السيمر / الجمعة 02 . 06 . 2017
صالح الطائي
حتى مع تقدمي بالعمر
وحتى بعد مرور أكثر من عشرة أيام
لي مع تجربة الصوم الجديدة
إلا أني لم أجد طعم رمضان في فمي إلى الآن
أيكون ذلك لأننا تعودنا الجوع أبدا
ولاسيما الجوع للعواطف الصادقة!
إذاً متى يشعر الإنسان أنه صائم؟
متى يستوعب عقلي المنهك ذلك
* * *
تلقيت اليوم
نبأ استشهاد أحلامي على عتبة الفوضى
في مجارير مدينة لا تعرف الحياة
لم أهتم لذلك
فالقرف يملأ عقلي وأنا أرى بعض الناس فئرانا
ولكني مجبرٌ على التحدث إليهم عن مستقبل البشرية
الذي تحفه مخاطر التهجين والتدجين والتلويث
المثير للتقزز أن الفئران قد ترفض التفاوض معنا
في أغلب الأحيان
ولها الحق في ذلك
لأننا دون مستواها!
* * *
في بيوتات الدعارة ذات الشرف الرفيع
حيث الأجساد لا تتعرى بالكامل
خرف غضب الرب
لا تنتج البساتين ورودا ولا تطرح ثمرا
فالبساتين تسقى بنزيف الروح لكي تنضج ثمارها
وليس بماء آهات ذبح الطفولة عند أبواب المساجد
تحت صدى الله أكبر
* * *
تموت البسمة على قارعة طريق الشوق
حينما يُنهكك الانتظار
ولا طيف حبيب يلوح في الأفق
فكيف تطالبني بالابتسام
وأنا الذي أدمن الانتظار كل عمره؟
* * *
أمام الكثير من الخيارات قد تبدو سعيدا
ولكن ما شعورك حينما يخبروك
أنه لا يحق لك اختيار أي منها؟
فقط خيار الموت متاح أمامك في كل الأوقات
والأكثر هو أن تختار طريقة موتك برضاك
فبموتك قد تزهر البساتين
وقد تضحك الفتاة التي لم تعرف الابتسام
تلك التي أغتصبها الضجر وهي رضيعة!
* * *
وبعد هذا
تريد أن أصدق خرافة أنك لم تعش سعيدا في العراق!
وأن الفئران أوفر منك حظا!!
إذا يا لتفاهة قيم الأجداد
التي يتاجر بها الجميع
باسم الله والدين والوطن