أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / هذا ما جنته الوهابية على الإسلام .. وما جنا الإسلام على أحد
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

هذا ما جنته الوهابية على الإسلام .. وما جنا الإسلام على أحد

السيمر / الاثنين 23 . 01 . 2017

محمد ضياء عيسى العقابي

جاء في خطاب التنصيب للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم 20/1/2017 ما يلي:
“وسنحارب بلا هوادة الإرهاب الإسلامي المتطرف”.
لمجرد ظهور إسم الإسلام جنب كلمة الإرهاب وعلى لسان رئيس أقوى دولة في العالم سمعته البشرية جمعاء تقريباً، فهو تحقير كبير للإسلام دين المحبة والسلام، رغم عدم إتهام الإسلام بالإرهاب بشكل صريح من جانب ترامب.
بعد كل الخدمات الذليلة والإجرامية و”التضحيات الباهرة” التي قدمها آل سعود الوهابيون بأموال نفط الشعب المنهوبة طيلة أكثر من ستين عاماً للإمبريالية والصهيونية كعملاء صغار في ماكنة الحرب الباردة سابقاً والحرب الساخنة في اليمن وليبيا وسوريا والعراق حالياً – هذا ما حصدوه من تحقيرٍ للإسلام وهذه هي خدماتهم الجليلة التي أسدوها له، والأنكى أنهم يلقبون ملكهم بـ”خادم الحرمين الشريفين” دون حياء!!!
أما كان حرياً بآل سعود، وتوابعه في الخليج وغير الخليج، صرفُ الأموال على فقراء المسلمين في العالم لتطويرهم ونشر مبادئ الإسلام الصحيحة بينهم وتحقيق العدالة الإجتماعية لهم والوقوف بجنب فلسطين والفلسطينيين والقدس بدل نشر الإرهاب الذي أظهر للعالم وكأن الإسلام هو دين تدميرٍ وذبحٍ وحرقٍ للإنسان الذي هو أثمن رأسمال في العالم بل هو أثمن حتى من مكة نفسها فأصبح العالم يقول: “هذا ليس دين إقرأْ … بل هو دين إذبحْ” – نعم كان حرياً تحقيق ذلك بدل نشر الإرهاب الذي عاد وطعن الإسلام والمسلمين في الصميم ودمر أوطانهم وأهان دينهم على لسان من خدمهم آل سعود كعملاء ذليلين لستين عاماً؟!!.
ولكن… ولكن… ولكن ما الذي دهى بعضَ “قوميي” الأمس في العراق أن ينخرطوا اليوم في مشروع آل سعود الإرهابي المدمر الذي قضى بتأجيج الطائفية للهجوم تحت غطائها على الديمقراطية والديمقراطيين كخير وسيلة للدفاع عن مصالح آل سعود وطغمويي* العراق لمجرد أن صناديق الإقتراع وضعتهم في مكانهم المناسب بموجب الدستور الذي شاركوا في صياغته والتصويت عليه في نظام ديمقراطي غير مسبوق في تأريخ العراق القديم والحديث أي منذ آلاف السنين.
إنهم، الطغمويين، يشاطرون آل سعود مسؤولية الإساءة لسمعة الإسلام والمسلمين وأساءوا للعرب وفلسطين والفلسطينيين.
إن المصالح الطبقية الذاتية الأنانية هي التي جمعت وهابيي السعودية وطغمويي العراق في خندق واحد. ولو كان طغمويو العراق محبين، حقاً، للدين والمذهب لما تنكروا لمذهبي الإمامين الجليلين أبي حنيفة النعمان والشافعي ولمذهب آل البيت وهي أكثر المذاهب الإسلامية شيوعاً في العراق وأكثرها إعتدالاً في المشرق العربي وإنتصاراً للإنسان.
فتباً للنظام الوهابي والوهابيين وتباً للطغموية العراقية والطغمويين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*):الطغموية والطغمويون
الطغمويون هم لملوم من جميع أطياف الشعب العراقي حكموا العراق منذ تأسيسه وفق صيغة تبادل المصالح مع القوى الإمبريالية وبالحديد والنار للإنتفاع الطبقي من ثرواته المادية والمعنوية بذرائع مختلفة منها إدعاء القومية. لقد مارسوا في العهد البعثي سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والطائفي فاقترفوا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب؛ ولم يعد قادراً على إطاحة النظام سوى الله أو أمريكا. وأطاحت به أمريكا لأهدافها الخاصة، وفق المشروع العالمي الذي رسمه المحافظون الجدد للهيمنة على العالم، ولكنها ساعدت على تأسيس النظام الديمقراطي الذي جعله السيستاني نظاماً ديمقراطياً حقيقياً عراقياً لا شكلياً، ومن ثم أخرج العراقيون قواتها، أمريكا، واستعاد العراق استقلاله وسيادته في 1/1/2012 ورفض تمرير مشروع المحافظين الجدد باستخدام العراق كوسيلة. غير أن الأمريكيين ركبوا حصان داعش الذي أوجده الطغمويون وحكام تركيا والسعودية وقطر بإيحاء من أمريكا نفسها، ودخلوا العراق من الشباك.
بعد سقوط نظامهم في عام 2003 أجج الطغمويون الطائفية بأعلى وتيرة، بعد أن كانت مبرقعة مبطنة منذ تأسيس الدولة العراقية، وذلك لشق صفوف الشعب والمحافظة على ولاء أعوانهم ودفعهم الى عرقلة بناء العراق الديمقراطي الجديد عبر الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية إصطفافاً وتنفيذاً للمشروع الطائفي السعودي الوهابي المطروح على نطاق المنطقة والعالم لدرء خطر الديمقراطية الزاحفة على النظام في المملكة من الجار الشرقي ودرء خطر الإحراج الذي سببته إيران للمملكة بعد أن كشفت، إيران، تآمرهم على القضية الفلسطينية حينما مدت المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح بينما إقتصر الدعم السعودي على المال المسموم ثم إنحدرت الى مستوى التآمر لتصفية القضية الفلسطينية وتآمرت على التضامن العربي.
