الرئيسية / الأخبار / خطيب جمعة بغداد يرفض سيادة الرأي الواحد والتطرف الديني ويدعو لاحترام الرأي الاخر ومعتقده وديانته

خطيب جمعة بغداد يرفض سيادة الرأي الواحد والتطرف الديني ويدعو لاحترام الرأي الاخر ومعتقده وديانته

السيمر / بغداد – فراس الكرباسي / السبت 16 . 07 . 2016 — شدد خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ سلام الربيعي في خطبة الجمعة، رفضه سيادة الرأي الواحد ومن دون احترام للرأي الآخر واحترام معتقده ودينه، داعياً الى ضبط ظاهرة التطرف التي تقودها ال سعود في السعودية والتي وفرت الغطاء السياسي والمالي لبسط نفوذ حركة محمد بن عبد الوهاب (الوهابية) في المحيط العربي والغربي، مؤكداً على تفعيل المبادرة ومغادرة سياسة ردود الأفعال في مواجهة التهديدات والخروقات وتنشيط دور العمل الاستخباري للنفوذ والاختراق لصفوف العدو بعد تدريب وتأهيل عناصر كفؤة، مطالباً ببناء موقف وطني موحد لتنقله وتتبناه الخارجية العراقية في كل المحافل والمنظمات الدولية الفاعلة لمكافحة الفكر المتطرف والقائمين عليه والمروجين له.
وقال الشيخ سلام الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، ” القران الكريم يحفظ حرمة الانسان وكرامته وحرية تدينه ويرفض الاسلام انتهاكات الحرية الدينية واختيار المعتقد، فعلى طيلة الامتداد الزمني الذي الف حياة الشعوب على هذه المعمورة رافقهم الاستبداد وبأنواعه المختلفة ، فمن استبداد بالرأي في العائلة الى استبداد الرأي في القبيلة حتى تطور الى استبداد سياسي على أيدي الملوك والحكام ، ومن انواع هذا الاستبداد هو الاستبداد الديني ومصادرة حرية الأديان حتى وصل هذا الاستبداد الى القتل وازهاق الأرواح”.
واضاف “القران يرفض الاستبداد الديني بكل اشكاله كما يرفض القيمومة على معتقدات الذات ويؤكد على حرية الأديان والشعائر والممارسات الدينية ، فهو يرفض فرض الدين على الآخرين او فرض دين او معتقد معين بذاته ،كما انه يرفض أيضاً فرض رؤى معينة وإلغاء حرية التفكير عند الاخرين”.
وتابع الربيعي “القران يعترف بالمكونات الاخرى اذا قامت على أساس احترام العقيدة (الإيمان بالله واليوم الاخر) والعمل الإيجابي اجتماعيا والذي اسماه ب (العمل الصالح) فاذا توفر هذان العاملان فهم أمنون يستحقون العيش الكريم واحترامهم ، فالمطلوب في الدنيا هو التعايش بين المكونات”
واكد الربيعي “القران يدعو الى التسامح الديني ويدعو الى التعايش الاجتماعي بغض النظر عن الدين والمذهب واللون والعرق والجنس فهو يحث على قبول اي دعوة للسلم وبدون شروط ما دامت تحفظ كرامة المسلم ودينه ، ولم يحدد اي طرف تقبل دعوته دون غيره، ويدعوا الى حوار محترم بعيدا عن التشدد والتعصب كما ويدعوا الى تقديم الدعم المادي والمعنوي لأهل الديانات الأخرى فيما لو سالمت والتزمت بأسس المواطنة الصالحة من احترام العقيدة واحترام الحق الاجتماعي في التعايش”.
وشدد الربيعي “لذا ومن هذه المنطلقات نحن نرفض وبشدة سيادة الرأي الواحد ومن دون احترام للرأي الآخر واحترام معتقده ودينه”.
من جانب اخر فقد دعا الربيعي الى ضبط ظاهرة التطرف في العالم العربي والغربي، بالقول “هناك العديد من الامور التي يجب ان تنضبط في النفس البشرية وان يتحكم بها الانسان حتى لا تكبر وتتحول الى مشكلة لديه يصعب التعامل معنها حينئذ بل وربما يتأثر بها الآخرون ايضا ، ومن هذه الامور ظاهرة التطرّف الذي يصدر أصحابه احكاماً ما انزل الله بها من سلطان، فبسبب الفهم السقيم للأمور فانهم يجرون الويلات على أنفسهم وعلى المجتمع ، فهم لا يحترمون الآخرين بل قد يَرَوْن كل مخالفٍ لهم في الرأي إنساناً لا يستحق الحياة ويجب التخلص منه”.
