الرئيسية / الأخبار / بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) 1347هجري

بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) 1347هجري

المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الجمعة 27 . 11 . 2015 — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي من حركة انصار ثورة 14 فبراير البحرينية بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) 1347هجري نضعها امام انظار القراء :
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ). 18/سورة سبأ. “صدق الله العلي العظيم.

إلى زوار الأربعين ..
إلى شعبنا البحراني الأبي ..
إلى شعبنا في القطيف والأحساء..
إلى أحرار وشرفاء العالم ..

أصبحت زيارة الأربعين بعد سقوط الحكم الصدامي العفلقي الأموي سنة حسنة ، بأكثر مما كانت عليه في القرون الماضية وأيام حكم البعث الكافر ، وها نحن نرى الملايين من أبناء الأمة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم تتقاطر على كربلاء لإحياء هذه الذكرى ومواساة ركب السبايا الزينبي القادم من الشام.
نعم لقد أصبحت زيارة الأربعين أكبر وأعظم وأرقى تجمهر ديني في العالم يحدث الآن ، حيث يفوق عدد الزائرين عدد الحجاج بأكثر من 10 مرات ، ففي بعض الإحصائيات التي تقوم بها الحكومة العراقية ومعها العتبة الحسينية يزيد عدد الزائرين عن أكثر من عشرين مليون نسمة ، كما إن هذه الزيارة تعتبر أهم من مهرجان “كوم ميلا” الهندوسي الكبير؛ لأن الأخير يحدث مرة كل ثلاث سنوات .. كذلك ففي العراق يتم توزيع ما لا يقل عن 200 مليون وجبة خلال فترة هذه الزيارة والرحلة الربانية.
إن زيارة الأربعين فيها من الأرقام القياسية الشيء الكثير فهي أكبر تجمع بشري ، وأطول مائدة طعام في العالم ، وأكبر عدد للمتطوعين في حدث واحد ، وهي أكبر حشود مليونية تسير المسافات الطويلة مشيا على الإقدام .في أربعينيته يحتشد الملايين إلى زيارة قبر إمامها الشهيد الذي قتل ظلما وعدوانا لتعاهده بأن تكون على نهجه وخطه ونهضته وثورته ضد الظلم والطغيان والإرهاب ولتكون في مواقعها لمواجهة الإنحراف اليزيدي في كل عصر وفي كل مكان مرخصة الأرواح والدماء كما أرخصها من أجل الإسلام والعقيدة ..
وإننا نتوجه بالإنتقاد إلى الإعلام الغربي والعربي لتعاطيه المسيس مع أحداث ووقائع يحتشد لها الملايين من البشر دون أن يقوم بتغطيتها بما يتلائم مع حجمها بينما يقوم هذا الإعلام المسيس بتغطية مظاهرة صغيرة واعتصام هناك وتجمع عادي في لندن وواشنطن ونيويورك وباريس وهونغ كونغ ، وغيرها من البلدان ويسلط على بعض التجمعات الصغيرة الضوء ويقوم على إبرازها كحدث صاخب بينما لاتدور مكائنه الإعلامية لتغطية أعظم تجمهر بشري سلمي في العالم ، حيث السيل الهادر من النساء والأطفال ؟! .. نعم إن هيمنة اللوبي الصهيوني والإعلام الصهيوني على وسائل الإعلام العالمية هو الذي يجعله يغض الطرف عن أعظم تجمع بشري في العالم.
