الرئيسية / الأخبار / مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ يجدِّد مناشدته المرجعيَّات الدينيَّة الضغط على الحكومة لتوفير الخدمات ومحاربة المفسدين

مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ يجدِّد مناشدته المرجعيَّات الدينيَّة الضغط على الحكومة لتوفير الخدمات ومحاربة المفسدين

السيمر / السبت 15 . 04 . 2017 — جدَّد مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 14/4/2017 مناشدته المرجعيَّات الدينيَّة الضغط على الحكومة؛ من أجل توفير الخدمات للمواطنين ومحاربة المفسدين والقضاء على الرشى والمحسوبيَّة، مُشدِّداً على أهميَّة تعديل الدستور وبعض القوانين ومنها قانون المُفوَّضية وقانون الانتخابات.
وأشاد الشيخ علي قاسم خلال خطبة صلاة الجمعة، التي أُقِيْمَتْ في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، بالجهود والتضحيات التي يُقدِّمُها أبناء الحشد الشعبيِّ والجيش العراقيّ، مُؤكِّداً على أنَّ تلك الجهود يباركها الأخوة في المناطق الغربيَّة من البلاد والكرد من أبناء المناطق الشماليَّة، لافتاً إلى أنَّ الكثير من الأطراف السياسيَّة وغيرها سواء الداخليَّة أو الخارجيَّة فخورون بالحشد وتضحياته وجهوده المُضنية لتحرير الأراضي التي احتلتها التنظيمات الإرهابيَّة، مُبيِّناً أنَّ هناك من يريد أن يشارك ولو بصورة فخريةٍ معهم لتسجيل اسمه في سجِّل الانتصارات التاريخيَّة الباهرة والمعركة المصيريَّة الحضاريَّة التي يخوضها العراقيُّون نيابةً عن العالم بأسره.
وندَّد قاسم بما تقوم به بعض الشخصيَّات في إقليم كردستان لزعزعة الوضع في شمال العراق وإرباك الساحة العراقيَّة من خلال إثارة بعض المشاكل في الوقت الذي يواجه فيه العراقيُّون أخطر الأزمات سواء السياسيَّة أو الأمنيَّة أو الاقتصاديَّة، حاضّاً ما أسماها بالشخصيَّات غير المُنتخبة بضرورة التنحِّي عن المناصب التي استولت عليها في الإقليم بطريقةٍ غير دستوريَّةٍ ولا قانونيَّةٍ، حاثاً الجميع إلى التوحُّد في مواجهة العدو المُشترك ونبذ الخلافات التي تضرُّ البلد وتُسهم في ضعضعة استقراره.
وأبدى مُمثِّلُ الحيدريِّ مخاوفه من حدوث أزماتٍ كبيرة تتسبَّبُ باندلاع الحروب وسفك دماء الأبرياء من البشر، مُلمِّحاً إلى التصعيد الإعلاميِّ والعسكريِّ الذي قامت به الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة في الأيام القليلة المنصرمة وتحرُّك أساطيلها وحاملات طائراتها باتجاه شبه الجزيرة الكوريَّة، مُناشداً الأطراف في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة للوقوف بوجه المحور الأمريكيِّ السعوديِّ التركيِّ الرامي إلى زيادة معاناة الشعب العربيِّ السوريِّ وإثارة الفوضى؛ من أجل إلحاق سوريا بركب الشعوب العربية التي تعانى الفوضى وعدم الاستقرار كاليمن وليبيا والعراق، عادّاً الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات داخلةً في هذا الإطار.
