الرئيسية / مقالات / دماء على أديم الأقداس

دماء على أديم الأقداس

السيمر / الاثنين 04 . 04 . 2016

سعد بطاح الزهيري

كثيرة هي الدماء التي سالت على أديم الأرض،ولكنها تختلف من حيث عظمة رجالها فمنها خلده التاريخ،وأصبح له نجمآ لامعآ في أفق السماء،ومنها لم يذكر حتى اسمآ له .العطاء الذي قدمه العظماء خلدهم، (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)،كانت مسيرتهم من هذه الايه المباركة،حيث قدموا أغلى مالديهم، الجود بالنفس أقصى غاية الجود،نالوا الدرجات العليا والرفيعة عند الباري عز وجل.
عندما نتحدث عن الكبار يكون الشهيد الحي،نبراس يضيء شعلة الحرية، محمد باقر الحكيم تجسدت به كل معاني الوفاء والإخلاص،كان شجاعاً قائدآ مجاهدآ في سبيل الله،عاش في كنف و أحضان المرجعية،نهل من علم الأمام محسن الحكيم الكثير من العلم والمعرفة،وأرتوى من فيض الشهيد مهدي الحكيم معنى التضحية والفداء،أتسمت حياته بالعطاء والوفاء وكللها له الشهيد محمد باقر الصدر،بكلمة لم تطلق لا قبله ولا بعده( انت عضدي المفدى).
سجن وعذب شهيدنا الغالي من أجل الحرية والتغيير،عاش حياة ملؤها العذاب والأهات،وتحمل الكثير الكثير من أجل رفعة وسمو العراق.
بدأت رحلة جهاده المقدس و هاجر شهيدنا المفدى،كما هاجر من قبله العظماء الذين خلدهم التاريخ،ليصنع القادة ويهيئ الأمة،و يغرس في نفوسهم العقيدة والولاء للوطن والمذهب،تكللت مسيرته المعطاء بصنع الرجال القادة،الذين حملوا إرث الحكيم وتاريخه،وكان أسم الحكيم قد أرعب الطغاة وزلزل عروشهم،وكانت تحسب له ألف ألف حساب.
بعد السفر الجهادي للشهيد الحي،وعودته إلى أرض الوطن،كان العراقيون ينتظروا مقدمه وقلوبهم تكاد تخرج قبل أبدانهم،عاد الحكيم وكانت دموعه تهلهل من شدة الفرح،حيث أستقبله محبيه بالورود،وكان الهتاف موحد من حدود الشلامجة إلى مرقد أمير المؤمنين عليه السلام(وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه)،كان لهذا الشعار صدى عميق في نفوس العظماء،حيث تم تشخيص الظالم وإنصاف المظلوم والأنتصار له.
اتخذ السيد الحكيم من حرم جده أمير المؤمنين علي علية السلام،مقرآ له لأنطلاقه حول التغيير،و رسم الشهيد الحكيم معالم الحياة السياسية الجديدة في العراق،ونادى بالوحدة وأن يكون العراق للجميع.
عندما عرفوا ماهو الحكيم وماهو مشروعه،و ماهي أهدافه التي عاد لتحقيقها،عمدوا على فعلهم الشنيع وهدموا ركنآ من أركان الإسلام والمذهب في أطهر بقعة من بقاع الأرض،رحل الحكيم باقرآ في غرة شهر رجب،وفي يوم جمعة رحل إلى ربه صائما،حيث حقق الله منيته في مقولته العظيمة(يود المرء لو يتفجر ويحضنكم جميعآ)،هكذا هي الدماء الزاكيات تخلد وترسم في أفق السماء.

اترك تعليقاً