السيمر / الجمعة 10 . 03 . 2017
1945 حتى عام 1949
مع تقدم الجيش الاحمرالمقاوم للجيش النازي الالماني ادى تقدمهم الى هجرة العديد من الالمان ولجوئهم الى الدنمارك
في كانون الثاني 1945 وبداية نهاية الحرب العالمية الثانية مع تقدم الجيش الاحمر او الروسي على النازيين وسقوط مدينة برلين في ايدي الجيش الاحمر نتج عنه هروب 2,5 مليون لاجئ الماني تحديدا من المانيا الشرقية وتدفق اللاجئين بالبواخر من الجبهات الشرقية الى الغرب وغرق 20,000 لاجئ في الجهة الشرقية تحت قصف الحلفاء ويوميا كانت تصل البواخر المحملة بالاف اللاجئين من شرق المانيا الى ساحل لانغ لينية في كوبنهاكن وفي يوم السبت لعيد المسيحيين جاءت 5 بواخر محملة ب 17,500 لاجئ الماني وجندي جريح وحتى يوم التحرر من الاحتلال النازي كانت الدنمارك قد استقبلت 244,493لاجئ وكانت عدد النساء تقريبا 49% اما عدد الاطفال كان 38% واما كبار السن كانوا تقريبا 13% من المجموع الكلي وكان على ساحل ميناء الفريهاون الالماني 35,000 لاجئ الماني لم يسمح لهم بالدخول حينها الى اراضي الدنمارك بل تم اعادتهم بنفس اللحظة الى المانيا ومع نهاية الحرب العالمية والتحررمن الاحتلال النازي وجد انه يتعذر ارسال اللاجئين المتواجدين في المعسكرات الى المانيا ولهذا تقرر توزيع اللاجئين على معسكرات عديدة في مدن مختلفة في الدنمارك رغم ان الحكومة الدنمركية كانت تهدف الى اعادة اللاجئين الى اوطانهم ولكن حتى شباط فبراير1949 تم خروج اخر لاجئ الماني من الدنمارك بعد اربعة سنوات طويلة في المعسكرات اللاجئين في الدنمارك.
والبواخر كانت تبحر يوميا من المدن البحرية في شرق المانيا الى المدن البحرية الغربية المجاورة مليئة بالاطفال وهم يصرخون ويبكون خوفا من الغرق والكثير منهم ماتوا في تلك الرحلات وكانت البواخر تصل الى جزيرة يولاند الثانية في الدنمارك والاهالي كانوا يتكفلون كل اوجه المساعدات الى اللاجئين من الطعام والملابس والتعليم والصحة والنشاطات وكان اللاجئين ينامون في المدراس والكنائس وكل مكان يمكن لهم ان يضعوا اجسامهم على الارض في الدنمارك حتى في شارع النوربغو المعروف حتى اليوم بتجمعات الاجانب كان من اهم المحطات لللاجئين الالمان كان فيه 4000 لاجئ الماني ينامون في صالة نوردفيرك التي تعرضت لهجوم تخريبي من المقاومة المسلحة لانها في صيف 1943 اصلحت طائرة المانية وكانوا اللاجئون الالمان ينامون في صالة لعب التنس في منطقة هيلةغوب حيث عاش اللاجئين في مربعات من الكارتون صناديق ورقية سميكة التي كانوا يفصلون اسرتهم عن بعضها البعض وبكل الاحوال في النقاشات الشعبية بين الاهالي كان عدد قليل من الشعب الدنمركي يتعاطف مع اللاجئين الالمان فالغالبية كانوا يهتفون اخرجوا اللاجئين من الدنمارك وارسلوهم الى معسكرات الاعتقال الالمانية حيث ينتمون !
ومع اعلان التحرر من الاحتلال النازي في الخامس من ايار احتفل اهالي كوبنهاكن ولكن اللاجئين الالمان كانوا مفزوعين خوفا من مستقبلهم المجهول وكان يقول بعضهم هل يقتلونا ام يشنقونا ماهو مصيرنا حسب قول بعض اللاجئين , فالدنماركيون يكرهونا بكل تاكيد لان هتلر احتل وطنهم !
