السيمر / الاثنين 02 . 05 . 2016
وداد عبد الزهرة فاخر
متى يصلح الزمان يا صاحب الزمان؟؟!
اختلف المسلمون في شخصية المهدي رغم اتفاقهم على خروجه، فقد اعتمد الشيعة على الحديث الشريف عن أبي القاسم الطبراني، وابن عساكر الدمشقي، وأبي نعيم الاصفهاني، وابن قيم الجوزيه، ويوسف بن يحيى المقدسي، وشيخ الإسلام الجويني، وأبن حجر المكي صاحب الصواعق.، والذي يقول: ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله، من أي من ولدك؟، قال من ولدي هذا. وضرب بيده على الحسين ) بينما يقول بعض علماء السنة : ( إن المهدي هو عيسى بن مريم ) وهي رواية واحدة وردت في كنز العمال، والمنار المنيف لابن قيم الجوزيه. وآخرين من أهل السنة يقولون : ( انه من ولد العباس )، وورد في خبر واحد في كنز العمال. بينما يذكر ابن قيم الجوزية خبرا واحدا أيضا في المنار المنيف : ( إن المهدي من ولد الحسن لا من ولد الحسين ). بينما يعود صاحب كنز العمال في خبر مفرد أيضا عن المهدي : ( أن اسم أبي المهدي لا ينطبق على اسم أبي النبي، فالمهدي هو ابن الحسن العسكري). ويذهب ابن تيمية أبعد من ذلك فيقول عن الطبري وابن قانع ب ( أن الحسن العسكري قد مات بلا عقب ). وقد كان لكل من الدولة الأموية والدولة العباسية مهديها لغرض سياسي بحت، حيث روج الأمويون ل ( عمر بن عبد العزيز ) ك ( مهدي للامه ) بينما حاول أبي جعفر المنصور الدعوة لولده محمد المهدي، بالضد من ( محمد ذو النفس الزكيه ) مهدي الأمة الذي كان له برقبة المنصور أيام الدعوة العباسية بيعة ونقضها المنصور عندما استتبت لهم مقاليد الأمور في الدولة العباسية. بينما احتج آل البيت بالحديث الشريف الذي أورده أبي داوود ( المهدي من عترتي، من ولد فاطمة ). وقد حاول الكثيرون ادعاء المهدية على مر التاريخ لأغراض دنيوية وسياسية بحتة، وآخر من ادعى أنه المهدي المبعوث هو ( الحسين بن موسى اللحيدي )، والذي كنى نفسه ب ( أبي عبد الله الحسين بن موسى اللحيدي )، وان من أمارات بعثه ( حصار العراق ). وما يهمنا هنا هو الجانب السياسي للكثير ممن ادعى المهدية، أو سخرها لأغراض دينية أو دنيوية، وقد مثل التحرك الأخير لما سمي ب( جيش المهدي )، ذكاءً سياسيا محضاً استطاع المحرك الرئيسي ل ( جيش المهدي ) أن يصرف الأنظار عما يحدث من عمليات إجرامية وجرائم عديدة كانت تجري بالتوافق مع تحركات ( جيش المهدي ) وتغطي عليها تماما. فالعدد الكبير من الميليشيات المسلحة التي ظهرت للعيان لم تكن وليدة نداءات مراهقين دينيين ممن لا معرفة لهم بأمور الدين والدنيا بتاتا. بل هي نتاج فكر اسلاموي متطرف على نمط ما يحصل من تخطيط وتنفيذ لأفراد القاعدة وبقية الحركات الإرهابية المتطرفة. وحتى في حالة تسليمنا بصدق النوايا، والتمهيد لتأليف ( جيش المهدي )، فان جميع الروايات تؤكد إن عدد أنصار المهدي هو عدد أهل بدر أي ( 313 ) فرد، وهو ( الذي يملآ الدنيا عدلا كما ملئت ظلما وجورا ) الحديث. لكن تصرفات ( ميليشيا الصدر ) أثبتت العكس، وأكد عدم سلامة نيتها الدعم الإعلامي والبشري من العناصر الداعمة للإرهاب في الرمادي والفلوجة، بالتوافق والتنسيق مع التحركات والدعم الإيراني الرسمي المكشوف. وكانت أصوات كل المتضررين من وجود ( جيش المهدي )، تطالب بمحق العصابات المكونة له، وكشفها للرأي العام العراقي، وعدم منحها أي غطاء ديني أو