السيمر / الثلاثاء 28 . 02 . 2017
رواء الجصاني
80- ويرحلُ: غانم حمدون
.. وتعمدت ان أكتب اسم الراحل الجليل دون القاب وتوصيفات، لأن الكتاب يُقرأ من عنوانه كما عرفَ، ويُعرف… واظن – بل أجزم – ان الرجل يزداد فرحاً حين يأتي أسمه، لوحده، فهو يفيض، تلقائياً، بالألقاب والأوصاف… وبرغم كل ذلك وهذا، ها هو يرحل في غربة ومنفى، بعيدا عن وطن أحبه، واحباب يحبهم، ويحبونه فيه .
ومن يعرف الراحلَ الجليل، يرسخُ ما ذهبتُ وأذهبُ اليه، دعوا عنكم من جايّله، وتعلم منه، وعمل معه في مجالات متعددة المحاور: وطنية وسياسية وثقافية وتعليمية وتربوية وبحثية وأعلامية.. ولكن وأولاً، يعرف ويعترف الجميع بانموذجيته في التواضع والحرص والثبات والعطاء. ولنوجز بتعبير دالٍ ومعبر لا يليق إلا بـ “غانم حمدون” وقلة متفردة من أقرانه النجب… انه الرجل- الأنسان، وكفى !..
81- بين الملتزم والمتشدد
شائك – دون ايما شك – ذلك التمييز بين الصفتين التي نعنون لها، وخاصة حينما نريد الدقة والأناة، والأخذ والرد، والعودة للمعاجم والابحاث …. ولكن دعونا نبسّط ونوجز، ونرمي الكرة الى من يريد التوسيع والتدقيق بشأن تينك الصفتين، وكذلك الجدال حول “الحزبية” و”الوطنية”..
ندعي بان السياسي المنفتح، ذلك الذي ينظر للامور من زوايا اشملَ وأعمَ، يأخذ ويعطي، يجادل بالتي هي احسن، دون غلو واصطفاف مسبق، وفق رؤية لا تشددَ فيها نحو البلاد واهلها، وخاصة حين تكون الامورمثل تلك المعاشة، والمسموعة والمرئية التي تسود بلاد ما حول الرافدين، امس واليوم، وغداُ، القريب على الاقل …
أما زعمنا عن السياسي المتشدد، فهو انه ذلكم الاكثرالتزاماً بأطر وأفكار وسياسات، راهنة أو بعيدة المدى، يراها بمنظوره تقود الى تحقيق الامال المبتغاة، والاماني المرجوة على ما يتصور.. ولربما يرى ايضا بأنه الطليعة لـ “الوطنية” المطلوبة.. ولا مقصود محدداً هنا، فلكلٍ وعيه ومعرفته ودرايته وقناعته.
نثير هذا الامر دون خوض التفاصيل، وذلك اتقاء، وتقية، ولعل التساؤل وحده فضلٌ، خلاف الصامتين، كما نزعم من جديد .
82- اشارات حول جريمتين
تساءلَ صديق، يعيش الحدث داخل العراق، وليس متفرجاً من الخارج، خلاصته: لم امتلأت وسائل الأعلام المختلفة بالشجب وإلادانات بسبب التظاهرات الدامية، ضد الحكومة، بتاريخ السبت 2017.2.11 والتي راحت ضحيتها كوكبة من الشهداء والمصابين، بينما قلّت – نسبيا بالطبع – حملات الشجب والأدانات والتصريحات بعد تفجيرات “البياع” الدامية ضد الناس، بتاريخ الخميس 2017.2.16 برغم ان عدد شهداء وضحايا الجريمة الثانية كان عشرة أضعاف الجريمة الاولى ..
حرتُ جواباُ على ذلكم التساؤل، و”عسى” ان يتصدى له المعنيون من ذوي الصلة، من النابهين وغيرهم، وهم كثرٌ كثيرون، وسواء في الأقوال، أو التقولات !…