السيمر / الاثنين 07 . 12 . 2015
محمد الحنفي / المغرب
في هذي الحياة
لا أجد نفسي
مرتاحا فما يجري
يعذبني
وينزع مني الحق
في راحة النفس
في أن أكون
إنسانيتي
فإنسانيتي
صارت مهدورة
وإنسانية العمال
صارت مهدورة
وإنسانية باقي الأجراء
صارت مهدورة
وإنسانية كل كادحي الشعب
صارت مهدورة
ونشر العلم بين الناس
في مجتمعي
صار محالا
ونشر الوعي
بحقوق الإنسان
صار محالا
فلا شيء يبعدني
عن التعذيب في وطني
(ولي وطن آليت أن لا أبيعه
وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا)
والتعذيب في وطني
بيعه
وبيع الأرض إلى الإقطاع الجديد
بيع الوطن
وبيع الأرض إلى من يبيض ماله
بيع الوطن
وتبييض المال
تشريع للممنوع
ومساهمة في تخريب القيم
وحب الوطن
عند بائع الأرض
لمن يبيض ماله
للإقطاع الجديد
منعدم
وغياب حب الوطن
عند البائعين الكثر
يعذبني
وأنا لست منهم
لا أملك الأرض
وتحويل الأستاذ سمسارا للأرض
في العقارات
هدر للقيم
وهو أمر
يضاعف من أثر التعذيب
في عمق نفسي
فيسألني الناس
ماذا بك؟
فأزداد عذابا
بنص السؤال
ماذا يقلقك؟
فأزداد قلقا على وطني
الصار لا مقدس
عند كل من يملك قطعة أرض
يحرثها
يبيعها لمبيض الأموال
للإقطاع الجديد
لناهب ثروة
للمرتشي
ينهب جيوب بنات أبناء الشعب
لكل وافد
حامل للمال
من خارج الوطن
فيسألني الناس
لماذا تتعذب؟
لماذا لا تترك الأمر
للأمر
فالناس أحرار فيما يملكون
في بيع الأراضي
والسائل يجهل
أن بيع الأرض بيع للوطن
(باعوا البلاد إلى أعدائهم طمعا
بالمال لكنما أوطانهم باعوا)
فبيع الأرض بيع للوطن
وبيع الوطن بيع للشعب
وبيع الشعب بيع للتاريخ
وبيع التاريخ بيع للجغرافية
وقارون
صاحب الثروة العظمى
صار رمزا
لكل اصحاب الثروات
الممتلكون للأرض
والسماء
وما بينهما
ليصير الوطن محتلا
من أصحاب الثروات
الناهبين ثروة الشعب
المتاجرين في الممنوعات
المتشحين بامتيازات اقتصاد الريع
المهربين لبضائع الغرب
إلى وطني
يخربون اقتصاد الوطن
يمنعون حق الاستغلال
عن كل من يملك مصنع
يقفون وراء إفلاسه
ووراء طرد العمال
ووراء انتشار الرداءة
في كل البضائع
اللا تصير رخيصة
تصير غالية بفعل الرداءة
وكل الأولي يشترون الأرض
يحتلون الوطن
يستعبدون الشعب
يستغلونه
يستبدون بالحكم
والشعب اليستعبد
والشعب اليستغل
اليستبد بحكمه
يعذبني
يطيل عذاب نفسي
يؤلمني الوضع اللا محدد
واللا مقنن
في كل الوطن
والشعب الفاقد الوعي
يبيع الأرض
لكل غاصب
حقوق الشعب
لكل فاسد
ينهب ثروة الشعب
يساهم
في تكريس التسلط
يا وطني الغائر فينا
لا تسل عن حبنا
عن عشقنا
عن عذابات الحياة
من أجل عزك
فقد تعبنا
في مواجهة العهر فيك
والعهر فيك
صار قاعدة
وانتشار العهر
صار عذابا
والملاذات تعذبني
لاستحالتها ملاذات العذاب
فلا نتكلم
ويسألني من عانى
من هضم الحقوق
لماذا لا تدعمني؟
لماذا لا تدفع عني العذاب؟
وكيف أدفع عنه العذاب
وأنا في وطني أتعذب
وأنا لا أملك غير
أن أتعذب
والعذاب في حب الوطن
في عشقه
عذاب جميل
والعذاب الجميل يمنح سر الحصانة
ضد النهب وضد الخيانة
وضد بيع الوطن
وضد نفس حين تميل
لقبول بيع الوطن
ويسألني التاريخ
أين أنت؟
قلت أنا في التاريخ أصبر
بلا بيع الوطن
بلا قبول بيعه
بحرصي على
أن يصير الوطن للشعب
أن يصير الشعب مالك وعيه
بالإباء بالحق في هذا الوطن