السيمر / الثلاثاء 02 . 05 . 2017 — أسقطت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين دعوة تتبناها منذ فترة طويلة إلى تدمير إسرائيل لكنها قالت إنها ما زالت ترفض حق إسرائيل في الوجود وتدعم “المقاومة المسلحة” ضدها.
وفي وثيقة سياسية عرضها في الدوحة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة أشارت حماس أيضا إلى أنها ستنهي ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين في خطوة تهدف على ما يبدو إلى تحسين علاقات حماس مع الدول العربية الخليجية فضلا عن مصر التي تصنف جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية.
وردت إسرائيل على الإعلان باتهام حماس بأنها تحاول “خداع العالم” كما استقبلته حركة فتح، المنافس السياسي الرئيسي لحماس، بفتور أيضا.
جاءت الوثيقة السياسية قبل يومين من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن وبعد أيام من إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رويترز أنه قد يسافر إلى إسرائيل هذا الشهر وأنه لا يرى سببا لعدم وجود سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مشعل للصحفيين إن الحركة لا تريد تمييع مبادئها وإنما تريد أن تكون منفتحة وتأمل أن تؤدي الوثيقة إلى تغير مواقف الدول الأوروبية تجاهها.
وقالت حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، في الوثيقة إنها توافق على إقامة دولة فلسطينية انتقالية على حدود عام 1967.
وذكرت الوثيقة “ترفض حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً من نهرها إلى بحرها. ومع ذلك، وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية، فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها هي صيغة توافقية وطنية مشتركة”.
* “أنفاق للإرهاب”
رفضت إسرائيل الوثيقة واصفة إياها بأنها محاولة من حماس لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالا.
وقال دافيد كيز المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح”.
وتابع قوله “يبنون أنفاقا للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية”.
تأسست حركة حماس في 1987 منبثقة من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر. وخاضت الحركة ثلاث حروب مع إسرائيل منذ 2007 ونفذت مئات الهجمات المسلحة في إسرائيل وفي أراض تحتلها إسرائيل.
ويصنف كثير من الدول الغربية حماس على أنها منظمة إرهابية بسبب عدم نبذها العنف ورفضها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود أو قبول اتفاقات السلام المؤقتة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت الوثيقة “حماس لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً وإنَّما تخوض صراعاً ضد الصهاينة المحتلين المعتدين”.
وانتقد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامة القواسمي حماس لأنها “احتاجت ثلاثين عاما لتخرج علينا بذات مواقفنا” بقبول إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 1967 وهو الموقف الذي كانت حماس تنتقد فتح بسببه.
وقال القواسمي “وثيقة حماس الجديدة هي وثيقة مطابقة لموقف منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1988” وأضاف أن حركة فتح طالبت حماس “بالاعتذار لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد ثلاثين عاما من التخوين والتكفير”.
ولم يتضح ما إذا كانت الوثيقة ستحل محل ميثاق حماس الصادر في 1988 والذي يدعو إلى تدمير إسرائيل. وقال مشعل إن الوثيقة ستوجه النشاط السياسي اليومي لحماس.
وأجرت السلطة الفلسطينية بقيادة عباس محادثات سلام مع إسرائيل على أساس العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 رغم أن آخر جولة من هذه المحادثات بوساطة أمريكية انهارت قبل نحو ثلاثة أعوام.
ولم يرد تعقيب فوري من مصر ودول الخليج العربية بشأن وثيقة حماس.
وقالت بيفرلي ميلتون إدواردز وهي باحثة زائرة في مركز بروكنجز الدوحة ومؤلفة كتاب عن حماس “بالنسبة لحماس… هذا مؤشر على رغبتهم في الارتباط بالعناصر السنية المحافظة في المنطقة والحصول على بعض الحصانة (من الضغط السعودي)”.
لكنها أضافت أنه رغم أن الوثيقة قد تقوي موقف حماس في الأراضي الفلسطينية والشرق الأوسط فمن غير المرجح “أن تفضي إلى تغيير حاسم في الآراء ضدها من الولايات المتحدة أو حتى أوروبا”.
وقال مشعل إن حماس “جزء من مدرسة الإخوان فكريا لكننا تنظيم فلسطيني مستقل قائم بذاته”.
وتصنف دول عربية متحالفة مع الولايات المتحدة بينها مصر والإمارات والسعودية جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية. وتولى الإخوان المسلمون الذين يبلغ عمر حركتهم 89 عاما السلطة في مصر لمدة عام بعد انتفاضة شعبية في 2011.
وتنفي الجماعة صلتها بمتشددين إسلاميين وتروج لفوز أحزاب سياسية إسلامية بالسلطة عن طريق الانتخابات.
رويترز