أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / لِفَضائِيّة (بلادي) عبر (سكايب) عن أنقرة والارهاب والانقلاب؛ هَلْ سَيَتَّعِظْ السُّلْطان؟!

لِفَضائِيّة (بلادي) عبر (سكايب) عن أنقرة والارهاب والانقلاب؛ هَلْ سَيَتَّعِظْ السُّلْطان؟!

السيمر / الأحد 17 . 07 . 2016

نـــــــــزار حيدر

لقد ورّط أُوردوغان بلادهُ في مشاكل هي في غنىً عنها وكان بامكانهِ ان يتجنّبها لو تعامل بقليلٍ من الحكمة وكثيرٍ من السّياسة المتأنية والعقلانيّة.
وبرأيي فانّ السّبب وراء كل السّياسات المتهوّرة التي انتهجها الموما اليه هو انّهُ باع ارادتهُ السّياسية لنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، لينقلب حتّى على الاستراتيجيّات التي كان قد أعلن عنها في العقد الماضي عندما وصل حزبهُ الى السّلطة في انقرة، عندما اعتبر انّ سياساته الخارجيّة تعتمد على نظريّة ما أَسماهُ مُنظّر الحزب الحاكم ورئيس الوزراء السابق، داوود أُوغلو، تصفير الازمات، وبالفعل فلقد بذلت انقرة جهوداً كبيرة مشتركة لتحسين علاقاتها مع جيرانها، وبالتّحديد بغداد ودمشق، حتى وصلت المصالح المتبادلة بينها وبين هذَين البلدَين الى أوجِها، ان على الصّعيد السّياسي او على الصّعيد الاقتصادي وغير ذلك.
الا ان إقناع الرّياض لأنقرة باهمية تبنّي سياساتها التدميريّة في السّاحات السّاخنة والتّعاون بينهما على حساب العلاقات الثانية مع بغداد ودمشق، ورّط تركيا بملفّات خطيرة، بدءً بملفّ المياه الذي أضرّ بالعراق عندما بدأت انقرة تتّخذ قرارات فيما يخصّ هذا الملفّ من دون التّنسيق وتبادل وجهات النّظر مع بغداد على اعتبار انّها شريكة معها في هذا الملفّ ومعنيّة به، وليس انتهاءً بملفّ الارهاب الذي توغّلت فيه أَنقرة حدّ العظم، وكلّ ذلك تسبّب بتدهور العلاقات بين تركيا من جانب والعراق وسوريا من جانبٍ آخر، حدّ الانهيار.
ولقد تركت كلّ هذه السّياسات العدوانيّة الفاشلة آثارها على الوضع الدّاخلي في البلد، ما سبّب لأنقرة صداعاً مزمناً نتيجة السّخط الشّعبي والتذمّر السّياسي الى ان تُوِّجت الازمات بالانقلاب العسكري ليلة أمس والذي كاد ان يُطيح بالحكومة ويقضي على الديمقراطيّة التي فصّلها الحزب الحاكم وزعيمهُ على مقاساتهِ تحديداً، الامر الذي لم يفسح المجال لأيِّ معنىً من معاني تبادل السّلطة عبر صندوق الاقتراع ابداً.
اتمنّى ان تُعلّم المحاولة الانقلابيّة أُوردوغان وحزبهُ كلّ ما من شأنهِ ان يُعيد النّظر بسياساتهِ الداخليّة والخارجيّة، ليعيد الاستقرار الداخلي لبلاده والدفء لعلاقاتهِ الخارجيّة مع جيرانهِ، فلا ينبغي له من الان فصاعداً ان يتصور نَفْسَهُ السّلطان العثماني المتوّج الذي يأمر فيُطاع، فلقد اثبتت المحاولة ان نظامهُ السّياسي لازال على كفّ عفريت وفي مهبِّ الرّيح، قد تجتاحهُ الرّياح الداخليّة او الخارجيّة في ايّة لحظة من لحظات الغضب الشعبي مثلاً او التمرّد العسكري، خاصّةً وان تركيا اليوم في حالٍ أمنيّةٍ لا تُحسد عليها بعد ان ظلّت كمَمرٍّ آمن لكلّ الارهابيّين الذين يتجمّعون من مختلف دول العالم للتّدريب فيها والاعداد ومن ثم لدفعهم الى العراق وسوريا ليرتكبوا أبشع الجرائم الوحشيّة ضد الابرياء وليدمّروا البلاد.
واذا كانت انقرة اليوم تحاول تصحيح أخطاءها بهدوءٍ، فلن يتحقّق ذلك بلا ثمن، اذ ليس من المعقول ان تقول انقرة لنفسِها (عفا الله عمّا سلف) ثم تبدأ بتغيير اتّجاهات سياساتها بعد كلّ هذه الدّماء الغزيرة التي تورّطت بإراقتها واشتركت في ازهاق ارواح الابرياء وتدمير بلدَين جارَين وكل ذلك لسواد عيون نظام القبيلة الفاسد والحزب الوهابي الذي لا زال يغرّد لوحدهِ خارج السّرب عندما يصرّ على التمسّك بسياساتهِ العدوانيّة الفاشلة في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها، بعد ان غيّر المجتمع الدّولي وأقرب حلفائهِ سياساتهُم والُّلعبة في هذه الملفّات.

اترك تعليقاً