السيمر / الأحد 03 . 04 . 2016
عبد الصاحب الناصر
عندما تتحول اية مزرعة للحيوانات ،لتصبح او لتسمى “حديقة “للحيوانات”، هذا لا يعنيي انه التطور ، او الاصلاح الذي ينشده الشعب. و هذا هو ديدن بعض قادة الصدفة في العراق، و خصوصا ابناء الذوات، الذين يتصورون ان شعوبهم مدينة لهم في مصائرها كالسيد عمار الحكيم او الاخوين النجيفي او المطلك، و طبعا السيد مسعود برزاني ” القائد الضرورة” كما يحلو لبعض المنافقين تسميته، فكل هؤلاء ( قواد ضرورة)، كالقابع في منتجع صلاح الدين، الذي يتخوف من القدوم الى بغداد حتى بعد ان اكد له الكثيرون ان المالكي لم يعد رئيس لمجلس وزراء العراق. و عاد الثلاثي غير المقدس الذي تآمر على ثورة الشعب و ابنه البار الزعيم عبد الكريم قاسم، عادوا يتعاونون اليوم و بشكل مفضوح ، عمار عن ال الحكيم، و مسعود عن ال برزان، واسامة عن البعث و ال النجيفي و الظباط البعثيين .
على رغم بشاعة ما تخفيه كلمة “القائد الضرورة” منذ استحواذ جرذ ابن العوجة على هذا “الاسم”، مازال عمار و مسعود مغرمان ومبهوران به .
لكننا ، نحن بسطاء الناس ذوي النواية الحسنة، نخطىء التشخيص السياسي و قيمة هؤلاء السياسين في كثير من الاحيان ، و نعتذر نفاقا نحيد عن قول الحقيقة “الناصعة “، نتبجح بمسؤلية المقبولية و الحس الوطني، توخيا او خوفا من عدم إغضابهم، و ربما لكي لا ينكلوا بابناء هذا الشعب المتعب في هذا الزمن الاغبر الذي سلط هؤلاء على رقابه. و الا كيف نطلب من هكذا أشخاص ان يقودوا عملية الاصلاح التي ينادي بها كل الشعب العراقي؟ في وقت هم من يمنعوا اي تغير او اصلاح. ألم يُمنع مسعود رئيس برلمان كردستان من مزاولة مهامه و منعه من السفر الى أربيل حيث مقر البرلمان من قبل قائد الضرورة الآخر، وهو من يرفض الانسحاب من منصبه بعد ان مددوا له مرات خلافا لدستور الاقليم الذي يقوده. و يتدلل عمار و يزعل على كل قادة المجلس الاسلامي الاعلى، ويعتكف في مدينة الكوت، الاقرب الى الحدود الايرانية، فيعاد التأكيد على زعامته في ليلة غابت فيها اضواء النجوم العراقية، عندما تغني طفلة في أهوار العراق (يا نجمة عونة يا دادة عونج يا نجمه، متعلية و تشوفين يا داده). و يتغير كلام كتلة التغير الكردية فتصبح عنصرية و تتوحد مع زعامة الإقايم الذي لا يعترف بها اصلا، لكن، والعقدة هنا، فعندما يصل الامر الى الحكومة المركزية العراقية يقفون مع أربيل،عاصمة العراق و الى جانب الاقليم .
طبعا ستعارض هذه الكتل عملية الاصلاح في كل العراق، كما عارضوا ثورة العراق 58 ، مثلث غير مقدس يتكون من البعث والكرد و ال الحكيم، مسعود، وعلاوي، لأنها ” ثورة الاصلاح”، التي يطالب بها الشعب، لو نجحت ستلاحقهم كلهم و بشدة هذه المرة وستخرج من نطاق الاقليم المتحصن به مسعود الذي لن ينفعه كل نفاق فرخ الانكليز فخري كريم، و لا تنفع قناة الفرات عمار او قناة اربيل مسعود. هذه هي اخلاق هذا المثلث منذ عدائهم لثورة تموز المجيدة.
