السيمر / الأحد 02 . 10 . 2016
عبد الجبار نوري
فُجع كل ضمير حي تنبض شراينهُ بالأنسنة وكل مناضل في العالم بالجريمة الأرهابية النكراء التي خطفتْ حياة الشهيد والمناضل اليساري التقدمي ” ناهض حتّرْ” ، وهوصاحب القلم الحر الشجاع الذي أقتحم متاهات المشاريع الأمبريالية والظلامية المشبوهة ، ومدافعاً صلباً عن حقوق الأنسان ، وتكريس مبدأ السلام العالمي ، وأنصاف الشعوب المقهورة ، وهاجم مملكة الكراهية بني سعود في أبادتها للشعب اليمني المقهور ، وأمتدح المقاومة في مواجهة أسرائيل حتى أصبح من ابرز أدباء المقاومة ، وهي مباديء نهضوية لناهض سُجلتْ بحروفٍ من نور في سفر الأنسانية ، بتوليفة ثقافية وأدبية رائعة مع مناضلي قادة الأصلاح في العالم ، بيد أنه لم يكافيء بجائزة نوبل للسلام والمحبة بل كانت جائزتهُ رصاصة غبية أطلقها معتوه يكره الحياة ويحقد على الكلمة الطيبة ، والذي نفّذ الأعدام هو مسلم مدجن جينياً خريج جامعة فتاوى الظلام والموت وأصحاب رايات السود المكتوب عليها ( غزوة أغتيال الأفكار ) وبمؤازرة خسيسة من جهات رسمية في عمان الدعشنة أمعة ملوك الكراهية البترولية وملكها الهجيني الطائفي حد النخاع ، وتجاهلهم وغضهم النظر والأيحاء المقصود في أغتيال المغدور “هاني ” من رئيس الوزراء ووزير الداخلية والقضاء المسيسّ والنقابات (النفايات) المهنية والأخونة الداعشية وجريدة السبيل ، وكالعادة ألصِقتْ به تلك التهمة الجاهزة على مدى التأريخ ( الأساءة للأديان )
أليس هو الغباء بعينه عند الجيل الأسلاموي المنحرف عندما يجعلون للرصاصة وسيلة لأنهاء الأفكار ، وحسب عقولهم المقفلة والمتحجرة يتناسون أن الأفكار تبقى مضيئة في فضاءات الأنسنة وحب الحياة ، وأن ظنّهم خائب ونكوص إلى أعماق مستنقع الرثاثة الفكرية ، وشواهد التأريخ تعجُ بأبطال ومناضلين سُحقوا بطرقٍ وحشية بسلب الحياة منهم وبقتْ أفكارهم عصيّة ، وسُجلت بصماتهم في أرشيف السفر البشري أمثال : سقراط تجرع السم ولم تمت أفكارهُ ، صُلب اليسوع وكان أرثهُ الأنساني السلام وحب الآخرين ، وقُطع الحسين أربا وترك لنا مدرسة في الصمود والنضال ضد الطغاة ، وذُبح (الحلاج ) المثقف العربي وترك نظريته( الفهم الخاطيء والمغلق للدين) وأغتيل (جيفارا ) بعيدا عن وطنه وبقيت أفكاره في تقديس وتحرير الأوطان سوطاً يلهب ظهر الجلادين ، وأغتيل شنقا المفكر السوداني الأسلامي الحر محمود محمد طه بيد الجلاد النميري بتهمة الردة عن الأسلام ولكن أفكارهُ شكلت تحديا أخلاقيا في مواجهة محترفي التجارة بألام الشعوب وتطلعاتها .
حقاً أنها أزمة مأساة تفسير الدين كما تعتقد تلك العقول المتحجرة ، وأن رصاصات الغدر أجهزت على أفكارهم المتخلفة والمتحجرة والمنغلقة وأنهاء معتقداتهم بأيديهم ، ولأن الرصاصات قد أسقطت ورقة التوت عن معتقداتهم الأسلاموية الدموية المتطرفة أمام العالم الحر.
أما لماذا أغتيل ناهض حتّرْ؟
*عبثية العولمة الحداثوية في العالم الرأسمالي وأفرازاتها في الدولة الرخوة مثل الأردن .
* شحة أنطلوجية الكتاب الأحرار ، وأستفحال أزمات اليسار وهم يواجهون أشرس معركة غير متكافئة وفي قطبٍ أحادي الرحى .
* وأغتيل الشهيد مرتين مرّة ليساريته التقدمية ومناصرته لقضايا الشعوب المقهورة ومرّة أخرى لأنتمائه الديني كمسيحي .
* طغيان المد السونامي الديني المتطرف ، وأنتشار ثقافة التحريم والأقصاء والغلو وبشرعنة مدارس دار الأفتاء من الرياض عاصمة مملكة الكراهية .
* أنتشار الفكر الأخواني – الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة – في عموم العالم العربي وخصوصاً في الأردن .
* وأن جميع سلطات الدولة الأردنية ومؤسساتها تعمل كوعاظ سلاطين وتوابع لدولة بني سعود لقاء مساعدات وهبات ومنح مالية ضخمة سنويا لأسكات صوت الحق .
المجد والخلود لشهيد الحرف والكلمة الحُرة الكاتب والمفكر اليساري ” هاني حتّرْ ”
وتحية أجلال لشهداء الحرية والمضحين من أجل الحياة