المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 05 . 01 . 2016 — بعد مرور عدة أشهر على تحذيرات الخبراء الاقتصاديين من تعرّض العراق إلى إفلاس وشيك و سط دعوات إلى إيجاد بدائل محلية آخرى ، عبر استثمار قطاعي الزراعة و الصناعة ومشاريع إنمائية آخرى والتي قد تعوّض النقص و العجز الكبير في ميزانية المدفوعات التشغيلية العامة و التي جاءت نتيجة الهبوط الحاد و المتواصل لأسعار النفط ، نجد التصريحات المتناقضة و المتضاربة مع بعضها والتي يطلقها مسؤلون و نواب، تشير الى ان الفساد متوارث، حيث تتناقله أجيالنا جيلاً بعد جيل عبر تاريخنا المفعم بالحروب والغزوات.
تضارب التصريحات بشأن رواتب الموظفين
المتحدث بأسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي اكد ، ان “الحكومة ملتزمة بتوفير غطاء مالي لرواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري”،مبينا ان “ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بموضوع اجراءات الحكومة بصدد الموظفين وطريقة التعامل معهم لا اساس لها من الصحة”.
الى ذلك رجح وزير المالية هوشيار زيباري،عدم امكانية توزيع رواتب الموظفين في شهر نيسان المقبل في حال استمرار انخفاض اسعار النفط، فيما اشار الى وجود خيارات اخرى لتفادي ذلك.
وقال زيباري في تصريح تابعته “سكاي برس”،إنه “في العام الماضي نجحنا في توزيع الرواتب، لكن هذا العام ووفقا للتقديرات المتوفرة لدي، فإننا قد نتعرض إلى اشكالية في شهر نيسان وقد لا نتمكن من توزيع رواتب الموظفين لذلك الشهر”، لافتاً إلى أن “هذا واقع ويجب أن يعرفه الناس”.
ان التضارب الحاد في تصريحات الحديثي وزيباري تشير الى ان العراق بانتظار الكارثة ، مما يثير التساؤلات حول دقة المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي فيما سيؤول اليه الامر بعد الازمة الاقتصادية التي ستشهدها البلاد والاخر ان وزير المالية لا يعرف حقيقة و معطيات الميزانية العامة لبلده او انه يعمل على تأزم الامور دعما لمكونه الكردي.
الطابور الخامس وراء الشائعات…
المستشار الإقتصادي لرئيس مجلس الوزراء نفى في تصريح توجه الحكومة الى تقليل رواتب الموظفين إلى النصف ، وفيما أتهم الطابور الخامس بالوقوف وراء هكذا اشاعات،مؤكدا أن الحكومة لا تخفي شيء عن الشعب، فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي.
وقال المستشار الإقتصادي لرئيس مجلس الوزراء مظهر محمد صالح إن “الانباء التي تحدثت عن توجه الحكومة لتخفيض ايام الدوام الرسمي للموظفين وتخفيض رواتبهم للنصف اشاعات مريضة وبائسة”.
واتهم صالح “الطابور الخامس بالوقوف وراء هذه الاشاعات جزء من الحرب النفسية في وقت يخوض فيه العراق حربا ضد الإرهاب ويحقق انتصارات كبيرة”.
وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء الاقتصادي أن “الحكومة لا تخفي اي شيء عن الوضع الاقتصادي في العراق ، وسيكون لها موقف مع كل حالة وفي كل حادثة حديث”.
وجاء تصريح مظهر محمد صالح في إشارة الى مروجي الشائعات والتي تصدر من جهات حكومية سيما وان الطابور الخامس يعد تعبيرا نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار وقال: إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب.
وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكريين الشيوعي والغربي. ويشمل الطابور المسؤولين وبعض من يزعمون أنهم مثقفون.