الأربعاء 02 . 12 .2015
فيدا وردة / لبنان
عاد إلى داره من لم يستشهد ويُقطع رأسه أو يرمى بالرصاص الحي من الجنود والعسكريين اللبنانيين الذين كانوا مختطفين لدى “جبهة النصرة” الإرهابية.. فالحمد لله أولا على سلامتهم.. والشكر لحزب الله الذي ضمن أمنهم.. وللقيادة السورية التي حافظت على أرواحهم.. ولكل من ساهم في “دفع” فديتهم, ولا شكر لمن دعم وسلّح خاطفيهم.. ولا شكر “لحفاضات وحليب” عُقاب صقر التي دفع ثمنها سعد الحريري.
عاد جثمان الشهيد محمد حميّة ليدفن في تراب بلدته, وسط “شكر” بعض رفاقه لـ “إنسانية” الإرهابيين الذين أعدموه بدم بارد كما أعدم الشهداء علي البزّال وعباس مدلج وعلي السيد وعاد التصفيق, وعادت “تشكرات أفندم” لباحات السرايا..
لا شك بأن القلب يفرح لفرحة أم عاد ولدها حياً يُرزق, وطفل حضن والده بعد غياب. ولا شكّ بأن هناك جهود جبّارة قام بها اللواء عباس إبراهيم لتعمّ هذه الفرحة شوارع بيروت. لا شكّ أن هناك أيد خفية لعبت دوراً كبيراً لإنقاذ المختطفين من حد سكين الإرهابيين ورصاصهم الغادر. كما لا شكّ بأن هناك أيادِ خفية لعبت دوراً أكبر لتسيس أزمة العسكريين لصالح جهتها وتوجهاتها وأسيادها.
سارعت جميع وسائل الإعلام اللبنانية والعربية لتغطية الحدث, وسارع المأجور منها لينل الحصة الأكبر من التغطية وليكن “داخل الحدث” في “إمارة النصرة” في عرسال. تسابق المأجورون لنقل الصورة “الحضارية” و “الإنسانية” لجبهة النصرة.
دولة داخل الدولة…
كم وكم سمعنا هذه العبارة سابقاً… وكم رفضها كل من برّر ولمّع التنظيمات الإرهابية والتي وصفها بـ “المعارضه السورية المعتدلة”. سمعنا العبارة تتردد على ألسنة الزعامات السياسية كافة في فريق “14 آذار”, سمعناها على ألسنة رجال دين وأبواق لا تُعد ولا تحصى. لكن المقصود حينها كانت المقاومة الإسلامية في حزب الله.. حزب الله المقاوم الجزء الذي لا يتجزأ من الدوله “بحسب الدستور اللبناني”. مقاومة وصفها رئيس الجمهورية السابق ميشيل سليمان بـ “المعادلة الخشبية” فتخشبت رئاسته. حزب الله الذي حرر الجزء الأكبر من جنوب لبنان المحتل وأعاد ما أعاده من سيادة الدولة, حزب الله الذي قدم ما قدم من شهداء داخل الأراضي اللبنانية وخارجها حفاظاً على عدم تسرّب الإرهاب الى اراضيه, حزب الله الذي حفظ الأمن ليس فقط لجمهوره, بل لكل اللبنانيين.
يُقال أن ذاكرة بعض السياسيين كذاكرة الذبابة, ولكن ذاكرة الشعب كذاكرة الجمل… بالأمس القريب دخلت وسائل اعلام “مأجورة” إلى عرسال لتعرض لنا عبر شاشاتها “الحياة الطبيعية” والشوارع الخالية من المسلحين, وأن كل ما يُقال عن تواجد إرهابي داخل عرسال ما هو إلا مؤامرة طائفية. بالأمس القريب وفي كل ساعة ودقيقة, تُطلق الأبواق سيمفونيتها المعهوده, بأن كل ما يحدث سببه تدخُّل حزب الله في سوريا. اليوم, وعبر ذات الشاشات, رأينا المعنى الحقيقي للـ “دولة داخل الدولة”, ورأينا السبب الحقيقي لتدخُّل حزب الله في سوريا. تنظيم إرهابي بكامل عتاده العسكري من أسلحة وآليات وأفراد يسيطر على شوارع وأحياء عرسال. أليس هذا ما كان يحذرنا منه حزب الله؟؟ أليس هذا المشهد هو السبب الحقيقي لتدخل حزب الله في سوريا والذي طالما حدثنا عنه السيّد حسن نصر الله واستهزأت به كل الزعامات “الثورية” المذكورة أعلاه؟؟
لا يسعك الا انت تتأمل, ماذا لو لم يتدخل حزب الله في سوريا؟؟ ولم يحارب في القلمون والقصير وغيرهم؟؟ فهل كنا رأينا هذا المشهد من المرتزقه الإرهابيين في شوراع الحمراء والأشرفية وجونيه؟؟ هل كنا رأينا هذه التجمعات الإرهابية بآلياتها وعتادها في الشوف وعاليه وصيدا؟؟
سقطة إعلامي
