السيمر / السبت 08 . 07 . 2017
رضا الصخني
لوحة الرسامة هند رسمت النقيضين. في حمى جدالنا اغفلنا المتعة التي منحتنا اياها لوحة. انها قصيدة مرسومة.
فاجأني هذا الجمال الهائل في لوحة تجمع نقيضين. انها لوحة رسمتها الاخت هند بشير وقد جمعت فيها الى جانب ابداع الرسم ابداع التعبير النفسي. سأُسميها (ام و ابنتها) دون ان اتردد في معرفة العلاقة بين السيدة و الصبية.
ثمة امر مقلق حدث للتو. عاصفة رعدية شديدة، حادث سير عنيف، تفجير داعشي قريب أو ما يشبه ذلك. رد فعل الام غير الواعي ليس التماس النجاة بل حماية ابنتها. شواهد القلق و الاضطراب شكلت وجه الام بينما ظل وجه الصبية رائقاً خالياً من القلق مطلا على المشهد بوداعة و ربما مستشعراً النشوة مثل مقرور تلمس دفء النار. ذلك انها محاطة بالحب و الامان في اقصى غايته. هذان الشخصان لابد ان يكونا أُمّاً و ابنتها.
في التفاصيل: اولا تركت الرسامة اللوحة خالية الا من هاتين الشخصيتين مما يجبر المشاهد على الامعان في تفاصيلها دون شاغل آخر. ثم اوغلت الرسامة في اعطاء تفاصيل ثرة لوجهي الام و الفتاة رسمت فيه تناقض الاحساس بالقلق و الخوف مع الاحساس بالامان المطلق. ثم تفاصيل حجاب رأس الام الواقعي جداً لدرجة تقربها من صورة بالكاميرا. انها تذكرني برسوم المبدع الايراني ايمن مالكي.
لقد استمتعت حقا بهذا الجمال فشكراً للاخت هند.
تحية و تقدير لاختنا الرسامة المبدعة هند بشير .