الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / جدار تركيا العازل يغلق أبواب العودة أمام من عبروا حدودها بسلاحهم إلى سوريا

جدار تركيا العازل يغلق أبواب العودة أمام من عبروا حدودها بسلاحهم إلى سوريا

السيمر / الثلاثاء 07 . 03 . 2017 — على طول الحدود الشمالية الغربية لسوريا يظهر مستجد جديد يتداخل بالمنطقة الجبلية الأكثر وعورة في الجغرافيا السورية، ألا وهو الجدار العازل الإسمنتي الذي تبنيه تركيا على حدودها مع سوريا، ليغلق طرقا لطالما كانت مفتوحة على غاربها أمام كل ما تحتاجه حرب القوى العظمى على الأرض السورية
قال قائد ميداني في حديث لوكالة “سبوتنيك” إن “الجيش السوري وجه إنذارات لآليات وجرافات تركية كانت تنوي التوغل داخل الأراضي السورية لبناء الجدار العازل، وأمرها بالتحرك الفوري والانسحاب إلى الحدود السورية التركية المؤقتة، مضيفا أن الجرافات والآليات امتثلت لأوامر الجيش السوري وعادت أدراجها إلى الأراضي التركية”.
شركة “توكي” التركية التي تتولى بناء الجدار استكملت حتى الآن بناء حوالي 7 كيلومترات منه على جهة اللاذقية على الساحل السوري.
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية، وفيق نصور أن “تركيا ترمي من خلال بناء هذا الجدار إلى منع الإرهابيين الذين تسللوا إلى الأراضي السورية أمام أعين السلطات التركية من الرجوع إلى تركيا”.
ويقول نصور إن “الجدار هو عبارة عن إغلاق الطريق بوجه هذه الأفاعي التي زجت في الداخل السوري”، مضيفاً أن السلطات التركية أحرقت المراكب خلف هذا الإرهاب الذي صنعه وشغله خلال فترة الأزمة السورية بعدما فشلت العناوين الاستراتيجية، وتركهم أمام مصيرهم بمواجهة الجيش العربي السوري”.
وأشار نصور إلى “وجود مشكلة حقيقية أمام الدول التي تآمرت وشغلت هذا الإرهاب في قدرتها على استرداد واستيعاب هذا الارهاب الذي جمع وزج داخل الأراضي السورية”.
حيث قال “هم يدركون أن القيادة السورية وحلفاءها ماضون في تحرير كل الأراضي السورية، وهذا الارهاب الذي جمع في إدلب شمال سوريا سيواجه بمعركة قادمة لا محالة وهي من ضمن خرائط وحسابات القيادة العسكرية السورية، والتي ستفضي إلى تسوية أوضاع المسلحين السوريين الذين غرر بهم بالمال والفتاوى”.
وقال إن “الخطر على تركيا يكمن بالمسلحين الغرباء وهم كثر في محافظة إدلب والخوف في أن يفروا إلى الداخل التركي”.
وأضاف أن الساحة التركية بدأت تلتهب مؤخراً من الإرهاب، حيث وقعت التفجيرات والاغتيالات والهجومات”.
وقال الخبير العسكري إن السلطات التركية لا تحتاج إلى جدار من الحصى والرمال والأسلاك الشائكة بقدر ما تحتاج إلى جدار من الإرادة السياسية التي تقوم على رفض هذا الإرهاب وعدم تبنيه، وبسياسة إعلامية واضحة بعيدة عن النفاق والمماطلة”.
وأضاف “ما نراه اليوم هو إقدام تركيا على بناء الجدار العازل على طول الحدود السورية التركية، والمعلومات تقول إن الجدار سيبلغ طوله حوال 911 كم”، مبينا أن القسم الأكبر الذي أُنجز فيه هو بين حلب وإدلب، وهناك معلومات تقول إن الأتراك اعتدوا على سوريا ودخلوا أراضيها بحجة وجود الإرهاب الذي لا تعنيه لا الأرض ولا الجغرافيا…يبيع ما يشاء من الأرض.