وبين الربيعي “من نيران ورحم التطرّف الفكري والتشدد العقلي خرجت الجماعات التي ألهت افكارها واستبدت بآرائها فحكمت على الآخرين بالخطأ والفشل ونصبوا أنفسهم ارباباً للحق وحماةً للدين، فالتطرف إذن هو نقيض العدل وهو انحراف عن الوسطية التي ارادها الله تبارك وتعالى للمسلمين فهو مجانبة للاستقامة والاعتدال”.
وكشف الربيعي “اليوم تجد ان عائلة ال سعود في السعودية وفرت الغطاء السياسي والمالي لبسط نفوذ حركة محمد بن عبد الوهاب هذه التي تمثل الغطاء الشرعي لهم والتي تشرعن عدم لهم القيادة وعدم الخروج على الحاكم ومن هذا الوقت أصبحت دولة ال سعود دولة وهابية بل الراعية الاولى لمدرسة التكفير العالمية والداعم للحركات التكفيرية التي ظهرت بعد حين كحركة الاخوان والجماعة الاسلامية في مصر وطالبان في أفغانستان وباكستان وتنظيم القاعدة وغيرها وصولا الى داعش”.
واشار الربيعي “كان مما تميزت به هذه الحركات التكفيرية هو الانغلاق وعدم الانفتاح على منهج أهل البيت ، ولشدة هذا الانغلاق فهم لا يراجعون افكارهم ولا يعمدون الى إصلاح مؤسساتهم لذلك يستخدمون العنف والقتل وغيره ضد اعدائهم”.
واضاف “من ممارساتهم المتطرفة تهديمهم للقبور والأضرحة والاثار حيث واجهت الحكومة السعودية آنذاك الكثير من العادات التي تعتقد أنها شركية والتي بدأت تعود إلى جزيرة العرب ومنها التبرك بقبور الأولياء والصالحين وتوجيه الدعاء وطلب الاستعانة والمشافاة وغيرها ، فقامت بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور أئمة أهل البيت ع وبعض الصحابة ، كما أنهم اثاروا الفتن والحروب على مر تاريخهم هم والأهم وما حرب النهروان إلا دليل على ذلك حيث قاموا بقتل اتباع أهل البيت ع مما اضطر أمير المؤمنين ع إلى حربهم لواد فتنتهم”.
وتابع الربيعي “لم تنقطع تلك الانتهاكات والممارسات المتطرفة الى هذه اللحظة فما نراه اليوم من الممارسات الداعشية ليس ببعيد عما قام به الوهابية بالأمس، فقد هدموا الاثار واحرقوا المساجد والمراقد وغيرها من الممارسات ولعل اخرها كان التفجير الإرهابي الذي طال مرقد السيد محمد بن الامام الهادي في بلد وهذا فيه دليل واضح على تطرف وانحراف فكرهم وانهم في محاولتهم هذه يريدون ايضا إشعال الفتنة الطائفية التي يراهنون عليها بل انهم يعمدون لاستهداف مثل هكذا مواقع للإخلال بأمن البلاد”.
وطالب الربيعي “يجب علينا تفعيل المبادرة ومغادرة سياسة ردود الأفعال في مواجهة التهديدات والخروقات، حيث ان مبدأ المبادرة يضعف تحركات العدو ويربكها ويحرمه من الأجواء المهددة لإعداد مقدمات ومستلزمات الجريمة ، ويتم ذلك من خلال إدامة العمل التعرضي والفعاليات الاستباقية الأمنية لحواضنه ومناطق نشاطه بشكل دوري ومستندا للمعلومات والمعطيات الدقيقة وتفعيل وتنشيط دور العمل الاستخباري للنفوذ والاختراق لصفوف العدو بعد تدريب وتأهيل عناصر كفؤة وربطها بجهة مزودة بصلاحيات في القرار الأمني لان النجاح في اختراق العدو تنظيميا يمكن من معرفة خططه ومناطق نشاطه والحواضن المساعدة له لغرض احباط الهجمات قبل تنفيذها وهنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة جدا وهي ضعف النشاط الدبلوماسي العراقي لتحشيد العامل الدولي وتوظيف قدراته في تجفيف منابع الارهاب ومصادر تمويله الفكري والمالي وموارده البشرية”.
واكد الربيعي على “ضرورة بناء موقف وطني موحد لتنقله وتتبناه الخارجية العراقية في كل المحافل والمنظمات الدولية الفاعلة لخلق تعبئة دولية انسانية واتخاذ المواقف واصدار التشريعات والقرارات الدولية الملزمة لمكافحة الفكر المتطرف والقائمين عليه والمروجين له ومعاقبة وملاحقة ممّوليه دولا كانت او جهات”.

اترك تعليقاً