اما مسعود التي تربى بدون اي دراسة في سفوح الجبال، وبدون اية شهادة مدرسية، وعمار الذي هاجر مع اهله وهو في التاسعة من عمرة و تربي في نعيم الجارة ايران التي انقلب عليها. و هذا الثلاثي منذ مؤتمر دوكان ثم اربيل و الدوحة وعمان، يدعون انهم يمثلون شعوبهم .
اعترضوا على قائمة اسماء الوزراء التكنوقراط بحجة عدم علمهم بها، لكنهم بهذا يؤكدون غبائهم، حسننا! الا يدور الكلام عن الاصلاح منذ اكثر من ثلاثة اشهر، و أليس من المفروض من اي قائد او قادة ان يبحثوا في كل الاحتمالات؟ و يستغلون الوقت لكي يكونوا على استعداد لأي احتمال. قطعا هم بحثوا في كل الاحتمالات، لكنهم ليسوا وراء الاصلاح بل وراء عرقلته.
جيد ، لنتوسع اكثر في شرح هذا الاعتراض . لماذا لم يقدموا اسماء وزراء تكنوقراط الى السيد العبادي حسب طلبه منذ مدة طويلة؟ الم يكن الرئيس معصوم و الرئيس سالم الجبوري و الرئيس العبادي في لقاءات دائمة يبحثون في الاصلاح؟ الم يساهم عمار في كل اجتماعات الائتلاف الوطني يبحثون في الاصلاح؟ لماذا لم يقدموا إذا اسماء يقترحون ايزارها. اما عمار الذي ” تفاجأ ” بأسماء الوزراء المقترحين! اليست اسماءهم معروضة للنقاش و يمكن استبدالهم؟ عمار هذا الذي كان يتبختر بقيادته للائتلاف الوطني الى جانب وزير الخارجية فلطح زمانه الجعفري؟ و كان عمار يجلس الى جانب العبادي في كل لقاءات الإئئلاف الوطني بعمامته السوداء، و اصابعه الرشيقة غير المستعملة وعباءته المذهبة ببلابلها ؟ و يعرف حق المعرفة ان التغيير قادم و الاصلاح مطلب شعبي؟ سازيد و اكتب واحلل اعتراضاتهم و ارجوا ان اكون منصفا و عادلا .
مسعود لا يريد الاصلاح، هذا محال ، و كأننا نطلب ” من ابن آوى” ان يدرس فلسفة الاصلاح كمطلب مصيري للشعوب. و عمار يخاف من الاصلاح الذي ستتبعه محاسبة المغتصبين لأراضي الشعب، اضافة الى السرقات وعقود نقل النفط مع الامريكان و غيرها ناهيك عن بنك الزويةا .
ان ما حصل هذا اليوم ، مثل انسحاب الوزير الكردي المرشح لوزارة النفط (أهم وزارة سيادية عراقية) السيد نزار محمد سليم النعمان، متحججا بعدم تمثيل الكتل الكردستانية في التغير، هو اعتراف عنصري بامتياز. لكن وراءه شيطنة متعمدة نعرفها منذ سنة 2003. الم يسلم العبادي ضمنا ) وزارة النفط للاكراد الذين لم يسددون اثمان النفط، من الاقليم و من كركوك العراقية، ليضع امامهم مسؤولية الحفاظ على الواردات العراقية الوحيدة. فماذا يريدون اذاً؟ ما يريدون هو خلخلة الوضع العراقي في اخطر الظروف وأشد الاوقات. العصيبة.
لا اصلاح عند من لا يريد الاصلاح.
إذا بقى عند العبادي مجال للشجاعة ان يعتمد على الشعب و حتى على مقتدى الصدر والمتظاهرين، المطالبين بحقوقهم المسلوبة و المسروقة .
الا يشبه وضع هؤلاء الساسة وضع الشواذي في مزرعة الحيوانات، القصة الرمزية لجورج أرويل؟ او عندما سرق الشاذي بطاقة التعريف الشخصية للحمار لضخامته في سفينة نوح عليه السلام؟