الرئيسية / مقالات / أسرار سيد الكواتم

أسرار سيد الكواتم

السيمر / 07 . 12 . 2015

كاظم فنجان الحمامي

إذا كان المخرج الأمريكي (بيتر جاكسون) قد انتج الجزء الثالث من فيلمه الأسطوري (سيد الخواتم)، فهل انتجت لنا ستوديوهات البنتاغون أفلام (سيد الكواتم) ؟. أم أن التحالفات الدولية الأخرى هي التي ستنتج لنا مسلسل (مغامرات أبو الكواتم)، أو تخرج لنا مسرحية (مطارات أبو الكواتم) ؟.
نحن الآن في أمس الحاجة للتعرف على هوية السيد (أبو الكواتم)، وبحاجة لمعرفة دوافعه الحقيقية، التي اضطرته لإرسال هذا الكم الهائل من كواتمه المتعددة الأغراض. أغلب الظن أنه أرسلها لتسليح جماعات تتربص بنا شراً، فالكواتم ليست لعبة بريئة من لعب الأطفال، بل أسلحة غادرة. مصممة للاغتيالات والتصفيات الجسدية، وربما نكون نحن الذين ستكتم الكواتم أنفاسنا ؟، وإلا بماذا تفسرون هبوطها من السماء بأجنحة السرية والغموض ؟. وهل سمعتم بشحنة مماثلة من شحنات الكواتم، هبطت في مطار من مطارات دول الجوار، أو مرت عبر منافذها البرية والبحرية ؟.
لله در الفضائيات العراقية، التي أذهلتنا بأخبار أسراب الطائرات المحملة بالكواتم، وجزاها الله خير الجزاء لأنها وضعتنا أمام الأمر الواقع، أو وضعت الأمر الواقع بين أيدينا. بينما اختارت المؤسسات الرسمية الصمت المطبق، ولم ينطق الناطق العسكري بكلمة واحدة، فظل بمنأى عن هذا الأمر، وكأنه يريد أن يتكتم على أخبار الكواتم، التي افتضح أمرها، وترددت أصدائها في أرجاء الكون كله.
وإن كان الإعلاميون علموا بهبوطها عن طريق الصدفة، فكم يا ترى أعدادها التي لم نعلم بها حتى الآن؟، وكم يبلغ تعداد طائراتها، التي هبطت في مطاراتنا الأخرى ؟، وكم بلغت حمولاتها الإجمالية من الكواتم ؟، ومن هي الجهة الدولية المصدرة لها ؟، وما سر تدفقها على مطاراتنا ؟، وهل وقعت مثل هذه الخروقات الأمنية في مطارات البلدان المجاورة ؟، أم أننا وحدنا الذي صرنا هدفاً معلناً لكل أنواع الإرهاب والخراب ؟.
أي مطارات هذه التي تسمح لطائرات الأعداء، المحملة بشحنات الأسلحة الشخصية المزودة بكواتم الصوت، بالهبوط على أرضها، وتسمح لها بالإقلاع والعودة ثانية إلى المطارات، التي انطلقت منها من دون أن تصادر شحناتها، ومن دون أن تكلف نفسها عناء التحقيق مع الجهات التي استوردتها ؟، ومن دون أن تتعرف على العصابات المتورطة بحملات الاغتيالات المدرجة على قوائم تلك الكواتم ؟.
ما الذي سيترتب على هذا التسامح المميت ؟، وما هي الضمانات التي سيقتنع بها المواطن البسيط حتى يطمئن على مصيره الذي خنقته مخالب العفاريت ؟. وهل سيستتب الأمن بعد هذا التواطؤ المريب ؟.