أراد الإعلام المأجور أن يجعل من تغطيته “الحصرية” سبق.. فسقط في حفرة حفرها بيده. فطالما كانت تلك القنوات منبراً للإرهاب ولتلميع صورة الإرهابيين من أحمد الأسير إلى ابو طاقيه الى غيرهم من رموز الإرهاب. ولطالما تحدثت تلك القنوات عن أن حقيقة تدخل حزب الله في سوريا ما هو إلا لأسباب طائفية وسياسية. لطالما أرادت تلك القنوات أن تُقنع الجمهور بأن من يسكن عرسال هم “لاجئين” أبرياء فقط وداعمين لما يسمى بـ “الثورة السورية” التي يوماً بعد يوم يتبين أنها ما هي الا عصابات ارهابية مدعومة من دول عربية وغربية. لطالما تحدثت تلك القنوات عن “حق” تلك الجماعات بالدفاع عن عرسال. فكم بررت ذات القنوات التفجيرات الإرهابية التي طالت المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء لبنان, والعبوات الناسفة التي طالت الجنود اللبنانيين والعسكريين, وأن ما أقدمت عليه الجماعات المسلحة المتواجدة في عرسال من خطف لجنود وعسكريين وذبح بعضهم ما سببه إلا تدخل حزب الله في سوريا. سقط إعلامهم كما سقطت سياستهم اليوم, و “غلطة الشاطر بألف”.. أرادوه سبقاً صحفياً, فكانت فضيحة مدوية. مراسلوهم تحت راية جبهة النصرة الإرهابية, يتحدثون عن “إنسانية” و “حسن معاملة” جبهة النصرة للمختطفين, وفي الخلفية, جيش من الإرهاب يحتفل بإطلاق سراح عناصره من السجون اللبنانية…
شكراً قطر.. شكراً جبهة النصرة..
وقف السفير القطري شمال رجل الدولة بإمتياز اللواء عباس ابراهيم وهو يلقي كلمته في السرايا الحكومي في بيروت الذي بدوره شكر كل من ساهم بعملية تحرير العسكريين. ولكنه لم يخص بالشكر “دولة قطر” إلا أنه خصّ السيّد حسن نصر الله.. وبدا الإمتعاض على وجه القطري علي بن حمد المري الذي كان يحاول قراءة ورقة اللواء ابراهيم. ليتدارك الأمر الرئيس تمام سلام, وليخص بالشكر “دولة قطر وأميرها”.. وفي عرسال.. العسكريون يشكرون قطر.. وجبهة النصرة على “حسن معاملتهم لهم”. وكأنهم يتناسون أو يتجاهلون أن قطر هي من دعمت هؤلاء بالمال والسلاح.. وكأنهم يتناسون أو يتجاهلون أن “جبهة النصرة” الإرهابية هي من أعدمت رفاقهم.. لتقف الإعلامية حليمة طبيعة أمام أحد العسكريين في السرايا, وهو دركي وبحسب ما كتبت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه من آل “خزّاقة”, لتسأله إن كان يريد أن يقول شيئا وهو بين أهله اليوم, فأجابها بشكر “جبهة النصرة عاملونا أحسن معاملة”.. لترد عليه مستغربة “بتشكرن؟ بفهم كنتوا تحت الضغط فوق لما حكيتوا هيك بس هون بطلت تحت الضغط!! بتشكر هول لي خطفوكن وحرموكن من أهلكن 16 شهر وحرقوا قلب أهاليكن عليكن!”.. فيقول “الحمدلله” وليتدخل والد خزّاقة “بدي احكي وبدي قلك ايه بشكر جبهة النصرة رجعتلي ابني”, وترد عليه طبيعة “بس اذا ابنك رجع في أهالي ولادن استشهدوا” ليكن جواب الأب مبرراً “ما بتعرفي شو الظروف”… وبحسب تعبير طبيعة “تركتن بقرف”..
لمّعوا ما شئتم.. فالتاريخ والصور تشهد.. أشكروا ما شئتم.. فأرواح الشهداء كـ محمد حمية وعلي البزال وعلي السيد وعباس مدلج وغيرهم.. تشهد.. ألبسوا الثعلب الماكر فروة الحمل الوديع كما شئتم, فلن تستطيعوا إخفاء آثار دماء الأبرياء التي صبغت مخالبه.. لا شكر لقطر.. ولا شكر لجبهة النصرة.. لا شكر للإعلام المأجور ولا شكر لأبواق الإرهاب..والشكر كل الشكر لدماء الشهداء من الجيش اللبناني, والمقاومة في حزب الله, كل الشكر للجهود الجبارة لرجال الدولة كاللواء عباس إبراهيم وسيد المقاومة الأمين العام لحزب الله.. كل الشكر للإعلام المقاوم الذي طالما فضح تآمركم, وكذبكم..
ننشر صور جرائم جبهة النصرة التي طالما زعم زعماء من قوى 14 آذار أنها “ليست إرهابية”.. فقط للتذكير.. فالذكرى تنفع المؤمنين…..
تعتذر جريدة السيمر الإخبارية عن نشر كل الصور لكون العديد من الناس لا يستطيع تحمل رؤية الصور فكيف بالله لمن يمارس الفعل الاجرامي الشنيع بقطع الرأس وحمله مفتخرا؟؟
بانوراما الشرق الاوسط