الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / البعثيون والقطار الامريكي – شهادات للتاريخ
يجب على أعداء الفاشية والدكتاتورية فضح حزب العفالقة الانجاس وتربية ابناءه واحفاده على كره الفاشست البعثيين واي تنظيم فاشي جديد داخل العراق

البعثيون والقطار الامريكي – شهادات للتاريخ

السيمر / السبت 13 . 05 . 2017 — يقول حسن العلوي بصدد الموضوعة اعلاه:
[وحول العامل الدولي في انقلاب 8 شباط، يستشهد المحدثون والكتاب بمقولة وردت على لسان علي السعدي زعيم الحزب والمساهم في حركة 8 شباط ونائب رئيس الوزراء آنذاك: (أننا جئنا إلى السلطة بقطار أمريكي). حدثني هاني الفكيكي، عضو القيادة القطرية وعضو المجلس الوطني لقيادة الثورة التي أطاحت بحكومة عبد الكريم قاسم، قائلاً وبحضور عدد من الأصدقاء في شهر شباط 1987، أن عضواً في حزب البعث وقد (ذكر أسمه) سأله قبل أيام عن حقيقة ما ينقل عن لسان صديقه السعدي، وهل ممكن توضيح فكرة للرد بها على منتقدي ثورة 14 رمضان؟ فأجاب الفكيكي: نعم سمعته ذلك أكثر من مرة(61)] *** و يقول الدكتور الراحل علي كريم سعيد:
[روى لي شاعر العراق مظفر النواب في برلين: إن علي صالح السعدي بعد عودته من المنفى عَبرَ عن رغبته بــإقامة علاقة طيبة مع مظفر، وكان يلح على خلوة معه يدافع فيها عن نفسه وكان الشاعر يصده بسبب موقفه من قادة نظام 1963 الذي مورست فيه أعمال القتل والتعذيب وتصرفات غامضة ومشبوهة… وعندما أذعن النواب واستمع إليه، طالبه السعدي بأهمية أن يصدق ما يلي: أولا، أنه (أي السعدي) والخط القريب منه لم يكونوا إطلاقاً على صلة بأية جهة أجنبية. وألح على ضرورة إبلاغ ممثلي الأطراف الوطنية شيوعيين وحركيين وأكراد وبعثيين يساريين بذلك (هذا اعتراف ضمني بوجود علاقة للجناح الآخر بالقوى الأجنبية ـ الناصري)،
ثانياً، طالب القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي واليسار عموماً بضرورة الوصول بالتعاون والتخطيط لمسك زمام السلطة، لأنه يعلم أن أخطاراً جسيمة تنتظر العراق وأكد استعداده ورغبته الشديدة بمحكمة عادلة وعلنية يقف فيها متهماً ليعترف بحقيقة ما جرى قبل 14 رمضان 1963 وخلالها… وثالثاً، قال أنه وبعد دقائق من ثورة رمضان اكتشف أنه وجماعته يسيرون دون إرادتهم بقطار ماكنته أمريكية…
خامساً، قال عن قيادة 17 تموز 1968، كلهم عندهم علاقة مع السفارة البريطانية ـ ما عدى البكر الذي لا أعرف عنه شيئاً. وبعد ذلك جلسنا إلى بقية الحضور فقال بحضور أمل الشرقي وعبد الجبار محسن وآخرون، أنه يخاف كتابة مذكراته، لأنها ستؤدي إلى قتله وربما الإساءة لزوجته…].
*** ويكمل د. علي كريم القول بصدد الموضوعة [… وفي هذا السياق أخبرني يونس الطائي، أن السعدي أخبره في عام 1967 بالقاهرة وكرر في بغداد أنهم جاؤوا دون قصد بقطار ماكنته أمريكية(62)].

*** أشار إسماعيل العارف في مذكراته إلى:
[وتشاء الصدف أن ألتقي علي صالح السعدي سنة 1964 في مصيف بحمدون في لبنان وكان هارباً من العراق مطارداً من سلطات عارف وكان في حالة مزرية، رث الثياب، بائساً فذكرته بما قلت له عن عبد السلام عارف عندما كان يحاورني أثناء توقيفي، فأجابني قائلاً: لم يكن بيدي كل شيء(63)، ما كنا نعرف ذلك، ولكن الذين كانوا وراءه غلبونا لقد كنا في قطار أمريكي(64)]؛

*** وحول ذات الموضوع، يشر محمد حديد في مذكراته إلى أن ( … مستشار السفارة السوفيتية في بغداد يزورني في محاولة لإقناعي بجدوى تأييد البعث باعتباره أنه مناوئ للاستعمار، وكنت أرد عليه أن حزب البعث ومجيئه إلى السلطة سنة 1963 وللمرة الثانية سنة 1968 كان بتآمر مع المخابرات الأمريكية، حتى أن أحد قادتهم ( وهو علي صالح السعدي) أعترف بأنهم جاؤوا بقطار أمريكي ، وأن انقلاب 1968 كان أيضاً باتفاق مع الأمريكيين، وكان الوسيط في ذلك ناصر الحاني حينما كان سفيراً للعراق في بيروت … *)

*** نشرت مجلة ((رسالة العراق)) التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي، في عددها المرقم 32، الصادر في آب/أغسطس 1997، مقالاً يشير كاتبه، شريف الربيعي، إلى مجلة الطليعة المصرية [حيث نقلت عن السعدي نفسه تأكيده على موضوع الرسالة التي يحتفظ بها الحزب الشيوعي العراقي، وهي بتوقيع المرحوم علي السعدي وفيها يعلن ندمه واعتذاره عن جرائم 63، ثم تأكيده على القطار الأمريكي(65)]. كما أشارت المقالة إلى آخر مقابلة مطولة أجراها السعدي مع جريدة النهار العربي والدولي قبل وفاته بأسابيع جاء فيها ذكر القطار الأمريكي الملعون الذي سار على سكة الإبادة.

