السيمر / الجمعة 17 . 02 . 2017
د . إبراهيم الخزعلي
طقوسٌ تأمُّليةٌ عند بَوّابة الغائب الحاضر
لَمْلَمْتُ ما تبقى مِنْ
مٍسْبَحَة الآلهة المغدور
واقتَبَسْتُ مِنْ
فَيْض روحه
النور والعطور
أبدء الصلاة في مِحْرابِهِ ،
فساعة أُسَبّحُ
وساعة بحُبّهِ مخمور
زرَعْتُ في عتبةِ انتظارهِ
الأمل والحب والزهور
وشربْتُ من صبرهِ المُعَتَقُ
المُرُّ، في لقائه عسل
أحَلّقُ في فضائهِ
ثُم أغفو
ثُم أصحو
ثُم أغفو
ثُم أصحو
عدد النجوم
آحلامي الخضراء،
وآهة تنفخ في المساء
في موقد الضلوع
في سَماواتِ الأماني
حمامةٌ تَنوحْ
لحظة تَحُطُّ بالقرب من جراحي
ولحظةٌ تطيرُ أو تدور
الشوق يعلو
ثُم يعلو ، ثُم يعلو
سحائبٌ حبالى
إشراقة تمطرُ من نور
ذا أنت على صهوة بيضاء جئت
وحيدا ولم يأت العراق؟!!
_ …………..
وعلى الوسادةِ تشتعل
آهة حرّى
والأدمع مدرارة تفور
سيّدي ..
البُعْدُ طالْ
البُعْدُ طالْ
وطالَ طالَ الأنتظارْ
الزمنُ الرّثُ
ريحٌ وأشرعةٌ
السفن المبحرة
تبحث عن شواطئ الأمان
وهي بلا رُبّان
عيونٌنا الحالمة
ذاب المدى فيها
والأفق النائي
تسمّر في الجفون
بيوتات الكادحين
تندبُ حظها
ثمة جرذان خرافية ،
تقرض
اعمدة السماء
الذؤبان تعوي
ولا قمر منير
عشتار تبحث في الفصول
عن ابجدية الحياة
تبحث في الحروف عن معاني
تبحث في الفضاء عن سماء
تبحث في الذاكرة
عن عالم الخلود
ولحظة البداء
تبحث في النفوس
عن ومضة من نور
تبحث عن مسلة العطاء
تبحث عن تلك اللواتي
ألْبَسَهُنَّ الغدر،
الحزن والسواد
تبحث عن مفتاح
بابها المفقود
تبحث عن تموز
فليس سوى صدى
عواء سربروس
في جنة النهرين
في جنة الفردوس
والحالمون هاهنا
أو هناك في الأكواخ
في البيوت
في المدن التي
رسمها تموز من شموس
أطفالها
نساؤها
اشعلوا الرموش ،
كالشموع
والحلوى والنذور للقاء
فعسى تموز أن يعود
ويبعث الحياة في الوجود
ويطرق الأبواب
الأملُ، والبشرى والحبور
من أي السماوات ستأتي،
من أي الفصول قادم ،
يا سيد الفصول ؟
وأنت أدرى ..
ما يجري أو يدور
بعد اللتيا والّتي
والسموات السود
الصباحات، تئن من جراحها
تنهشها ..
أنياب سربروس
اوباش ما
حوت القرى
من قاص
ومن دان
ووجها العبوس
صباحات شباط الراعفة
تأريخ دم وطقوس
ونزيف وجراح
أفعى الظلام
ليلنا طويل
أشباح الأساطير
في كل حيّ
كل درب
والبيوتات..
خراب
رسموا على ابوابها
أحلامهم ذئاب
وطلاسم ملغومة
هي إرث الأولين
9.02.2017
موسكو