في عام 1945وصل عدد الوفيات الى 13,493 لاجئ في الدنمارك منهم 7,746طفل تحت سن الخامسة عشرماتوا بسبب امراض التهاب المعدة والامعاءوالحصبة والحمى القرمزية,وقلة التغذية وكان من الممكن تجنب هذه الوفيات للاطفال لو ان الاطباء عالجوا الاطفال ولكن رفض الاطباء علاج اطفال اللاجئين الالمان مما ادى الى وفاتهم بهذه الامراض والجدير بالذكر لم يتم تسجيل اسماء واعمار اللاجئين الالمان عندما وصلوا للدنمارك ولكن عندما تم بناء معسكر في منطقة كلوفير ماركن تم تاسيس مكتب اداري لتسجيلهم ووصل عددهم الى 1,2 مليون لاجئ الماني في حين تواجد اكثر من 3,400 لاجئ في معسكر في مدينة ارهوس في الجزيرة الثانية للدنمارك وكانت النساء اللاجئات بين سن 14و60 ووكلوا بمهمة تقشير كمية معينة من البطاطا والجزر واللهانة يوميا ولم يكن اللحم ضمن قائمة الطعام اليومية الا نادرا وبكميات قليلة جدا بسبب الاعداد الكبير من اللاجئين بحيث ان كل لاجئ ينام ويتحرك على 2,5 متر مربع في المعسكرات لم يكن عدد الاسرة والاغطية يكفي جميع اللاجئين ولم يكن من الممكن تدفئة المعسكرات بشكل جيد ولهذا فان شتاء 1946 و1947 كان قاسيا جدا عليهم وخاصة مع سقوط الثلوج والعواصف الباردة لم يكن لللاجئين الالمان خشب كافي لاشعاله لتدفئة معسكراتهم المهترئة الجدران ذات فتحات وثقوب كثيرة المنافذ, وفي معسكر مدينة ارهوس في الجزيرة الثانية كان 13 بالمئة من اللاجئين رجال كبار السن فوق سن الستين اما النساء اللاجئات كانت قد وكلت لهن مهمة صنع الطعام مع الظروف البدائية البائسة لتحضير الطعام للمعسكر بكامله وكان معسكر اوكسبول سادس اكبر معسكر لللاجئين في الدنمرك يضم 36 الف لاجئ وبعض اللاجئين تم وضعهم في اسطبلات الاحصنة بسبب ضيق المكان وكانوا يقفون بالطابور للحصول على وجبة طعام والمحظوط من اللاجئين يحصل على غرفة ينام فيها مع سبعة اشخاص او اكثر وعائلتين او اوكثر في نفس الغرفة او يختار النوم في الاسطبل مع الاحصنة والخنازير وكان الاطفال ينتظرون ثلاث اسابيع للحصول على ماء ساخن للاستحمام حيث يتجمع الاطفال جميعا في مكان واحد وكل طفل ياتي بانية مدورة مثل طشت يحمله امامه ويتم صب الماء الساخن على رؤسهم بهذه الطريقة اما الاطفال الرضع كانوا يجمعوهم جميعا على سرير واحد مشترك كبير في وضع غير انساني على الاطلاق بسبب ضيق المكان ونجد ان 15,000 لاجئ الماني توفي عند وصوله للدنمارك او بعد اقامته بفترة قصيرة في معسكرات اللجوء وتم تجميع الوفيات في 34 مقبرة متوزعة في انحاء الدنمرك. وكان يمنع منعا باتا الاختلاط والحديث مع اللاجئين الالمان حيث يعاقب عليه القانون ومع هذا نشاهد في الصفحة رقم258 صورة لامراتين المانتين تحاولان التسلل من تحت الاسلاك الشائكة المحيطة بمعسكر اللاجئين وصورة اخرى في الصفحة 259 امراتان لاجئتان تم القبض عليهن وتسلميهن الى قائد المعسكر وكانت القضايا غالبيتها حول تحديد النسب للطفل حيث الام المانية والاب دنمركي او قضايا تسلل دنمركيين الى معسكر اللاجئين وهكذا . اما النساء في معسكر البورغ كن يعملن بصناعة السكاير والسيكار ينتجون كميات كبيرة للغايةيوميا . ومع نهاية الحرب وفي نوفمبر 1946 حتى شباط فبراير 1949 تم ترحيل 147.858 لاجئ من المعسكرات في الدنمرك الى غرب المانيا رغم ان الغالبية من اللاجئين كانوا من جاؤا من شرق المانيا او من المانيا الشرقية وللعلم عند تشكل الدولة الالمانية كانت حكومتها عام 1965 تهتم برعاية مقابر الالمان في الدنمارك الا ان منظمة الشباب الالماني من منتصف 1950 كانت ترسل متطوعين شباب من الجمعية لرعاية مقابر الالمان في الدنمارك …..
وللحديث تتمة في الجزء الرابع