*** ويشير زكي خيري في مذكراته إلى: [كان الإنذار الأمريكي (الموجه لعبد الكريم قاسم ـ ع.ن) بمثابة الضوء الأخضر لانقلاب 8/ شباط. وقد صرح على صالح السعدي نائب البكر بعد أن استيقظ ضميره (لقد ركبنا قطاراً أمريكياً)، وجراء تصريحه هذا استدعاه البكر بعد انقلاب 1968 وأمر بجلده في مقر رئاسة الجمهورية بحضور الرئيس نفسه ونائبه صدام(66)].

ومن زاوية أخرى نلاحظ أن هاني الفكيكي في مذكراته، يحاول تسليط الأضواء على علاقات ارتباط بالأجهزة الأمنية الخارجية لاثنين من القياديين هما: طالب شبيب وصالح مهدي عماش. إذ يتهم الأول بـارتباطاته بأجهزة الأمن في الجمهورية العربية المتحدة حيث يقول:
[كانت لشبيب روابط وطيدة بأجهزتها منذ أن كان طالباً في لندن وبعد أن قطع علاقته بالشيوعيين](67). ويؤكد على ذات المعنى بالقول: [لاحظت علامات الانزعاج على فريد عبد المجيد الذي لاذ بالصمت، وفتح باباً في الغرفة دخل منه طالب حسين شبيب الذي كان عضواً في القيادة القومية مقيماً في بيروت، ومما كان شائعاً عن طالب الذي درس في لندن أنه نسج علاقات متينة مع الأجهزة المصرية](68).
أما بصدد صالح مهدي عماش فيقول:
[ففي أوائل 1962، وهذا ما علمناه في وقتٍ متأخر وبعد نهاية الحكم، كان قد طلب عماش إلى وليم ليكلاند ، معاون الملحق العسكري الأمريكي في بغداد إبلاغ المقدم محمد المهداوي وزملائه الذي كان في دورة تدريبية. تأخير عودتهم من الولايات المتحدة إلى إشعارٍ آخر بسبب اعتقال ضباط الشرطة وكشف تنظيمهم. وفعلاً تم إبلاغ المهداوي بذلك مع تحيات أبو هدى ـ عماش، بعد استدعائه لغرفة آمر المعسكر](69). وأكد طالب شبيب هذه الواقعة التي أوردها د. علي كريم سعيد بعنوان ذي دلالة عميقة:
(أمريكي ينقل كلمة سر حزبية)(70).
ثم يشير الفكيكي، أنه بعد استيلائهم على السلطة:
[أعلمني طالب شبيب، أن البكر كان قد استدعى جميل صبري (مدير الأمن العام آنذاك ـ الناصري) وكلفه بحضور عماش استقبال وليم ليكلاند، مساعد الملحق العسكري بدلاً من عماش الذي كان يتصل به كل يوم سبت]. ويستمر الفكيكي بالقول إن الرئيس ناصر سبق وأن حذر السعدي من ليكلاند عام 1963: [إذ سبق وخدم في القاهرة وأسماه خبير الانقلابات. ولم يفهم علي صالح السعدي آنذاك معنى التحذير. ولم يعلم بعلاقة ليكلاند ببعض البعثيين عسكريين ومدنيين](71).
وهذا ما أكده شبيب، عندما أشار إلى أن عماش كان له:
[لقاء دوري يقوم به يوم السبت من كل أسبوع مع مسؤول محطة CIA في السفارة الأمريكية ببغداد وكانت لقاءاتهما رسمية… وأرى من الضروري أن نذكر بأن ليكلاند هذا أقام الاتصالات بجمال عبد الناصر ولعب دور عضو الارتباط بين الضباط الأحرار المصريين والدولة الأمريكية، واستمر يواصل مهمته ويتشاور مع قيادة مصر الجديدة وبعد انفراد عبد الناصر برئاسة الجمهورية](72).
يُستنتج من نص الفكيكي أن العلاقة لم تشمل عماش فحسب، بل (بعض) البعثيين مدنيين وعسكريين لم يرغب في الكشف عنهم، لا هاني ولا غيره، وهذا يؤكد ما استنتجناه من قول السعدي أن جناحه لم يكن على صلة بالقوى الأجنبية كما مر بنا. وهذا يمثل أحد أسرار الانقلاب التي لم تكشف النقاط عن أبعادها الكلية بعد. علماً بأن عماش [كان يستغل كل فرصة في كل مرة نسافر فيها إلى خارج البلاد، فيقوم بــإعدام مجموعة جديدة من الشيوعيين] حسب قول شبيب(73). كما لو أن لديه مهمة محددة تتمحور في إبادة قوى اليسار.
لم تكن قوى الانقلاب، وعلى رأسهم العسكريون:
[لتختار أنصاف الحلول، إذ أنهم كانوا يأملون في القضاء على الشيوعيين مرة واحدة وإلى الأبد، أو أنهم كانوا يريدون إقناع أنفسهم بأن الشيوعيين إنما كانوا يدفعون ضرائب استحقت عليهم منذ زمن، الأمر الذي يبرر لهم ـ للبعثيين ـ أفعالهم تماماً](74).

متابعه / كنوز ميديا

اترك تعليقاً