متابعة السيمر / الاثنين 05 . 09 . 2016 — نشر العميد الركن نجيب الصالحي، كتاباً قيماً في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، بعنوان (الزلزال)، وكان المؤلف شاهد عيان على أحداث كثيرة في تلك المرحلة، خاصة فيما يتعلق بالتمييز الطائفي في عهد حكم البعث، وانتفاضة آذار 1991، لذلك نقتطف هنا بعض الفقرات من هذه الشهادة الموثقة لشاهد عيان، عاش المرحلة بنفسه،
يقول العميد الصالحي: “بعد عام 1968 بدأ القبول في الكليات العسكرية حسب ترشيح حزب البعث من كل أنحاء العراق،… ولكن فشل حركة ناظم كزار (الشيعي) عام 1973، حيث ألغيت تلك الضوابط وحلت محلها ضوابط سرية تعتمد التمييز الطائفي (المذهبي) والإقليمي (المناطقي) أساساً في القبول …
أما كلية الأمن القومي التي شكلت بإشراف جهاز المخابرات منتصف السبعينات، فكان القبول فيها يتم إنتقاءً من أقضية ونواحي وقرى محددة.
وكنتيجة لحرمان الشيعة من الدخول في الكلية العسكرية، انحصر قبولهم كجنود وضباط صف، لذلك يتهكم العسكريون على محافظة ذي قار (الناصرية)، بأنها مدينة المليون نائب ضابط، إشارة إلى العدد الكبير جداً من مراتب القوات المسلحة العراقية (جندي، عريف، رئيس عرفاء ، نائب ضابط) الذين ينتمون إلى تلك المحافظات الجنوبية (الشيعية).
ولكن لو تساءلنا، كم ضابط وكم ضابط ركن، وكم قائد فرقة أو قائد فيلق ينتمي إليها مقابل هذا العدد الهائل من المراتب والجنود وما ترتب عليه من تقديم شهداء وتضحيات؟ فستكون الإجابة مخجلة حقاً! .. والتهمة الطائفية جاهزة لتلبيسها برأس من يحاول الحديث عن هذا الموضوع وخاصة عندما يكون المتحدث من أهل ذي قار!.
ففي الحرب العراقية-الإيرانية، كان النظام لا يبالي بالتضحيات لأن أغلب الضحايا كانوا من جنوب ووسط العراق ولا ننسى مقولة خيرالله طلفاح: “هدوا كلابهم عليهم”.
وقبلها قال عبد السلام عارف حول القتال في شمال العراق (كردستان) عام 1964 عبارات تدل على المضمون ذاته.
وبدأ إبعاد العناصر الشيعية من المناصب الحساسة في الحزب والدولة، وتم حرمان مناطق الوسط والجنوب من الخدمات، والعمران والتي تركزت في المناطق الشمالية العربية السنية رغم أن الثروات النفطية الهائلة كانت من البصرة والعمارة.