السيمر / السبت 18 . 02 . 2017
حسين أبو سعود
ليلة البارحة
وسط تقلبات الأرق
طفحت جينات الشجاعة
وارتفع منسوب الجرأة في روحي
مررت بالمقبرة القريبة
هذا المسكن الدائمي لذوي الطباع المختلفة
من الجنسين
كاثوليك وبروتستانت
ملحدون ومؤمنون
ألقيت بثقل السنين على السياج الحديدي
الصورة موحشة متوحشة
وذرات الهواء مشبعة بالرعب
بدأ الموتى يتحركون وهم نيام
يريدون الوقوف فلا يقوون على القيام
وبدأت طقوس الضفة الاخرى
طقوس تحكي رغبات الموتى
في العودة الى الحياة
قطة سوداء مرت مسرعةً
جردتني من بقايا الثبات
كانت هاربة من ريحٍ سوداء
وتحول حفيف الشجر الى فحيح أفعى
والحشرات صارت تتطاير بكثافة
وتقلل من نقاء الصورة
ووضوح الرؤية
ورأيت الأزهار البرية بألوانها الزاهية
تتحول الى رؤوس الشياطين
وتنشر الرعب في كل جانب
حطت الخفافيش العمياء على شواهد القبور
وكأنها وجوه المجانين
واكتظ المكان بمخلوقات هلامية
ملائكة من نور
وجن من نار
ودون ان أتردد او اختار
شرعت بالفرار
تتعقبني ثعالب الليل
أي حقيقة أصل اليها بعد هذا العمر
وانا المتفرج الوحيد على المسرحية
حانت مني التفاتة نحو الوراء
فرأيت حارس المقبرة بلحيته الكثة
غارقا في ضحك هستيري
يضحك بصوت عال
انها التماثيل في الليل تبكي
وتضحك وتفرح وتحزن
ارتطمت روحي بتمثال فتح ذراعيه
وضمني
والتقط لنفسه معي صورة تذكارية
انه يشبهني في كثير من الأشياء
قلما يزور المقبرة أحد الا تراكمت في داخله تلال الشهوة
والحنين الى العناق
تسللت من بين ذراعيه القويتين
لأجد كل التماثيل تحيط بي ما بين ضاحك وباك