سياسي يؤجل عملية الحسم ويعطيها الفرصة المناسبة للملة صفوفها من جديد والإغارة على مدن أخرى كعادة العصابات دائما. كذلك التحرك لغلق كافة مقرات الحركات الأخرى ممن خرج للنور بعد تحرير العراق كأي نبت شيطاني، والتي لا علاقة لها بالشارع العراقي أو الجماهير العراقية. وتظل الموانئ الغير رسمية مدعاة تساءل جميع العراقيين فهناك الكثير مما يسمى زورا بموانيء، ما هي في الحقيقة إلا أماكن لرسو السفن الخشبية ( اللنجات ) والتي يتم بواسطتها تهريب النفط. لكن من سمح بفتح تلك الموانيء، وأين الجهات الرسمية مما يحصل؟، وما هو دور معاون محافظ البصرة، وأخيه الشيخ المزور الذي نصبه نظام صدام كشيخ عشيرة؟. أسئلة كثيرة تحتاج لجواب من رئيس الحكومة العراقية نفسها، وهي بالتالي تتعلق بسيادة العراق أولا وهيبة وقدرة الحكومة على ضبط الأمن والحفاظ على ثروات وخيرات العراق والعراقيين ثانيا، وألا ما قيمة حكومة تجلس على كرسي الحكم في بغداد، ويسلب خيرات الوطن لصوص وقتلة ممن يجلس على كرسي المحافظة؟. أو يخرج مسلح كل أهليته انه كان يوما ما شرطي امن أو فدائي من فدائيي صدام أو جاهل في الدين والمعرفة ليقطع الشوارع العامة ويغلق الأسواق، ليخرج علينا بعد ذلك من هو في مركز المسئولية والأمن في الدولة، ويقول : إن التيار الصدري تيار جماهيري واسع. مما يدل على الصلة المقطوعة تماما بين من يتسلق المسئولية في السلطة والشارع العراقي الحقيقي، أو انه يناور بطريقة سياسية لا يفقهها إلا الراسخون في العلم!. بينما الشارع العراقي الحقيقي يرفض بكل قوة كل القتلة والدجالين من دعاة الدين بدءا من أبو مصعب الزرقاوي، مرورا ب ( هيئة علماء المسلمين )، وانتهاءً بما يسمونه ب ( التيار الصدري ). ولكن!، هل يتم القضاء على ظاهرة الإرهاب، ومن ضمنها الميليشيات المسلحة في كل من الرمادي والفلوجة وسامراء والنجف والبصرة، ويأخذ كل ذي حق حقه، وتسير عملية الأعمار بطريقها العادي الصحيح المرسوم لها، وتفتح أبواب العمل أمام المواطنين، ويتم إصلاح إداري شامل في جميع مفاصل الدولة، وتغلق الحدود العراقية ليتم تنظيف العراق من الحشرات الضارة، ويسن قانون لمحاربة الفساد الإداري، وخاصة الرشوة المستشرية في صفوف الموظفين بدءا من الحدود العراقية حتى اصغر موظف في دائرة ما من العراق، وسن قانون من أين لك هذا لاسترجاع أموال العراقيين بدءا من صدام حسين وعائلته وكل الأشخاص المحيطين به حتى أصغر حرامي نشط في النهب والسلب إن كان ضمن لصوص الحواسم الذين نهبوا الدولة وممتلكاتها، ومسحوا من على الوجود مؤسسات ودوائر حكومية من أماكنها ( سجن البصرة مثلا وشرطة البصرة في شارع بشار والمراكز الأمنية والمخابراتية )، وتتم إعادة تأهيل المستشفات والمستوصفات والمؤسسات الصحية بما يخدم المواطن العراقي الخارج من سلطة القمع والجريمة التي حرمته من الغذاء والأمن والدواء؟؟!!. وعندما يتحقق كل ما أتمناه، وتهفو له نفس كل مواطن، يومها أستطيع أن أصل أرض الوطن بدون واسطة ولا تعب عبر دول يمكن أن يكون لها دور في عدم فتح المطارات العراقية. لأن البعض ملأ جيوبه بدولارات الفيزا الخضراء من العراقيين القادمين من الخارج وفاضت ( خردة الرشوة) من بين يديه، وفتحت الشقق والفنادق أبوابها لاستقباله. فمتى يصلح الزمان يا صاحب الزمان؟؟!!
فيينا – النمسا
ايلاف
الأربعاء 1 سبتمبر 2004