متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الجمعة 12 . 02 . 2016 — لا غبار في مشاركة كتاّب وأدباء عراقيين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة “جنادرية 30” السعودي، الذي انطلق الثلاثاء الماضي، 09 شباط 2016، لكن حين يتحول المهرجان إلى واجهة سياسية لتسويق سياسات النظام السعودي وعدوانه على اليمن ودعمه للجماعات المسلحة في سوريا، وتحوّل قصائده إلى خطب تدعو إلى الطائفية والقتل وشتم الآخرين ( انظر الفيديو المرفق)، فانّ هذا مدعاة لإحجام كتّاب وأدباء عراقيين وعرب عن المشاركة فيه، في وقت اصرّ فيه بعضهم على المشاركة، ومنهم الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيون، الذي صافح الملك السعودي، وظهر في صورة أثارت الاستهجان والانتقاد في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، وجعل قلمه رديفا لقصيدة الشاعر السعودي “الهابطة”.
وعلى رغم إنّ أدباء وكتاب عراقيين أكدوا لـ”المسلة” على إن هذا الأمر ليس بغريب على الخيون، إذ انه وضع نفسه في خانة الكتاب العرب الذي يتلقون الدعم المادي من السعودية، مثل العشرات من الكتاب اللبنانيين والخليجين الذين يكتبون في صحف “الشرق الأوسط” و”الحياة” وفي فضائيات عربية ووسائل أعلام سعودية أخرى.
وكان الخيون قد أعرب عن سروره للمشاركة في المهرجان بحسب تقرير نشره موقع الجنادرية السعودي، مؤكدا على ان المهرجان أعطى مساحة جيدة للحوار بين المتحاورين في كثير من الموضوعات المهمة.
وأبرز ما عابه مثقفون وأدباء على الخيون انه يشارك في مهرجان القيت فيه قصائد تمجيد لصانع حرب على اليمن وسوريا، تسبّب في قتل الآلاف من الأبرياء، فيما وقف شاعر سعودي في منبر المهرجان وهو يلق قصيدة تمجد الملك، وحروبه، وتنتقص من الدول الأخرى، وتدعو الى الطائفية على غرار نظام صدام حسين في تمجيد ذاته وحروبه عبر قصائد شعبية هابطة، وهو ما كان الخيون ينتقده دائما.
وفي سياق هذا البون الشاسع بين ما يدعيه الخيون، من استقلالية في البحث وميول ماركسية، كتب مدون عراقي على صفحته التفاعلية في “فيسبوك”.. بعض الأمور لا تتفق، إمّا ماركس وتروتسكي والديالكتيك، و ثورة البروليتاريا، و فائض قيمة العمل وهو ما كان يؤمن به رشيد الخيون، وإمّا ابن تيمية وسلمان بن عبد العزيز، والوهابية، والقتل تعزيراً.
وتساءل “أم هو ما تطلق عليه الماركسية عبودية الأجر”؟.
غير إن الكاتب والإعلامي العراقي عباس الموسوي، في حديثه لـ”المسلة”، يرى ان من المعيب ان تكون هكذا أقلام في خدمة تحسين صورة نظام قاتل”، مشيرا إلى ان “هكذا كتاب ممن يدعون الاشتراكية والديمقراطية، قد سقطت كل ادعائهم بمحاربه الفساد وهم جزء من هذا الفساد”.
وتشيع ظاهرة المدّاحين أو المتملقين، في السياسة والثقافة العربية، إذ تلجأ الأنظمة الى استخدام الشعراء والكتاب لتلميع صورتها، عبر الثناء والإطراء، واظهار مشاركاتهم ولقاءهم الزعماء والقادة ، لتورطيهم اكثر في الأهداف السياسية من وراء مشاركاتهم في مهرجات يُضفى عليها الطابع الثقافي.