وقد انتفع الامريكيون من اثارة الطائفية في العراق بقدر كبير جداً وكفاءة عالية مستخدمين الطغمويين أنفسهم في هذا المجال كأدوات طيّعة لإضعاف العراق الجديد وتشويه الديمقراطية والإستهانة بها وتحويله، العراق، الى دولة فاشلة؛ وربما كان الأمريكيون هم المحرضين على تأجيجها وذلك من أجل تنفيذ مشروع المحافظين الجدد الحقيقي وهو الهيمنة على منابع البترول في العالم للي أذرع جميع الدول المؤثرة عالمياً للقبول بنتائج ما بعد الحرب الباردة التي جعلت الولايات المتحدة القطب الأعظم الأوحد في العالم، الأمر الذي أوجبته ضرورات معالجة أمراض النظام الرأسمالي المأزوم بطبيعته عبر تصدير أزماته للعالم وخاصة الفقير منه دون رادع.
أفشل العراق، على يد التحالف الوطني، مشروع أمريكا هذا الذي إصطدم مع المصالح الإمبريالية الأوربية أيضاً، ولكن إدارة الديمقراطيين الأمريكية أعادت إحياءه بعد إصلاح التحالف التقليدي مع أوربا الإمبريالية الذي هدده المحافظون الجدد بدافع الإنفراد والإستحواذ.
فرض الطغمويون والأمريكيون، بالإبتزاز، المحاصصة بعد تشويه مفهومي الشراكة والتوافق، مقابل مجرد المشاركة في العملية السياسية أي العملية الديمقراطية المعترف بها عالمياً وهي الوسيلة الوحيدة القادرة على حماية مصالح الجميع وبالتالي تحقيق التعايش المشترك والسلم الأهلي. ولكن الطغمويين لم يتراجعوا ولحد الآن عن رفضهم للديمقراطية وللآخر والسعي الحثيث لتخريبها وإفشالها ولو بإستدعاء قوى إمبريالية وعميلة لـ”ترتيب” أوضاع العراق لصالحهم.
كان وما يزال هذا الإصرار من جانب الطغمويين على الهيمنة على السلطة بأية وسيلة هو الجوهر الحقيقي للمســــــــــألة العراقـيــــــــــــــة ولم تليّن الهزيمة الإستراتيجية الداعشية من إصرارهم بسبب وجود الدفع والدعم الخارجيين لهم وتشرذم القوى العراقية الإسلامية الديمقراطية؛ ذلك الإصرار الذي لم تشخصه سوى المرجعية في النجف والحريصين من المسؤولين الذين تُحتمُ عليهم مسؤوليتُهم عدمَ البوح بهذا التشخيص تجنباً لشرعنة المشروع الطغموي ولتثبيت الإنقسامات كقدر لا مفر منه؛ ولكن المثقفين والفاشلين أهملوا هذا التشخيص وشوهوه بطروحات منتقصة أو زائفة رغم أن واجبهم المقدس يلزمهم بإبراز هذا التشخيص الذي يمثل الحقيقة الموضوعية الناصعة وتوعية الشعب والرأي العام العربي والإسلامي والعالمي بها وتوجيه الضغوط المعنوية على الطغمويين للحد من تماديهم في التخريب والإرهاب.
شكل الطغمويون والبرزانيون العنصريون تحالفاً غير رسمي مع الأمريكيين وتوابعهم في المنطقة حكام السعودية وتركيا وقطر كل لغايته؛ ولكن يجمعهم دفعُ العراق باتجاه الديمقراطية المشوهة والدولة الفاشلة لتنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني السعودي الذي صاغه المحافظون الجدد والقاضي بتفتيت البلدان العربية من داخلها وتمكين إسرائيل من الهيمنة على المنطقة بقفاز سعودي ولدينا مما جرى في سوريا خير مثال.
فَقَدَ البرزانيون إهتمامهم بالديمقراطية العراقية بعد أن أخذوا منها ما أخذوا ودسوا ما دسوا من ألغام في الدستور بتنسيق أمريكي معهم ثم إنخرطوا في المشروع الإمبريالي آنف الذكر على أمل تحقيق “مملكة برزانية” على حساب نضال الشعب الكردي لتحقيق طموحاته القومية المشروعة بالتحالف النضالي مع شعوب المنطقة، وعلى حساب إستقرار العراق ومصالحه.
الطغمويون لا يمثلون أية طائفة أو مكون لكنهم يدَّعون تمثيلَهم السنةَ لتشريف أنفسهم بهم والخروج من شرنقة الطغموية الخانقة الى ساحة الطائفة الأرحب. غير أن السنة براء منهم وقد نبذوا الطغمويين خاصة بعد توريطهم الجماهير إذ دفعوا بها الى العصيان لتغطية إحضار داعش الى العراق لإحداث تغيير ديموغرافي، ومن ثم دفعوا بها الى حياة النزوح في المخيمات تحت رحمة البؤس والشقاء وتهديدات داعش.
كانت هذه المغامرة الداعشية الخطرة الفاشلة قد ِشكلت الضربة الإستراتيجية القاصمة الكبرى للطغمويين ورعاتهم حكام أمريكا وتركيا والسعودية وقطر، وما عادوا قادرين على الإبتزاز وفرض المطالب فهم الفاشلون في معركة “الديمقراطية” الحاسمة.

للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع الرابط التالي رجاءً:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995

اترك تعليقاً