحثون انها خطط و عمليات شيطانية يعرف بها اكثر الحكام و السياسين و الاستخبارات في الغرب قاطبة؟
سؤال ذو شقين ، لا يوجد ابسط منه و ابسط من الإجابة عليه علميا و منطقيا، ولو انه سؤال حمل بين مساحاته الشاسعة كشف للنفاق و الازدواجية الساسية و ولاءاتها السابقة و الجديدة .
سؤال لا يوجد ابسط منه. النصف الاول، هل سيعترف الحكام الغربيون انهم اخطأوا و يتحملون نتائج اخطائهم و نتائج هذه الجرائم؟ و ربما يتطوعون ليقادون الى المحاكم بجريمة التضليل واخفاء الحقائق عن شعوبهم، و انهم كانوا يعلمون عن اكثر الخلايا النائمة للارهابين من مواطنيهم منذ حملة بناء مراكز التعذيب السرية التي نشروها في كثير من البلدان سرا، الى ان اعترفوا بها و الغوها في زمن اوباما ! و كتب عنها الكثير، و هم جعلوا شعوبهم ضحية الاعلام السياسي الموجه من قبل المال السلفي الوهابي الارهابي بأصل نتائج غطرسة القوة الامريكية و بدلالة الصهيونية العالمية؟
سؤال لا يوجد ابسط منه، هل سيعترف هؤلاء الحكام انهم طمعوا في المنصب و المال و الجاه، و انهم اخفوا كل الحقيقة عن شعوبهم بخبث و رياء؟
سؤال لا يوجد ابسط منه: هل سيعترف حكام البلدان المنكوبة بأخطائهم و غبائهم وبطلان ادعاءاتهم، و سخافة وحدتهم، و سذاجة تخطيطاتهم الاحترازية لمواجة هذا الارهاب؟ مع علمهم بخطورته و انتشاره وتوسعه ليشمل كل مدنهم؟
سؤال لا يوجد ابسط منه النصف الثاني: ماذا هم صانعون اليوم و هل سيرجعون الى الصف الوطني الحقيقي و يعملوا من اجل اوطانهم و ليس من اجل المنصب والمال و الاعلام الوهابي والمال السعودي؟
ومتى ستحاسبهم شعوبهم؟ المغيبه من قبل الماكنة الاعلامية الضخمة المضيية، والمسيرة من قبل الاستخبارات الامريكية والبريطانية والفرنسية وطبعا الاسرائيلية .
لا اعتقد .
اخذت اجهزة الاعلام الغربية تكتب “متاخرة” بكل وضوح و تشير الى المصادر الحقيقية للارهاب و من هم مموليه. و هم من اصدقاء الغرب وحلفائه في المنطقة! . الم يبشر سناتور امريكي عن صدام، جرذ ابن العوجة ، انه نغل غير شرعي ، لكنه نغلنا he is a bastard, but he’s our bastard!.
نقلت صحيفة الاندبندنت اللندنية أمس عن النقاشات الحادة داخل البرلمان الفرنسي، حين سمَّت و شخصت منابع الارهاب، انها من السلفية الوهابية السعودية ومن دويلة قطر اللقيطة، و قيل هذه المرة بكل وضوح و باصوات عالية جمعية و متكررة .
إنها حالة اصبحت خطرة وحرجة ، لكنها متقلبة وغير واضحة الهدف او الشكل و الحجم و مرتدة على بعضها و حول بعضها، كما يقال لها في بريطانيا (Catch 22 ) التي لا يعرف رأس الخيط في كبوتها المتشابكة .
يبقى سؤال لنا نحن الذين نتساءل و نبحث عن الحقيقة: متى نتوحد في كتاباتنا لنقول الحقيقة وننشرها؟ دون خوف او رياء و بدون عبادة هذا القائد او ذاك. ومتى نعي ان هناك افضليات تتطلبها حالة الحرب مع الدواعش الاشرار؟ و ان تأجيل المناكدات والخلافات الحزبية و الشخصية والفئوية لها وقتها و يجب ان تكون بعد الفضاء على داعش والارهاب. نعرف اننا جميعاً نقول بهذا الكلام، و نعرف ايضا اننا من يشد بين هذه الفئة او تلك، انه انتماء اعمى وعاطفة والعزة بالإثم .
لماذا يتصدر اليوم متطوعو الحشد الشعبي من فصائل الصدريين و المجلسيين في كل مجالات الاعلام والندوات والخطابات على غيرهم من الفصائل الاخرى؟ كما كان بالأمس العكس ولكن بنفس ونهج آخر. اليس كل هؤلاء المتطوعين الشرفاء في الحشد الشعبي هم متطوعين وطنيين قبل انتماءاتهم المناطقية و الطائفية، و يستحقون كل الاحترام من الجميع ، فلماذا ننتقد الاعلام الغربي عندما لا يميز بين الارهابيين و المتطوعين من الحشد الشعبي، فيساويهم بالمليشيات؟
احداث فرنسا هي حرب معلنة و مفتوحة ضد الرئيس “اولان” لا غير، فهو من يتزعم سياسة اسقاط بشار الاسد بدون اي حق، وبطريقة همجية يسلحون ما يدعون بالمعارضة ” الشريفة ” بينما هم متآمرون مع الارهاب بحجة اسقاطه، اي عدو عدوي صديقي ،لكنكم صادقتم الشر الذي يجر الارهاب عليكم و على شعوبكم ، الا يتطلب هذا منكم اقلها “الاعتراف ” ؟.
ان هذه الحملات الظالمة الارهابية هي نتيجة ازدواجية سياسي الغرب، بدون استثناء .