الرئيسية / مقالات / جزائري.. هكذا أحبك

جزائري.. هكذا أحبك

الجمعة 27 . 11 . 2015

معمر حبار / الجزائر

أتابع صباح اليوم عرض الصحافة الجزائرية عبر الإذاعة الوطنية جاء فيها، أن فرنسا تستعين بخبرة الجزائر في مواجهة الأحداث التي أصابت باريس وألحقت بها أضرار في الأرواح والعتاد.
ونفس المعلومة أسمعها باستمرار عبر الفضائيات الفرنسية، وهي تثني على المساعدة التي قدمتها المخابرات المغربية فيما يخص رئيس القتلة الذين كانوا وراء أحداث فرنسا، وأودت لحد الآن بقتل 130 ميت فرنسي.
التعاون بين جميع الدول مطلوب فيما يفيد المجتمات كلها، ويعزّز أمنها ويحمي حدودها، ويحفظ خيراتها، وينشر الأمن بين أفرادها، ويزرع الثقة فيما بينهم.
لكن مايقلقني كجزائري يحب وطنه ويخشى عليه، أن التعاون بين الجزائر وغيرها، أصبح ينحصر في زاوية واحدة ألا وهو ما تسميه وسائل الإعلام العالمية بالتعاون في مجال الإرهاب، وكأن الجزائر لا تحسن غير هذا الفن ولا تتقن سواه.
إن الريادة مطلوبة والبقاء فيها لزمن طويل يبعث على التفاؤل والافتخار، لكن أن تظل الجزائر تتغنى بما تراه قمة، لأن فرنسا أو بلجيكا أو الولايات المتحدة الأمريكية، إحتاجت إليها في معلومة لمكافحة قتلة أبناء باريس، والعثور على خيوط القائمين على التفجير والقتلة، فإن ذلك لا يدعو إطلاقا إلى الافتخار والاعتزاز، ولدى أكثر المتفائلين يمكن إعتباره جزء من ألف جزء مما تقوم به الجزائر تجاه من يطلب مساعدتها وعونها.
المطلوب إذن من الجزائر، أن تتعدى إطار مساعدة الدول في مجال المعلومات الأمنية الاستخباراتية إلى مجالات أخرى تحسنها وتتقنها وتملك الخبرة والريادة فيها. وحان الوقت لإظهارها وإبرازها ومساعدة الغير الذي يطلبها ويحتاجها، وفي نفس الوقت طلب المساعدة من الغير مما تحتاجه الجزائر، لتحسين مستواها والرفع من أداء فاعليتها بأحسن الطرق وأقل الخسائر وبأكثر الأرباح والمنافع.
أفتخر بالجزائر حين تكون لها الريادة في المساعدات الأمنية والحد من العمليات الإجرامية والتخفيف من الخسائر المادية، التي ينتفع بها العالم أجمع وليس فرنسا فقط، وينتفع بها الجيران أيضا وهم أولى بها من غيرهم، لأن مساعدة الجار هي مساعدة لصاحب الدار ودعم له.
لكن أفتخر بها أكثر وأكثر، حين تتربع على عرش الريادة في المجالات العلمية والاقتصادية والتجارية والثقافية، فإن ذلك من الأمن الذي يجب الحرص عليه والتمسك به، ونشره وتعميمه بما يقوي أركان المجتمع الجزائري، ويخدم الإنسانية جمعاء.
وبما أن فرنسا أثنت على المساعدات المغربية والجزائرية التي قدمت لها في مجال المعلومات الأمنية الاستخباراتية، فإنه من اللائق بالدولتين الجارتين أن تكثفا مساعدتهما في مجالات شتى وفروع كثيرة، لتعزيز أواصر الأخوة والجار، فيما ينفع الجميع ويحمي الجميع، خاصة وأن الجار أولى بالرعاية، وأحق بالمعلومة والمساعدة.