وتابع نصور “إن التركي يدعي مقاتلة إرهاب “داعش” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي ويدعمها في العراق…هذه السياسة لم تعد تنطلي على أحد ولم تعد مفيدة أبدا في المشهد الجديد الذي يعطي انطباعا بأن هامش المؤامرة التركية أصبح ضيقا، في حال استمرت في سياسة دعم ورسملة واستثمار هذا الإرهاب للحصول على أطماع إخوانية عثمانية في هذه المنطقة”.
واستطرد، قائلاً إن “الفشل الكبير للمجموعات المسلحة بالداخل السوري قد تعود التبعات على تركيا وعلى بقية القوى التي شاركت في المؤامرة على سوريا مع هذا الفشل، بالإضافة إلى الممارسات الديكتاتورية في الداخل التركي”.
وأضاف أن “القراءة الموضوعية تقول إن الخيارات باتت ضيقة أمامها وعليها أن تتبنى سياسة مختلفة تماما” (عن السلطات التركية).
وقال “كلما تقدم الجيش السوري واقترب من إنجاز معركة تقترب من الحدود السورية التركية، فإن من مصلحة الأتراك أن يسارعوا في إنجاز الجدار لمنع هذا الإرهاب من التوغل إلى الداخل التركي وهذا شيء واضح لأنه السبب الحقيقي والرئيسي”.
وقال نصور إن رأس الحربة في هذه الحرب على سوريا هو التموضع الجغرافي وقرب الحدود والتشابك بالحدود مع تركيا بحدود طويلة تصل إلى حوالي 800 كم”.
وأضاف أن “الحدود السورية التركية تحولت إلى معسكرات لتدريب هذا العدد الكبير من الإرهاب الذي تم جمعه من جميع أنحاء العالم على الحدود مع تركيا في معسكرات تدريب، وقدمت لهم كل أسباب وأدوات التدريب والخدمات والدعم اللوجستي والإمداد بإشراف خبراء عسكريين أمنيين من بريطانيا وإسرائيل، وتم إثبات ذلك بالوثائق المؤكدة، بالإضافة إلى الدعم المخابراتي التركي والدعم اللامحدود من حزب العدالة والتنمية”.
كما تحدث نصور عن وجود معلومات تفيد بأن البلدات التي سكن الإرهابيون فيها على الحدود السورية التركية كان سكانها الأتراك يعانون فيها من سطوة وتسلط المسلحين، وقدموا عدة شكاوى ودعوات للحكومة التركية التي كانت تقف إلى جانب الإرهابيين ضد مصلحة الشعب التركي الأصلي لهذه البلدات”، مضيفاً أن عددا من الأسر التركية غادرت هذه البلدات هربا من استبداد هذه المجموعات الإرهابية المسلحة وهذا الكلام موثق وعلى لسان إعلاميين ومثقفين أتراك.
وأضاف أن “الحدود كانت عبارة عن ممرات شرعية وغير شرعية للدخول باتجاه الأراضي السورية والتوغل بإشراف تركي مخابراتي للقيام بأعمال القتل والتخريب والعدوان داخل الأراضي السورية ومن ثم العودة إلى المعسكرات داخل الأراضي التركية التي انطلقوا منها”.
وتابع الخبير العسكري، قائلاً “وكان هناك عربات إسعاف تابعة لوزارة الصحة التركية تشرف على إخلاء جرحى المسلحين إلى المشافي التركية لعلاجهم”.
بعد انجازات الجيش العربي السوري مؤخرا وخاصة في ريف اللاذقية لما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة جدا بحيث أن الإنجاز السريع والمتواصل في هذه المنطقة قد أعطى دفعا وكان له هزات ارتدادية واضحة على كامل الجغرافية السورية على كافة الجبهات”.
وأشار نصور إلى “خصوصية الساحل السوري التي تكمن في ما تتمتع به هذه المنطقة من الميزات الجغرافية والجيوسياسية والبحر والموانئ والمرافئ التي هي رئة شريان الإمداد للدولة والشعب السوري مؤخرا، بعد أن أغلقت كل الحدود مع تركيا والعراق التي يسيطر الإرهاب على المناطق العراقية الحدودية مع سوريا ومع الأردن التي تشارك في المؤامرة على سوريا ومع لبنان التي كانت إلى حد ما غير آمنة، لذلك بقي البحر هو المنفذ التجاري الوحيد…ما يكسبها أهمية كبيرة جدا”.
