الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الحزب الإسلامي : من هم ” الاخوان المسلمين ” في العراق وما علاقتهم بواشنطن وتل أبيب ؟

الحزب الإسلامي : من هم ” الاخوان المسلمين ” في العراق وما علاقتهم بواشنطن وتل أبيب ؟

متابعة السيمر / السبت 25 . 06 . 2016 — كان لمجلات ومنشورات الإخوان المصرية التي ترد العراق في بداية الأربعينيات من القرن الماضي فضلا عن الأساتذة المصريين المعارة خدماتهم للتدريس في الكليات والمدارس العراقية الدور البارز في تأثر شباب من المكون السني العراقي بتنظيم الاخوان المسلمين في العراق الذي إتخذ إطاره الرسمي عام 1949 كجمعية إسلامية بإسم جمعية الأخوة الإسلامية برئاسة أمجد الزهاوي.
و بعد ثورة 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي غادر الإخوان العراق لكنهم إستمروا بعملهم ، وعلى أثر صدور قانون الأحزاب السياسية في عام 1960 أعلن رسمياً عن الحزب الإسلامي العراقي الذي ترأسه في وقتها نعمان عبد الرزاق السامرائي كواجهة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
فيما جمدت جماعة الإخوة المسلمين عملها في العراق عام 1970 تحت ضغط حكومة البعث المنحل ، لكنها إستمرت بالعمل السري .
وقد أعادت الجماعة عمل الإخوان في داخل العراق بتنظيم سري عام 1989 بشكل أكثر حركة وأعادوا بناء هياكلهم التنظيمية بقيادة مؤقتة وكونوا مجلس شورى من مسؤولي تنظيمات المحافظات .

محسن عبد المجيد
بعد أحداث 2003 توحد العمل في الداخل والخارج بإمرة المراقب الذي في العراق، حيث أسس قسم من الإخوان واجهة سياسية بإسم الحزب الإسلامي العراقي وبرئاسة محسن عبد الحميد .

اليوم الحزب الإسلامي العراقي هو الإمتداد الحي لجماعة الأخوة المسلمين في العالم يتبنى أفكارها وتطلعاتها بصورة أو بأخرى ، والذي يترأسه أياد السامرائي بينما يشغل رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري منصب النائب الأول للأمين العام للحزب.
فيما سربت وثيقة سرية من الحزب إلى السفارة الأمريكية تدعو إلى بناء علاقات وثيقة مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي وتقدم الكثير من التنازلات لتل أبيب من ضمنها عدم ممانعتهم إقامة سفارة إسرائيلية في بغداد لتوطيد العلاقات.
ويعود تأسيس الحزب مع مؤتمر أهل العراق وتجمع المستقبل الوطني الذي كان يرأسه ظافر العاني جبهة التوافق والتي دخلت الإنتخابات العراقية عام 2005 وحصلت على 44 مقعداً حيث كان يرأس الجبهة عدنان الدليمي إلى عام 2009 فقد تم إنتخاب حارث العبيدي والذي تم قتله بعد أشهر من توليه الرئاسة. الحزب الإسلامي العراقي متهم بالإرهاب وبتلطخ أيديه بدماء العراقيين وخصوصاً بعد صدور أمر قضائي بحق طارق الهاشمي القيادي السابق في الحزب والذي أتهم بقضايا قتل وتفجيرات طالت الأبرياء من أبناء الشعب العراقي ،حيث كان رد الحزب هستيرياً بعدها والذي أصدر بياناً شديد اللهجة يدين فيه من كان السبب في كشف هذه القضايا وتورطه مع تنظيم القاعدة وقال بإن الإعترافات مفبركة.

الحزب والتفجيرات
وبحسب النائبة عن إئتلاف دولة القانون عواطف نعمة ، فأن الحزب الإسلامي العراقي متهم بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة التي إستهدفت مناطق متفرقة في العاصمة بغداد، معتبرةً أن التفجيرات ستنتهي عندما يتسلم الحزب المذكور الحكم “. نعمة تقول، إن التفجيرات الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء في مدينة بغداد كشفت عن حقيقة الجهة السياسية التي تقف وراءها، وهي الجهة نفسها التي أدخلت الدواعش، مشيرة إلى أنه يمكن القول “إن مسلسل التفجيرات سيتوقف بعد أن يهدأ الحزب الإسلامي ويتسلّم الحكم ويسيطر على جميع مفاصل الدولة ويعود الإرهابي الدولي طارق الهاشمي الى العراق حراً طليقاً”. وتزعم النائبة إمتلاكها الأدلة والبراهين التي تثبت تورط تلك الجهات بالإرهاب، مشيرةً إلى أن كثيراً من نواب تلك الكتلة لهم يد في ما حدث من تفجيرات، لافتةً إلى أن جهة سياسية … وبالتحديد نائب ونائبة عن تحالف القوى أطلقا تهديداتهما داخل البرلمان وقالا: إذا كنا أوصلنا داعش إلى أطراف بغداد نستطيع أن ندخلهم الى بغداد.
من جهته قال رئيس المرصد الوطني للإعلام د. خالد السراي “إنه توجد إتهامات لحزب مشارك في العملية السياسية بتنفيذ التفجيرات الإرهابية الأخيرة”، مؤكداً أن “داعش هي ذراع مسلح بيد بعض الأطراف المشاركة بالعملية السياسية”
فيما رفض رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري هذه الإتهامات وقال ” إن إتهام الحزب الإسلامي بهذه الإتهامات أمر غير مقبول وهذا تشويه لمن تصدى للإرهاب في العراق “.

