أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / عائلة موصلية تروي (لمعركة وطن) تفاصيل الحياة في قبضة داعش

عائلة موصلية تروي (لمعركة وطن) تفاصيل الحياة في قبضة داعش

السيمر / الثلاثاء 10 . 01 . 2017 — روسيون وفرنسيون وبريطانيون وعرب وإرهابيون من مختلف الجنسيات، يصولون ويجولون في الموصل، ولا نجرأ حتى على النظر إليهم لأنهم يمارسون كل أساليب الإذلال والتعذيب، وزوجتي لايمكن لها الخروج من المنزل إلا بنقاب كامل، وهكذا تعرضنا لضغط نفسي في ظل نقص الخدمات حتى جاء الفرج بوصول القوات الأمنية الى منطقتنا.
هذا جزء ما يرويه الشاب النازح نبيل قاسم ذنون (28) عاما من سكنة منطقة الشقق الخضراء وسط مدينة الموصل بعد وصوله إلى مدينة الناصرية مؤخراً بعد تحرير منطقته من قبل القوات الأمنية واستمرار تعرضها الى ضربات من قبل مجموعات داعش الإرهابية.
النازح نبيل الذي وصل مع أسرته المتكونة من طفل ذو عامين وزوجة كان يمتهن تصليح وصيانة أفران الصمون و وصل مدينة الناصرية في الحادي عشر من شهر كانون الثاني الماضي.
ويقول لبرنامج معركة وطن الذي يبثه راديو المربد إنه شهد الكثير من تفاصيل ممارسات عناصر تنظيم داعش الإرهابي في مناطقهم طيلة الفترة التي كانت تخضع تحت قبضتهم, مؤكدا أن تلك الفترة كانت تتسم بظروف قاسية ومؤلمة إضافة إلى ظروف العيش وقلة الخدمات نتيجة توقف اغلب الأعمال وعدم وجود المورد المالي.
نبيل كان احد ضحايا ذلك التنظيم المنحرف، مبينا انه تعرض إلى الجلد بـ 13 جلدة كونه كان يصلي بمفرده داخل احد المحال التي يعمل فيها.
ويشير الى أن جنسيات عديدة من الإرهابيين كانت تصول وتجول في الموصل دون أي رادع لها أو أي التزام أخلاقي أو ديني كما يدعون حيث كان هناك روس وفرنسيين وبريطانيين وعرب وأكراد يمارسون كل أساليب الإذلال لسكان المنطقة تحت مختلف الذرائع مشيرا إلى أن الكثيرين وجدوا في الانتحار هربا من ذلك الجحيم.
وأضاف نبيل أن من ابرز المخالفات التي كانت تعرضهم للمحاسبة من قبل المجموعات الإرهابية هي ارتداء اللباس الطويل وعدم إطالة اللحى وحتى النظرة البسيطة لهم أو مجادلتهم فإنها تكون سببا للجلد والضرب وهو ما حصل مع احد الأهالي بعد خياطة فمه بسلك حديدي وآخر تم فقس عينيه.
ولفت الى أن تمكن القوات الأمنية من تحرير لمنطقتهم كانت لحظة مثيرة في حياته كونها جددت الآمل بالحياة وان القادة الأمنيين ساعدوه في الوصول إلى القيارة ومنها إلى بغداد ومن ثم إلى مدينة الناصرية بعد التواصل مع عديل له متواجد فيها وأكد له الظروف الأمنية التي تنعم بها بعد إكمال جميع الإجراءات المطلوبة مع الدوائر المعنية.
وبين ان عمليات تحرير مناطقهم وضعتهم تحت رحمة القصف المتبادل ما دعاهم الى اللجوء تحت سلم الدار لحين دخول القوات الامنية وتحريرهم بشكل تام وقد وجدوا تعاونا كبيرا من قبلها وإبداء المساعدة وتسهيل مهمة الوصول إلى محافظة ذي قار.
ام يوسف زوجة النازح نبيل تحدثت عن تفاصيل فترة استيلاء داعش على منطقتهم مبينة أنها لازمت المنزل طيلة الفترة الماضية، وتخرج فقط عند الضرورة مع ابو يوسف (نبيل) على أن تكون منقبة تماما حتى عيونها، مشيرة إلى أن شقيقتها كانت قد تعرضت إلى ازمة نفسية أقعدتها المنزل بسبب تهديد داعش لها بان تأخذها مسؤولة “الحسبة” لمعاقبتها كونها قد حاولت الخروج لوحدها من المنزل مضيفة أن التعليمات الأخيرة للتنظيم الارهابي ألزمتهم بإخفاء العيون بالخمار ولبس الكفوف لليدين وان الكثيرات قد تعرضن لحوادث السير على اثر هذا التعتيم موضحة أنها اليوم تشعر بالأمن والاستقرار وعودة الهدوء النفسي لها بعد أن غاب عنها لأكثر من عامين تحت حكم داعش الإرهابي.
العائلة الصغيرة النازحة حديثا تسكن حاليا في جنوب مدينة الناصرية بعد أن حصلت على فسحة بسيطة داخل منزل صغير من غرفة واحدة مع عديل النازح ابو يوسف لتقاسمهم الحياة في ظل الاستقرار الجديد وهي تنتظر مد يد العون والمساعدة لها من الجهات الحكومية والمنظمات المدنية.
رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية علي الناشي والذي رافقنا في زيارتنا عند إعداد هذا التحقيق أشار إلى أن المنظمة سجلت نزوح 13 عائلة جديدة من مدينة الموصل في ظل العمليات الجارية لتحرير المدينة من قبضة داعش وأنها تعمل حاليا وبدعم من منظمة اليونيسيف الدولية على تقديم الدعم النفسي والقانوني للعوائل الجديدة بالإضافة إلى الإمكانيات المتوفرة من اجل تحسين وضعهم الحالي.

راديو المربد

اترك تعليقاً