السيمر / الأربعاء 12 . 10 . 2016
أ.د جبار جمال الدين
يوم أمس كان حزينا بأمتياز بالنسبة لي ولجمع غفير من المثقفين والمفكرين والاكاديمين والطلبة وكافة طبقات الشعب العراقي وبمختلف أطيافه وطوائفه فقد رحل عن هذه الدنيا الفانية عملاق من عمالقة الفكر الوطني والقومي ألا وهو الاستاذ الدكتور وميض جمال عمر نظمي والذي عرفته عن قرب وتشرفت بالتلمذة على يديه في كافة مراحلي الدراسية الجامعية ابتداءا من البكلوريوس وانتهاءا بالدكتوراه وكان الشرف الذي ما بعده شرف والوسام الذي ما بعده وسام ترأسه للجنة مناقشة اطروحتي في الدكتوراه فأكسبها علما وعمقا وهيبة ووقارا وهذا دين في رقبتي للفقيد والعلامة الكبير لن انساه ما حييت رحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وعارفي فضله ومحبيه الصبر والسلوان.
لبس العراق اليوم ثوب حداد .. وتوقف الحسون عن إنشاد
اليوم غاب عن الدنا بدر الدجى .. ووميض فكر راسخ الأوتاد
يا من على كفيه نلت مراتبا .. في العلم كانت غاية لمرادي
(أرأيت من حملوا على الأعواد .. أرأيت كيف خبا ضياء النادي)
يا سيدي عذرا فقد أعييتني .. وفقدت رشدي بل فقدت رشاد
أأبا صلاح الدين يا فخر الورى .. يا كوكب الإبداع فوق بلادي
اليوم دنيا الفكر مقفرة فلا .. تلقى سوى دمع وقلب صادي
أسفي على مجد يوارى في الثرى .. وعرين ليث مقفر ببوادي
أسفي على روح يطيح بها الردى .. من بعد قرع ملاحم وجهاد
يا سيدي ولأنت مشعل نهضة .. هيهات أن ينأى عن الإيقاد
عقلت رزيتكم لسان فصاحتي .. وعجزت عن مدح لأكرم هادي
يا بيرق الفكر الذي في فقده .. ثلمت دعائم أمة وبلاد
سر للخلود فأنت سفر خالد .. وبكل دهر أنت في ميلاد