كيف ينظر الشارع السني للحزب الإسلامي ؟
السنة في العراق لا زالوا ينظرون بعين المراقب إلى من يمثلهم في الحكومة وخصوصاً الحزب الإسلامي ، حيث يقول الكاتب أحمد حسن الصائغ في إحدى مقالاته ” السنة مازالوا تائهين ، مشتتين ، لا وزن لوجودهم وإن سبب ذلك هو عدم وجود رموز أو قادة في الحزب الإسلامي قادرين على مليء الفراغ الذي وجد السنة أنفسهم فيه بعد 2003 ، لكنهم وبنفس الوقت ينظرون وإلى الآن بعين الإحترام أقرب منه إلى الإتهام للشخصيات السنية ومنهم طارق الهاشمي”.

هل الإخوان المسلمين متلونين بمواقفهم من المنطقة ؟
مواقف الإخوان المسلمين عموماً في المنطقة غير واضحة تتصف في بعض الأحيان بالبرغماتية، حيث أصدرت جماعة الإخوان في مصر بياناً تطالب فيه السعودية كف يدها عن الحوثيين ، بينما صدر بياناً آخر من الإخوان في سوريا يؤيد السعودية .. وهنا تفجر المشهد الإخواني تماماً .. هل هناك حرب أهلية أخوانية وخاصةً إننا جميعاً نتعامل مع الإخوان بفكرة التنظيم الدولي وهم ينكرون ذلك .
فيما إعتبرت السعودية بيان الإخوان في مصر والذي طالبوا فيه السعودية كف يدها عن الحوثيين دعماً واضحاً للقوة الإيرانية في المنطقة وهي المعروفة بدعمها للحوثيين.

حزب الإتحاد الإسلامي الكردستاني .. ممثل جماعة الإخوان !
يُعتبر حزب الإتحاد الإسلامي الكردستاني هو الفرع الكردي للإخوان المسلمين في العراق، حيث تأسس بعد حصول الأكراد على حكمهم الذاتي عام 1991 تعود الإصول الفكرية والعقائدية للحزب إلى الإسلام “السني” بينما تعود أصول الحزب الحركية والدعوية إلى حركة الإخوان المسلمين في العراق، حيث يمثل الحزب يد الإخوان في كردستان.

موقف الحزب الإسلامي من إعتصامات النواب الأخيرة في البرلمان ..!
كان موقف الحزب سلبياً في مسألة الإعتصامات التي قام بها بعض نواب البرلمان والذين طالبوا بإقالة سليم الجبوري حيث إتهم الأمين العام للحزب أياد السامرائي النواب المعتصمين بـ”إجهاض الإصلاح” بهدف تنفيذ “إنقلاب”، وشدد على أن الشرعية الدستورية بيد رئيس البرلمان سليم الجبوري.
فيما يتسأل البعض عن سبب كون منصب رئيس البرلمان العراقي حصراً للحزب الإسلامي ولماذا يتمسكون بهذا المنصب وهذا هو ترسيخ واضح لمفهوم المحاصصة الطائفية ، حيث إعتبر النائب علي الأديب القيادي في حزب الدعوة ” إن تمسك الحزب الإسلامي بطرح مرشحهم لشغل منصب رئيس البرلمان هو سبب الخلاف الموجود”و أكد ” إن الحزب الإسلامي تحصل وفق نظرية المحاصصة على منصبين سياديين وهما نيابة رئاسة الجمهورية ونيابة رئاسة الوزراء فلا يمكن أن يكون المنصب السيادي الثالث لهم أيضاً وهو رئاسة البرلمان حيث لا يمثل الحزب الإسلامي كل السنة في العراق .
يذكر إن من أبرز قادة الحزب هم (أياد السامرائي وسليم الجبوري وعدنان الدليمي والمطلوب قضائياً طارق الهاشمي ومحمد إقبال) ومن أبرز مؤسسات الحزب في العراق (قناة بغداد الفضائية وإذاعة دار السلام وجمعية الشبان المسلمين).

وان نيوز

اترك تعليقاً