ولم يستغرب الإعلامي وليد الطائي من تساقط الخيون أمام الدولار السعودي، قائلا “الا تعلمون ان الخيون باع نفسه على السعودية منذ ثمان سنوات وبدأ منذ تلك الساعة يطبل ويهلل للسعودية ويدافع عنها ويتستر على جرائمها في العراق واليمن وسوريا ويلمع بنظام الوهابية وتستر على طائفية النظام السعودي الإرهابي”.
وأضاف “منذ سنوات يكتب في الصحف السعودية المقربة من العائلة الحاكمة ويهاجم العملية السياسية العراقية ويحاول تشويه سمعة المرجعية ويكتب ضد الحشد الشعبي ولم يكتب حرف واحد عن الإرهاب السني في المنطقة”.
واستطرد الطائي “لماذا الاستغراب من حضور المرتزق رشيد الخيون في مهرجان الجنادرية الخيون وامثاله، هؤلاء مرتزقة السعودية يكتبون لها مقابل أموال فلدينا كثير من المثقفين المرتزقة أمثال الخيون، لا تستغربوا، انه ذيل من ذيول النظام السعودية الوهابي لا يختلف عن كتاب عراقيين يديرون صحف ووسائل اعلام عراقية ويرتبطون بعلاقات مع الاعلام السعودي ولا يتطرقون الى إرهابه من قريب او بعيد، بل يتمنون لو تتاح لهم الفرصة لمدح آل سعود”.
الى ذلك اكد كاتب عراقي فضّل عدم الكشف عن اسمه، ويرتبط بعلاقة خاصة مع الخيون على ان “الرجل ضعيف جدا أمام المال والجاه ولهذا تحوّل إلى مرتزق لدى دول الخليج.. كما تربطه علاقات تملق قديمة بآل سعود، وهو منبوذ من قبل عشيرة بني اسد”.
غير ان الشاعر والكاتب عباس الحسيني يرى ان الخيون باحث تاريخي، وله تواجد فكري في الثقافة العربية، غير ان السعودية تحاول ان تحذو حذو صدام في تقريب الأدباء والكتاب والإعلاميين، لإضفاء مكياج فكري على جوهرها الوهابي.
فيما رأى الكاتب علي حسن بان من غير الممكن مراقبة الكتّاب على خياراتهم الفكرية أو محاسبتهم على قراءاتهم وأطروحاتهم، ومقارباتهم للنصوص والتاريخ وإشكالاته وصراعاته “، مشيرا الى ان “موضوع الصورة لا أجد فيه حساسية ما، لأنه جزء من بروتوكول المشاركة وأخلاقيات الضيافة”.
وفي وجهة نظر أخرى قال الكاتب مكي السلطاني “ارفض ان أضع يدي بيد القتلة مهما كانوا من أي بلد او اتجاه “.
الشاعر والكاتب حميد العقابي كتب في مدونته التفاعلية في “فيسبوك” انه بغض النظر عن إشكالات السياسة وتغيير المواقع،
وبغض النظر عن النظام السعودي والإيراني والعراقي، وبغض النظر عن الدسائس والمؤامرات ومن يقف وراءها، فان رشيد الخيون خائن، لأنه خانَ دوره كمثقف.
وأضاف “قد أبرر مساومةَ مثقف مهددٍ بلقمة عيشهِ، ولكن لا أرى أي مبرر لمن يقيم في أوربا وقد توفرت له الشروط الأساسية لحياة كريمة. ماذا يريد أكثر ؟”.
واستطرد “هذا يشمل كلّ المثقفين الذين يعملون في وسائل إعلام تنشر الجهل والإرهاب، ولا استثني مَن يتقاضى رواتبَ مقتطعةً من أفواه شعوبٍ مهددة بالجوع”.
واكد الباحث توفيق التميمي في تدوينته التفاعلية على ان الخيون عضو شرف في كل دورات مهرجان الجادرية السعودي وفي كل موسم.
وتساءل عبد الامير محسن “هل هي الحاجة إلى المادة ام الشهرة، وفي كلتا الحالين، خسر رشيد الخيون نفسه، وخسرنا “.
https://www.youtube.com/watch?v=bKNUEyNP0bM