وإذا أراد الإنسان أن يتعرف على الإسلام الحقيقي الرسالي فعليه بزيارة الأربعين ، فإنها حقيقة مهرجان المثل والقيم التي جاء بها النبي المصطفى محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” .. وما يجسده الأئمة المعصومين من آل البيت عليهم السلام ، خلافا لما قام به الحكم الأموي السفياني المراواني الوراثي ، وخلافا للحكم العباسي الظالم والفاشي ، وخلافا لما يقوم به شرذمة التكفيريين الدواعش الوهابيين الذين يمثلون أولئك الذين قتلوا الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.
لقد أصبحت زيارة الأربعين معلما ومنارة لكل طلاب الحق والحرية .. ولذلك فإننا نرى الحقد الدفين والضغائن التي تضمره الأموية السفيانية المروانية اليزيدية المعاصرة والمتمثلة في الوهابية التكفيرية لهذه الزيارة وللملايين من الزوار ، ولذلك فإنها وكل عام تكيد لها المكائد لسفك دماء الناس والمدنيين الأبرياء..
وعلى صعيد آخر فإننا نرى ومع إقتراب زيارة الأربعين ، فإن النظام السعودي والنظام الخليفي يضمرون السوء من أجل القيام بحملة إعدامات لخيرة من أبناء الأمة على رأسهم فقيه الإيمان والجهاد آية الله الشيخ نمر باقر النمر وثلة من الشباب المؤمن ، وفي البحرين تضمر السلطة الخليفية بإعدام إثنين من أبناء البحرين ، في تحد صارخ للمجتمع الدولي ومطالبات رؤساء الدول الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة الإفراج عنهم ، هذا ناهيك عن الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في البحرين والسعودية ، وما يقوم به تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي على شعبنا في اليمن وإرتكابه لمجازر إبادة جماعية وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.
وبمناسبة زيارة الأربعين العظيمة فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تطالب الملايين الماشية لزيارة الأربعين والمحدقين بقبر الإمام الحسين عليه السلام ، أن يتضامنوا مع المظلومين والقادة من أبناء الأمة وفي طليعتهم آية الله الشيخ نمر باقر النمر والسجناء المنسيين في المنطقة الشرقية ، والذين يراد أن يعدموا ظلما وزورا وبهتانا معه ، وكذا التضامن التام والكامل مع الذين تمت مصادقة حكم الإعدام عليهم من قبل النظام الفرعوني الحاكم والمتسلط في البحرين.
كذلك فإن حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير تؤكد على شعوبنا المهاجرة إلى الله من خلال زيارة الأربعين بأن هناك عالما جليلا ومفسرا للقرآن الكريم هو سماحة العلامة الشيخ توفيق العامر الذي يقبع في سجون آل سعود لا ذنب له إلا لأنه يدافع عن حقوق الناس في شبه الجزيرة العربية ويطالب بإحترام حقوق الإنسان.