وسلَّط الشيخ علي قاسم الضوء على الجهود الفكريَّة والعلميَّة والمنظومة المعرفيَّة الدينيَّة التي أسَّس مرتكزاتها النظريَّة السيِّد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)، مُشيداً بصفة الموسوعيَّة التي اتسم بها والمعالجات الواقعيَّة التي طرحها لتنظيم المجتمع الإسلاميِّ في اتجاه بناء الدولة لا سيما في التنظير للاقتصاد الإسلاميِّ والنظريَّة الاجتماعيَّة للإسلام، مُنبِّهاً إلى حالة الاتِّـساق والملاقحة الفكريَّة بين المعاصرين له كالشهيد مرتضى المطهَّري، مُعرِّجاً على الحالة الدينيَّة في إطارها المجتمعيِّ إبان مرجعيَّة السيِّد الشهيد محمد صادق الصدر(قدس) وما مثَّلته من ثورةٍ حقيقيَّةٍ نجحت في تثبيت الحالة الإسلاميَّة في المجتمع العراقيِّ، وإن لم يُكتَبْ لها النجاح في إطار تغيير نظام الحكم الذي نجحت في تحقيقه الثورة الإيرانيَّة عبر الثورة التي قادها السيِّد روح الله الخمينيِّ (قدس).
وفي السياق ذاته، دعا قاسم إلى مساندة مرجعيَّة السيِّد كمال الحيدريِّ التي وصفها بأنَّها مرجعيَّةٌ استطاعت لمَّ خيوط تلك الرؤى والمنظومات التي سبقتها فتمكَّنت من توسعتها لتكون أكثر نضجاً واستجابةً للواقع، مُنوِّهاً بصفة الشموليَّة التي اتَّسمت بها وإلى انتقالها من إسلام الحديث إلى محوريَّة القرآن، فضلاً عن دعوتها للتوحيد ونبذ كلِّ ما من شأنه هدم العقيدة والأخلاق، مطالباً باستنهاض الهمم للعمل بغية إيصال صوت الدين وصدى هذه المرجعيَّة للعالم؛ لأنَّها أُّسِّسَتْ للعالم أجمع.
ومرَّ على الذكرى الميمونة لولادة الإمام علي (ع) ذاكراً مناقبه والآيات القرآنيَّة والأحاديث الشريفة التي تشيد به، وتُبيِّن فضله للأمَّة وضرورة تقديمه على غيره، تالياً بعض الكلمات القصار من حكمه المضيئة.
واستكمل الشيخ علي قاسم سلسلة بحوثه عن التقوى واليقين، مُسلِّطاً الضوء على تفسير قوله تعاله : ” يا أيُّها الإنسانُ إنَّك كادحٌ إلى ربِّك كدحا فملاقيه” مُشيراً إلى أنَّ الإنسان ساعٍ إلى هدفه الأسمى وهو الكمال؛ لذا وصفه الله بالكدح وهو العمل الشاقُّ المُتعب والنهاية لكلِّ ذلك الرجوع إليه، كما في قوله “فملاقيه” ، لافتاً إلى أنَّ الإنسان الساعي إلى الله عليه بخبايا نفسه يفتِّش فيها ويُصلح نفسه من خلالها فيعرف ربَّه حقَّ معرفته ويشكره على كلِّ نعمةٍ ليصل إلى المعرفة الحقيقيَّة النهائيَّة التي بها ينعم ويسعد وبها يُجازَى، واصفاً ذلك بالاندكاك والفناء في الله ورضاه، مُوصياً بالابتعاد عن السقوط في شهوات النفس ومغريات الدنيا، والاقتداء بإمام المتَّقين والعارفين عليٍّ (ع) الذي بلغ أسمى مراتب التقوى واليقين.
وأكَّد قاسم أهميَّة أن يتطابق العقل مع القلب واللسان مع القلب وأن يكون ظاهر الفرد وباطنه واحداً والفرح بذلك المستوى الذي وصله، مُستشهداً بقول عليٍّ(ع): ” وايم الله لأروِّضنَّ نفسي رياضةً تهشُّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً وتقنع بالملح مأدوماً” حاثاً على قناعة الفرد بما عنده وعدم نظره إلى غيره وأن يسأل الله العافية والصبر والتحمُّل؛ حتى تفرح النفس بما قُسِمَ لها.

اترك تعليقاً