الرئيسية / مقالات / ترامب يّعد العدة لصراع الجبابرة

ترامب يّعد العدة لصراع الجبابرة

السيمر / الاحد 21 . 05 . 2017

أنور السلامي

توقفت سهام الأفكار, عن كتابة فلسفتي بين عين الإبصار وعين البصيرة الجزء الثاني, لنتوجه سريعا إلى ارض الجزيرة العربية, محاولا غرس عيوني الضعيفة مع عويناتها في رمالها الحارة, لكشف بعض الأفكار وفك بعض الإلغاز ونفض الغبار عنها, رغم إني ما أقوله قد يعتبره البعض ضرب من الخيال,ولكن الأيام كفيله في كشف المستور وبيان حقائق الأمور.
أخبرتني رمال الجزيرة, وخاصة المتحرك منها, إنها مقبله على أعظم تحشيد منذ الحرب العالمية الثانية, بل الأعظم عبر تأريخ الحروب, وسوف تثبت الأيام القادمة ذلك, ويصبح الشرق الأوسط حلبه صرع كبيرة, دفعت لها أموال اكبر يخوض غمارها عراب حلبات النزال الأشقر ترامب, فبعد وصولة إلى البيت الأبيض الأمريكي, لم تْعد حلبات الصالات المغلقة, تليق بإمبراطورية عراب تلك الحلبات, وبعد توفر شروط الرهانات لاقامة نزال كبير في الشرق الأوسط, ومع خصم عنيد جدا, نعم انه الدب الروسي وحلفائه, ربما لا يجد عراب الحلبات الأمريكي وقتا, كافيا للطوف حول الكعبة , بل يتعمد الإسراع في إبرام صفقته , وإجراء التحضيرات المناسبة لها.
قد يعتبر البعض أن الدور الروسي, ينتهي في حاله التدخل العسكري الكبير المرتقب في سوريا, بل على العكس من ذلك, بل لن يدخر جهدا في هذا النزال, ويقاتل حتى الرمق الأخير, هذا النزال الذي يمّهد له حاليا تحت رمال الجزيرة العربية, التي زادت سخونتها مع سخونة توافد قادة الدول إليها, وهذا الاجتماع يحمل بين طياته, رسالة وبلهجة شديدة , لكل من إيران وروسيا وبشار, بأنهم قادمون بحصان طروادة , وحل الأزمة السورية باقتحامها.
هذا الاجتماع الذي سوف يتعهد به عراب الحلبات الأمريكي بالنصر , بالمقابل على دول الخليج ضْخ الأموال وكل ما يلزم لهذه المواجهة, وبدوره يقوم بتوزيع الأدوار, وخاصة ترتيب مكان الحلبة المناسب, وأنا أرى أن الأردن, ارض مناسبة لتحشيد هذه الجيوش, مقابل الدعم اللازم, لدفع الفقر الذي يجتاح الأردن, واقرب مكان مناسب فيها الوادي اليابس, الذي أراه مناسبا لقيام حمله كبيرة لإسقاط بشار, ومن معه , وخاصة أن هذه المنطقة تتمتع بالموقع الإستراتيجي والقريب من دمشق.
إذن حملة جديدة بنفس, أسلوب حرب عاصفة الصحراء, ولكن بإمكانات أكبير, تتخطاها بالحجم والكمْ, والعراب الأمريكي, هو على يقيّن أن الدب الروسي لن يبقى مكتوف الأيدي, بل يغرسها في جسد كل من يحاول الاقتراب من حسناء الشرق سوريا, التي احترق وجهها ولم تْعد جميلة كسابق عهدها, لتصبح حرابا ضروس , أما إيران , والكل يعرف حنكتها في الظروف الصعبة, وقدرتها على امتصاص الزخم, وكما فعلت في الملف النووي, فبنظري لن تتدخل بشكل مباشر, بل سوف تقتصر على التوجيه والتدريب, وهي الآن, لا تريد أن تستعجل في دخولها الحرب مباشرة, بل تدخلها عندما ترى أن أمنها مهدد كليا, ولا أريد أن استعجل لأسرد قصة حرب ملم تقع بعد, بل دعونا نستمر في متابعة أعظم قمة في الجزيرة العربية, وما تٌسفْر عنه من نتائج, تحت شعار (العزم يجمعنا), ولهيبها سوف يحرقنا يّحرقنا .
ابقوا معي الإنسان مدار الحديث.

اترك تعليقاً