فيا جماهيرنا المليونية وأبناء أمتنا الإسلامية .. التي تسير مشيا على الأقدام إلى القرى التي بارك الله فيها وهي الأراضي المقدسة والبيوت التي أذن الله وأمر أن ترفع وتعظم وتقدس وجعل دخولها تطهيرا من الذنوب ورغدا للعيش ، والتي جعل السير إليها ليالي وأيام أمن وأمان من الضلال والغواية والتية ، إننا نطالبكم بزيارة أصحاب البصيرة والمعرفة ، وأن تقفوا إلى جانب نهضته وثورته ضد الظلم والطغيان الأموي اليزيدي في كل زمان ومكان .. ولابد من التسمك بالعروة الوثقى وأئمة الهدى ، الأئمة الأطهار النجباء المعصومين من آل البيت عليهم السلام والتبريء من أعدائهم من الجبت والطاغوت والأمويين والعباسيين والنواصب والوهابيين والتكفيريين الدواعش أعداء الله وأعداء الإنسانية جمعاء.
إن مناسبة الأربعين هي شعيرة من الشعائر الدينية العظمى والمشي إليها هو إستجابة لنداء القرآن وروايات أئمة أهل البيت (ع) ، حيث جاء في الآية الشريفة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)،وقد أبان القرآن قدسية أرض كربلاء وإزديادها قدسية بالسيد الأطهر من أطهار آية التطهير(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال).
إن ذكرى زيارة الأربعين لهذا العام لها خصوصياتها وأهميتها نظرا لما يعصف بالأمة والإنسانية اليوم من تحديات قاسية وصعبة ، وإننا في حركة أنصار ثورة 14 فبراير نطالب الملايين من أبناء الأمة وعشاق الإمام الحسين عليه السلام من الزوار والمشاية بأن يقفوا في خندق واحد مع الحشد الشعبي العراقي ، ومع محور المقاومة في سوريا ولبنان واليمن والبحرين ، وأن يشاركوا في دعم خيم محور المقاومة أينما نصبت على الطريق بين النجف وكربلاء ، وأن يشاركوا في مسيرة “الموكب الحسيني العالمي لأمة محمد (ص) .. المتشكل من مختلف البلدان الإسلامية ، وأن يعقدوا العزم على رص الصفوف والتعرف على بعضهم البعض من أجل مجابهة مؤامرات الإستكبار العالمي وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا والإستعمار البريطاني ومؤامرات الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ، وأن يهتفوا بشعارات دعم محور المقاومة وقادة المقاومة من إيران إلى لبنان إلى سوريا فالعراق والبحرين والمنطقة الشرقية فاليمن العظيم ..
إننا اليوم في معركة حاسمة وفاصلة بين الحق والباطل ، بين الإستكبار العالمي والدول الإستكبارية الإستعمارية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وأذنابهم وعملائهم من آل سعود وآل خليفة وآل ثاني في قطر ، وحكام الإمارات ، والحكم العثماني الأردوغاني ومعهم القوى التكفيرية الداعشية الوهابية الأموية السفيانية .. وبين محور المقاومة التي تتقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران والطلائع الرسالية من المجاهدين والعاملين في سبيل الله تعالى في كل مكان.
ولذلك فإننا اليوم نرى إنبثاق محور من قوى المقاومة والممانعة تتقدمه وتتصدره إيران الثورة وحزب الله في لبنان وسوريا المقاومة والحشد الشعبي والجيش العراقي الباسل في العراق وأنصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني الباسل .. ومعهم حركات التحرر الإسلامية والوطنية في العالم العربي والإسلامي ..
إن مناسبة زيارة الأربعين لهي إذن مناسبة للتمحور حول القيم التي إستشهد من أجلها ولأجلها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام هو وأصحابه وإتخاذه إماما ورمزا للأحرار والثوار والمقاومين الرساليين ضد قوى البغي والنفاق والغدر الأموية والعباسية والسفيانية والمروانية والوهابية والداعشية ، والوقوف في خندق واحد متعاضدين متآزرين لمواجهة الزيف والإنحراف والطغيان والفساد في الأمة.
وأخيرا فإن الملايين الزاحفة نحو قبر سيد الشهداء عليه السلام في أكبر تظاهرة ومسيرة بشرية عرفها التاريخ لابدم من رفع شعارات التضامن مع المستضعفين والمحرومين في العالم ممن يعانون الإضطهاد وخلال هذه الزيارة الأربعينية لابد من أن تنظم جماهيرنا الحسينية المسيرات والمظاهرات المليونية دفاعا عن آية الله الشيخ نمر النمر الذي تسعى السلطات السعودية هذه الأيام لتنفيذ حكم الإعدام بحقه وبحق ثلة طاهرة من أبناء القطيف.
كما ونطالبكم بتنظيم مسيرات ومظاهرات تدافع عن شعبنا البحراني الذي يرزح تحت ظل حكم ديكتاتوري فاشي ويقبع في سجونه أكثر من 4000 آلاف معتقل في طليعتهم قادة ثورة 14 فبراير وعلماء وخطباء وحقوقيين وأطباء.
كذلك أطلقوا هتافاتكم وشعاراتكم دفاعا عن الشعب اليمني المظلوم الذي قدم أكثر من عشرين ألف شهيد من النساء والرجال والأطفال وهدمت البنية التحتية لبلاده على يد العدوان السعودي الصهيوأمريكي ، وناشدوا العالم وأحراره بالتضامن معه ، هذا الشعب الذي يدفع ثمن حريته وكرامته وإنعتاقه عن آل سعود وأمريكا الشيطان الأكبر ، وإنعتاقه عن وصاية الصهيونية العالمية.
ولتصدح هتافات التضامن مع قضايا محور المقاومة متزامنة مع شعار التلبية الكبير “لبيك يا حسين” فإن أفضل تلبية لإمامنا الحسين الشهيد عليه السلام هو إقتفاء أثره وإتباع منهجه في مقاومة الظلم ورفض الباطل وعدم الإستسلام له والتضحية من أجل العزة والكرامة.
(وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) 21/سبأ.

حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
27 نوفمبر 2015