الرئيسية / مقالات / القتال خارج الحدود

القتال خارج الحدود

السيمر / الخميس 13 . 07 . 2017

أياد السماوي

الحديث الذي أدلى به رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي حاكم الزاملي للسومرية نيوز اليوم الخميس بأنّ ( زجّ مقاتلين عراقيين بمعارك عسكرية خارج البلد وفق رغبات فردية أمر غير مسموح به , مشددّا على أنّ أي مشاركة لقوات عراقية بدول أخرى ينبغي أن يكون وفق اتفاقات دولية وبرعاية الدولة وموافقتها حصرا ) , وحديث الزاملي هو استنساخ وتكرار لما طالب به زعيمه مقتدى الصدر برفض قتال أي عراقي خارج الحدود , معتبرا أنّ حديث مقتدى الصدر هو مطلب وطني وعراقي ينبع من شعوره بهموم الناس , خاصة وأنّ العراق ما زال في خطر وهنالك تهديدات تواجهه , وقبل الرّد على حديث رئيس لجنة الأمن والدفاع , أود أن أوضح أن تصريح الزاملي ومن قبله زعيم التيار مقتدى الصدر والشيخ صلاح العبيدي , استهدفت جميعا الحشد الشعبي وإن كانت تبدو وكأنّها تنشد المصلحة الوطنية والحرص على أرواح العراقيين , لكنّ باطنها هو الحنق من الفصائل الأخرى المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي والتي شاركت بمعارك تحرير صلاح الدين والرمادي والفلوجة وبيجي وجرف الصخر وآمرلي وأخيرا معارك تحرير الموصل , هذه المعارك التي لم تشارك فيها سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر , فتارة يطالب زعيم التيار بضم الحشد الشعبي للجيش العراقي , وتارة يطالب بعدم القتال خارج الحدود , وتارة يتسائل صلاح العبيدي إن كان الحشد الشعبي تنظيما على غرار الحرس الثوري الإيراني , وهذه التصريحات تأتي في وقت يتعرّض فيه الحشد الشعبي إلى حملة شعواء من أجل حلّه وإذابته ضمن وحدات الجيش العراقي , وتأتي متناغمة مع مطالبات خارجية وداخلية بحل الحشد الشعبي , والطامة الكبرى أنّ الذي يدلي بهذه التصريحات هو رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي الذي أضاع على العراقيين فرصة الوقوف على الأسباب الحقيقية لمؤامرة سقوط الموصل , بسبب خزين العداء الذي يدّخره هو وتياره الذي ينتمي إليه لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي .
فالقتال خارج الحدود حق وواجب حين يكون أمن البلد معرّض للخطر كما في حالة العراق , لأنّ العدو الذي يقاتله العراقيون يتحرّك ضمن مساحة جغرافية متّصلة لا تفصلها أي موانع طبيعية , وهذا العدو لا زال موجود في الجانب الآخر من الحدود وبإمكانه الدخول والخروج بأي وقت , وإمكانات الدولة لا زالت عاجزة عن حماية كامل الحدود العراقية , وأمّا ما تدّعيه أمريكا بأنّها ستحمي الحدود العراقية وتمنع دخول الإرهاب إلى العراق , فهذه كذبة لا يصدّقها إلا جاهل أو عميل لأمريكا , وهذه الكذبة ورائها مقاصد ومخططات وأهداف سياسية يعرفها الجميع , فأرتال داعش التي دخلت الموصل قادمة من سوريا , كانت تحت أنظار المخابرات الأمريكية وهي التي سمحت لها باحتلال الموصل ومدن الغرب العراقي من أجل إسقاط نوري المالكي الفائز في الانتخابات النيابية , فلا ثقة لنا بأمريكا وأذنابها , والأولى لمن رفع شعار كلا كلا أمريكا أن لا ينجرف وراء مخططاتها الشيطانية الرامية لحل الحشد الشعبي والخلاص منه , ووفق هذا المبدأ تطارد القوات التركية عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية والسورية منذ أكثر من ثلاثين عاما بدافع حماية أمنها الداخلي من الإرهاب , وبذات المبدأ حاربت أمريكا ودول الاتحاد الأوربي القاعدة وداعش من بعدها وشنّوا الحرب عليها مع العلم إنّها ليست على حدودهم , فمن الناحية القانونية لنا الحق كل الحق بدفع الإرهاب عن حدودنا وملاحقته حتى وإن كان خارج حدودنا , امّا موضوع من تطوّع من العراقيين لحماية مرقد السيدة زينب عليها السلام , فهذا أمر آخر يرتبط بالعقيدة , وليس هنالك أي سند ديني يمنع الفرد من الدفاع عن مقدّساته , وعلى هذا الأساس استشهد الآلاف من الإيرانيين واللبنانيين دفاعا عن المقدّسات في سوريا والعراق , أمّا من تطوّع للقتال مع الحوثيين في اليمن , فهذا ينطلق من مبدأ الدفاع عن المظلوم والتصدّي للظالم , فليس هنالك من شّك بأنّ القتال الذي تخوضه مملكة الشر السعودية ومن معها ضدّ الشعب اليمني المظلوم , هو قتال ظالم وغاشم , والتصدي للظلم والقتال تحت راية لا إله إلا الله , هو الجهاد الذي فرضه الله على عباده , وقتال داعش وإبعاد خطرها عن حدود بلدنا واجب وطني وديني وشرعي , والذي امتنع عن قتال داعش في الموصل والرمادي والفلوجة وباقي الأراضي العراقية الأخرى , ليس له الحق بإبداء النصائح للآخرين , وفصائل المقاومة الإسلامية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي المقدّس , تعرف واجبها الوطني وتكليفها الشرعي , وليست بحاجة للمتقاعسين عن قتال داعش لتذكيرها بذلك .

اترك تعليقاً