متابعة السيمر / الجمعة 08 . 07 . 2016 — انتقدت المرجعية الدينية العليا، عدم استجابة الحكومة لمطالبات اتخاذ إجراءات للحد من الخروق الأمنية، لافتة إلى ان “التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق ولابد من وضع حد له”، وذلك على خلفية التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد.
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس ، حضرها مراسل وكالة {الفرات نيوز}، “في أوائل هذا الأسبوع وقبيل انتهاء شهر رمضان الفضيل وحلول عيد الفطر، استهدف الإرهاب الداعشي تجمعا كبيرا للمواطنين الأبرياء في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد حصد بذلك أرواح المئات منهم وأصاب مئات اخرين بجروح وحروق مختلفة في فاجعة عظيمة ومشاهد مروعة تقشعر لها الأبدان وتتوجع لها القلوب وتسترخص لها الدموع، وقد سلبت عن الناس فرحة العيد وحولته إلى مناسبة حزن واسى”.
وأضاف “لقد اختار الإرهابيون الأشرار لجريمتهم النكراء ذلك التجمع الكبير من الرجال والنساء والشباب والاطفال من اتباع اهل البيت عليهم السلام بهدف إراقة دماء اكبر عدد ممكن منهم ولإيقاع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الكريم”، مستدركا “ولكن ليعلموا ان المؤمنين السائرين على خط اهل البيت عليهم السلام لن تزيدهم هذه الاعمال الوحشية الا إصرارا على التمسك بمبادئهم وقيمهم ولن يسمحوا للإرهابيين ومن يدعمونهم ويحتضنوهم بان يحققوا اهدافهم الخبيثة وسيلقنونهم في جبهات القتال دروسا لم ينسوها ابدا”.
وتابع السيد الصافي “وفي هذه المناسبة الحزينة نعبر عن عظيم الأسى والأسف للدماء الزكية التي أريقت في هذا الحادث المفجع وعن بالغ الألم لآهات الثكالى ودموع اليتامى وانين الجرحى والمصابين ونواسي العوائل المفجوعة بفقد أحبتها، وندعو الله أن يربط على قلوبهم ويمن عليهم بالصبر والسلوان”.
وذكر ممثل المرجعية الدينية “واما مطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم إلى العدالة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه المآسي الفظيعة فقد تكررت خلال السنوات الماضية عقب حوادث مماثلة”.
وأشار الى ان “تلك المطالبات لم تحقق شيئا في ظل غياب الرؤية الصحيحة لأصحاب القرار وتفشي الفساد والمحسوبيات وعدم المهنية في مختلف المفاصل بالرغم من كل النصح المرجعي والضغط الشعبي، ولاسيما خلال العام المنصرم بإحداث تغيير جوهري في اداء المسؤولين وقيامهم بمكافحة الفساد بصورة جدية وتطبيق ضوابط مهنية صارمة في التعيينات الحكومية، ولاسيما في المواقع والمناصب المهمة كالمهام الأمنية والاستخبارية”.
وشدد ممثل المرجعية الدينية العليا، على إن “التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق ولابد من وضع حد له”.
وتطرق السيد الصافي إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف ليلة امس مرقد السيد محمد عليه السلام في قضاء بلد جنوب سامراء، قائلا “مع انه لم يمضِ على فاجعة الكرادة أسبوع واحد حتى وقع حادث الاعتداء الآثم في الليلة الماضية على مرقد السيد محمد عليه السلام في بلد، وقد نجم عنه سقوط عشرات الأبرياء من الزوار وغيرهم”، منوها “وهكذا تتوالى وتستمر جرائم الإرهابيين بحق الشعب العراقي ومقدساته اذا لم يوضع لها حد بإتباع الأساليب المهنية في معالجة الخروقات الأمنية”.
الرئيسية / الأخبار / المرجعية الدينية: التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء المواطنين امر لايطاق