أخبار عاجلة
الرئيسية / ثقافة وادب / من يقود القطيع ؟؟؟؟

من يقود القطيع ؟؟؟؟

السيمر / الأربعاء 26 . 10 . 2016

د . حسان امين الزين

ما ظننت يوماً بأن الخروف يصبح نصف حمار .
كنّا نلعب في ساحةٍ امام منزلنا تارةً الفركوسة وطورا بالدحل وخاصة الطحبوش .
وكان للفخ قصصٌ لمن ينسجها خيالنا وَلَا كتبتها اقلام الصحافيين في مسرحيات هوليود .
بل كان ليوم العطلة نكهة متميزة وطعمٌ حلو وعلام أذكر ذهبنا في احد الأيام الى خلة الشيخ محمد وصلْينا الفخ للعضيضة وكنا نغني أغنيةً شعبية لنحظى بالفريسة على عجل :يا عضيضة شكّي شكّي يالله وشكّي شكّ وتنتين على راس العين يالله وشكّي ….
وهكذا حتى تنقضُّ العصفورة على دودة قد أعددناه لضحيتنا.
وفي احد المرات فلتت هذه المخلوقة من فخّنا وبقينا نطاردها حتى المساء عندها عدنا الى بيوتنا بأوسخانا وترابنا وأمّنا قلقةٌ علينا أين ذهبوا ؟؟؟؟ماذا أكلوا؟؟؟؟ ماذا وماذا ….؟؟؟؟
ما إن رأتنا حتى بدأت بالصراخ والتأنيب ولكن تأنيبها كان رحمة وصراخها كان صوت ٌ عذب وحنان .
شو أكلتوا وين كنتوا شغلتو بالي عليكم .!؟؟؟
كنّا نرهق اهلنا بمشاغلنا واهتماماتنا وهم منشغلون بتربيتنا وحمايتنا .
ولكن كنّا نصرّ على الصيد خلف الماعز والغنم وكان يلفتٍ انتباهنا ذك الجرس المعلق بكبش القطيع التي تتمواج طنطاناته الى كل الجهات فيميل الجمع المحتشد حيثما مال برحله .
هذا التيس صاحب المقام العالي والقرون المقطوعة يعتبر القائد المعلن للقطيع فتُعلق الأجراس بعنقه ويتدرب على دندنات أصوات ٍ يسير بالخراف الى حيث يشاء ليصدق الشاعر…
تيسٌ يدير قطعيه وخرافَه…..
كالعرب يحكم شعبها الخرفانُ
غنمٌ يسير بها حمارٌ أحمقٌ….
كالتيس أرضعه اللبانَ أتانُ
ويطلق على القائد المحبوب من الجمهور المرياع .
هذا الخروف (المرياع )الذي فطموه عن أمه وأرضعوه حليب الأتان لمدة شهريين ثم خصوه ليكون محبوب الجماهير وقائدها.
فيسير القوم معه كيفما دار ولكن ما لا تعرفه الخراف بأن كبش العشيرة يسير بإمرة حمار القطيع حذوا بحذو.
فالحمار هو من يحدد خطوات يهوذا القطيع حسب المصطلح الأجنبي وهو من يسيّر المجموعة التي لا تصلح الا ليوم الأضحى فهل بعض الساسة في العالم العربي يرضعون حليب السباع ولا يكونون كالمرياع ..
حكمت بِنَا خرفانٌ وسباعُ
والمُلك يُدعى حاكمٌ مرياعُ
فوضى واسياد البلاد رعاعُ……..
وهكذا ما كنّا نظنه يقود القطيع لجماله وكثافة شعره .لقد خدعتنا أجراسه المتماوجة وأصواته العالية وطقطقات حنكه الأعوج فظننا به حسناً وإذ به يقوده حمار القطيع .
فمن الحكمة والحذر أن يعرف المرء اذا كان الحمارُ يقود القطيع أم صاحب الأجراس (المرياع)!!!!!!

اترك تعليقاً