وقال إن “إنجاز الجيش السوري بريف اللاذقية أعطى دفعا كبيرا لإنجازاته على بقية الجبهات، بحيث نستطيع القول إن من يخفق ويفشل بريف اللاذقية قد سقط من يده مشروع إسقاط الدولة السورية”.
وقال نصور إن “المشهد تغير بالكامل أمام التركي، وأصبح هناك مشهدا مختلفا لم يكن بالحسبان، حيث كان ما يتوقعوه ويبثوه في وسائل الإعلام بأن الدولة السورية ستسقط خلال أسابيع أو أشهر قليلة…لكن الدولة لم تسقط وبدأت الأشهر التي يتحدثون عنها لصالح الجيش العربي السوري، ترجمت على الأرض بإنجازات ميدانية استثمرت على الطاولة السياسية بشكل أعطي مشهدا مختلفا للمنطقة برمتها، مما دفع الى إعادة حسابات بسيطة وغير مرئية ولو تحت مظلة المماطلة والتسويف والخداع”.
وتحدث نصور عن الأهمية الاستراتيجية للساحل السوري في منع انهيار سوريا، حيث قال “لو عدنا إلى بدايات الأزمة السورية تم إشعال الجغرافيا التركية من الأطراف والوسط من درعا في الجنوب واللاذقية في الغرب وحمص بالوسط…وكانت اللاذقية هي الأساس”.
وأضاف إن “الدول المتآمرة على سوريا حاولت إشعال فتيل الفتنة الطائفية مع إدراكها بالتوزع الديموغرافي في الساحل السوري من جميع الطوائف، محاولة التسرب من هذه القناة واللعب على هذا الوتر لإشعال حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس وتمتد لبقية المحافظات وتسهل عليهم تنفيذ المؤامرة وإسقاط الدولة السورية تلقائيا”.
وأضاف “هم اعتقدوا ذلك، ولكن لم تكن لديهم فكرة عن ثقافة هذا التعايش والوعي والاندماج بين مكونات المجتمع السوري وخاصة في الساحل”.
وقال “عندما يئسوا من ذلك دخلوا إلى ريف اللاذقية عسكريا من الشمال انطلاقا من الحدود التركية، مستفيدين من الطبيعة الجغرافية المعقدة في الجبال والوديان والأحراش والارتفاع التي تصعب بها عمليات المتابعة والرصد لأعظم جيوش العالم أن تغطي هذه المنطقة واستطلاعها ورصدها وأن تغلق كل المحاور والإمداد…استغلوا هذه الناحية وتسللوا ودخلوا القرى وارتكبوا مجازر مروعة فقد أصبح العالم بأكمله يملك ثقافة وافية عن هذه المجازر التي ارتكبوها وشردوا الأهالي واختطفوا الأطفال والنساء واعتدوا بالقتل والبربرية على الأهالي”.
وتابع نصور “هم يدركون تماما أن الساحل السوري هو شريان الإمداد…لذلك حاولوا القبض على الساحل السوري بالكامل…إلا أن القيادة السورية كانت متيقظة لهذه الحسابات لتركيز الجهود في هذه المنطقة وكثفت من عملياتها العسكرية”.
ولفت الخبير العسكري إلى أهمية الخطة العسكرية التي اتبعها الجيش السوري في ريف اللاذقية، حيث قال: “كان هناك عمل عسكري بلغة تكتيكية عسكرية ناجحة جدا في قضم مساحات ومن ثم التثبيت والتهدئة في محور والمهاجمة في آخر، إلى درجة أن الجيش السوري في ريف اللاذقية بهذا الإنجاز استطاع أن يحول هذه الطبيعة من خصم محتمل إلى حليف استراتيجي بالتكتيكات التي اتبعها الجيش، لذلك كان الإنجاز سريعا جدا”.
وأضاف “في أقل من شهرين استطاع الجيش أن يجتاز كل هذه المناطق ويحرر أكثر من 95 بالمئة من ريف اللاذقية، وبهذا الإنجاز سقطت عناوين استراتيجية كبيرة لهذا المشروع، وشهدنا بعد ذلك الإنجازات تتوالى في ريف حمص وحلب وريف دمشق وتدمر وغيرها”.

سبوتنيك

اترك تعليقاً