السيمر / السبت 15 . 04 . 2017
*عبد الجبار نوري
قد أستحضر عبارة الفنان عادل أمام في فيلم عمارة يعكوبيان عن رواية علاء الأسواني حين أختلطت عليه أوراق اللعبة السياسية بين سفارة العدو الأسرائيلي الذي بيده الجوكر الفائز وبين الحكومة المصرية الضعيفة والمنبطحة وبيدها الأوراق الخاسرة ، وأندفع يصرخ وسط الشارع المصري {— أنّهُ زمن المسخ —-أنهُ زمن السيرك !!!} ، ويبدو أننا نعيش زمن المسخ وزمن السيرك في تعطيل القانون العراقي والأنفلات الأمني وغياب هيبة الحكومة والمصير المجهول الذي ينتظرنا !!! ، ربما سأسرد حكاية من باب الهذيان لأجد متنفساً لما نعانيه من مرارة الوضع المزري في وطني { الحكايه/– هرب الفيل من الغابة — سألوه لماذا تهرب ؟ قال لأن الأسد قرر ان يقتل الزرافة ، قالوا لهُ لكنك فيل ولست زرافه ، فقال أعلم هذا ولكن الأسد كلف الحماربمتابعة الموضوع } الحكمة / حين تتولى الحمير الأمور فاطلب ( لجوء ) !!!
رحماك يا أبتاه وأنت مضرب مع عمال السكك عام 1952 وقلت لي : اليوم نحن نصارع أبو ناجي – يقصد بريطانيا – وغدا أنتم تواجهون أكبر غول لاعب سيرك في زمن المسخ ،، وتحققت نبوءتك يا حاج في 2003 أنهُ حقاً زمن المسخ زمن السيرك زمن الأحتلال الأمريكي البغيض ، زمن أفلونزا الخنازير ، زمن وباء أيبولا العقول والأرواح قبل الأجساد ، زمن الخواء الفكري بأنعدام البعد الأنساني والمستلب منهُ الوعي الطبقي لجيلٍ خارج من رحم الحروب العبثية بهوياتٍ مختومة من موجات الفوضى ، وكلٌ منهم يغتي لليلاه بأحزابٍ وقلوبٍ شتى يتوحدون بنظرية التفكيك والأنقسام وهم اليوم تحت يافطة ” سماسرة السلطة والدم .
فظهر السبب وبطُل العجب لتعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية لهجوم غادر الثلاثاء 11 نيسان 2017 بأيدي عصابات منفلتة خارجة عن القانون أصطفت مع أعداء الحزب الشيوعي العراقي وهم معروفون بالغباء والجهل والفشل ، كنت أتمنى من هؤلاء الغوغاء توجيه أسهم غدرهم إلى بؤر لصوص المال العام أو إلى داعش الأرهابي الذي يستبيحُ الأرض والمال والعرض لا إلى أقدم وأعرق حزب منذ تأسيسه في 31 آذار 1934 تجاوز الثمانين بيد أنه لم ولن يشيخ لأنه ولد من رحم الأمة العراقية للضرورة الموضوعية الحياتية وكان سر ديمومة وعظمة هذا الحزب أحتضان الجماهير الواسعة لهُ ، فاصبحت تلك الطبقات الأجتماعية سندا ومؤيداً لهُ في نضاله وتضحياته السخية للوصول إلى ما يصبو أليه الشعب العراقي { وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد } وقوة هذه الثقة التي حصل عليها من جماهير الشعب هو دفاعه المستميت عن الحرية والديمقراطية والعيش الكريم والضمان للأجيال المستقبلية ، وقد توافدت على مقر الحزب شخصيات أجتماعية ووجوه وطنية وممثلين عن قوى وأحزاب ووفود رسمية وأمنية ووفود عشائرية ، أستنكرت هذا الفعل الأجرامي الجبان معلنة تضامنها مع الحزب الشيوعي العراقي .
وللضرورة أحكام أن نسأل من هم أعداء الحزب الشيوعي العراقي ؟ وأترك للقاريء الكريم أين تضع هذا السفاح الآثم الذي تجاوز على مقر حزبنا الشيوعي العراقي في مدينة الديولنيه ؟
-الأستعمار والأمبريالية وعملاؤهما في الداخل والخارج .
– النظم الدكتاتورية والأقطاع ورجال شركات النفط .
– الكارتلات الكومبرادورية .
– المنظمات الأرهابية .
– مافيات الفساد المالي والأداري .
– اليمين المتطرف في الآيديولوجيات الدينية الأصولية المتشددة والشوفينية القومية الأثنية ، وحزب البعث .
المجد وكل المجد للحزب الشيوعي العراقي والعلياء لشهدائه المناضلين الأبرار
والخزي والعار للعصابات السائبة الخارجة عن القانون
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب