السيمر / السبت 15 . 07 . 2017 — الشيخ علي قاسم يُنبِّـه إلى وجود مؤامرةٍ من شقَّين تحوكها الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّـة وإسرائيل والسعوديَّة لما بعد داعش مطالباً بإنجاز معاملات الشهداء التقاعدية
قاسم يُندِّد بمحاولة “البعض في الحكومة العراقيَّة” بإرجاع رواتب الهاربين من منتسبي الجيش والشرطة في مدينة الموصل
بارك مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 14/7/2017 للعراقيِّين تحرير مدينة الموصل وهزيمة تنظيم داعش الإرهابيِّ، مُثمِّناً التضحيات التي بذلها أبناء القوات المُسلَّحة بشتَّى صنوفها بمن فيهم أبناء الحشد الشعبيِّ في عمليات التحرير.
الشيخ علي قاسم شنَّ، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَتْ في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، هجوماً لاذعاً على الحكومة العراقيَّة؛ لتغييبها التضحيات الجسيمة والدماء الزاكية التي بذلها الحشد الشعبيُّ ؛ بغية تحرير المناطق التي اغتصبها داعش الإرهابيِّ، مُستنكراً عدم توجيه الشكر وغياب المباركة للحشد في خطاب النصر الذي تلاه العبادي، كاشفاً عن أنَّ الشهداء الذين قدَّمهم الحشد فداءً وقرابين للوطن بلغ عددهم 27 ألفاً، فضلاً عن آلاف الجرحى والمصابين، لافتاً إلى أنَّ داعش “هذه الكذبة التي صنعها الاستكبار ومحور الشرِّ العالميُّ والعربيُّ” ولَّى وانهزم وأصبح “هشيماً تذروه الرياح”.
ووصف قاسم الحكومة العراقيَّة التي يترأسها حيدر العبادي بأنَّها أسوأ وأخطر حكومة، لافتاً إلى سوء الحكومات التي سبقتها وفسادها وعدم تلبيتها احتياجات المواطنين، داعياً إلى الإطاحة برؤوس السلطات الثلاث التي – بحسبه – هدمت العراق ونهبت خيراته حتى غدت ثرواته وموازناته الانفجاريَّة فضلاً عن التقشُّفيَّة غير قادرةٍ على تلبية طمع هؤلاء الساسة وملء جيوبهم وأرصدتهم في البنوك الأجنبيَّة، مُعرباً عن أسفه لعدم وجود قيادةٍ تسعى لتربية وتأهيل قادةٍ وإعدادهم؛ ليكونوا البديل الناجع للقيادة الفاشلة التي تحكم البلد ومؤسَّساته.
مُمثِّـلُ الحيدريِّ نبَّـه إلى وجود مؤامرةٍ تحوكها الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّـة وإسرائيل والسعوديَّة تقوم على إحدى فرضيَّتين، مُوضحاً أنَّ الأولى تسعى إلى نشوب حربٍ شيعيَّـةٍ شيعيَّةٍ، أمَّـا الثانية فتقوم على أساس تقسيم العراق إلى دويلاتٍ (كرديةٍ شيعيةٍ سنيةٍ)، مُحذِّراً في الوقت ذاته المواطنين السنَّـة المخلصين لبلدهم من تحرُّكات بعض الساسة الدواعش الذين يحاولون إرجاع داعش بصورٍ شتى، وإعادة مآسي أبناء تلك المناطق من قتلٍ وسبيٍ ونزوحٍ جماعيٍّ.
وحثَّ الشيخُ علي قاسم الشعب العراقيَّ بالانتفاضة الكبرى السلميَّة على ساسة الفساد بكلِّ مسمَّياتهم عبر صناديق الاقتراع لا سيما بعد اقتراب موعد الانتخابات، كاشفاً عن تعيين بعض الوزراء والمسؤولين في الدولة لبعض الشباب بشكلٍ غير معلنٍ؛ من أجل شراء أصواتهم، داعياً الجهات الرقابيَّة لمتابعة تلك التعيينات التي تجري ليس على وفق الضوابط، بل هي خارجةٌ حتى على تعليمات الموازنة الاتِّـحاديَّة.
قاسم ندَّد بمحاولة البعض في الحكومة العراقيَّة بإرجاع رواتب الهاربين من منتسبي الجيش والشرطة في مدينة الموصل، مطالباً الجميع باتِّـخاذ الإجراءات السريعة اللازمة لاحتساب الرواتب التقاعديَّة لعوائل الشهداء الذين قدَّموا أنفس ما يملكون للحفاظ على كرامة العراق والعراقيِّـين، مُنبِّـهاً إلى وجود آلاف المقاتلين ممَّن جاهدوا لم يتسلَّموا من الدولة العراقية ما يعينهم ويعينُ عوائلهم.
وأشار إلى الزيارتين اللتين قام بهما إلى وزارتي التربية والكهرباء، مُؤكِّـداً أنَّـهما جاءتا؛ من أجل الوقوف عن كثبٍ عمَّا تعانيه الوزارتان والتعرُّف على أسباب عدم تمكُّنهما من تقديم أفضل الخدمات للمواطنين سواء على مستوى المجال الصحيِّ أو تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائيَّة، لا سيما في ظلِّ الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مُنبِّهاً أنَّ زيارة مُؤسَّسات الدولة ودوائرها الخدميَّة لحثِّـها على تقديم الخدمات شيءٌ، ومساندتها للشخصيَّات القائمة عليها شيءٌ آخر، لافتاً إلى أنَّ البعض لم يُميِّـزْ بين الاثنين وعدَّ الزيارة تأييداً لشخصيَّاتٍ “فاسدةٍ” مُؤكِّداً أنَّهم قد جانبوا الصواب، ودعاهم إلى عدم التَّـصيُّد في الماء العكر وإخراج الأحداث عن مسارها الطبيعيِّ.
واستكمل مُمثِّلُ الحيدريِّ سلسلة أبحاثه عن الغيبة الكبرى، مُشيراً إلى بعض المدارس الفقهيَّة والكلاميَّة التي أُسِّسَت من زمن النبوة واستمرت إلى يومنا هذا، بدءاً بمدرسة المدينة التي أُسِّسَت زمن النبيِّ(ص) إلى زمن الإمام الصادق (ع)، ومدرسة الكوفة التي أُسِّسَت في زمن الإمام الصداق (ع) إلى زمن الغيبة الكبرى سنة 329 من التقويم الهجريِّ، فضلاً عن مدرسة الريِّ وقم المُقدَّسة التي بدأت منذ بداية الغيبة الكبرى إلى زمن السيِّد المرتضى (قدس) ومدرسة بغداد التي أسَّسها الشيخ المفيد واستمرت حتى سقوط بغداد سنة 656 هجريَّة، فضلاً عن مدرسةٍ خامسةٍ أنشأها شيخ الطائفة الطوسيُّ والتي استمرت إلى يومنا الحاضر، مُبيِّـناً أنَّ مدرسة الحلَّـة ظهرت بعد سقوط بغداد إلى زمن الشهيد الثاني زين الدين العامليِّ 965 للهجرة وما بعدها.
كما استعرض عدداً من المدارس والحوزات الدينيَّة التي عدَّ منها حوزة البحرين التي ظهرت في القرن الثالث عشر الهجريِّ، مُشيراً إلى عراقتها ورصانتها وإلى بعض علمائها كالشيخ ميثم البحرانيِّ، إضافةً إلى حوزات جبل عامل والبقاع والسيِّـدة زينب وباكستان والهند ومراكش وتونس، مُبيِّـناً بعض الظروف السياسيَّـة والاجتماعيَّة وحتى الصِّـحيَّة التي أسهمت في انتقال الحوزات من بلدٍ إلى آخر لا سيما ظروف الاضطهاد الذي مارسه الطغاة ضدَّ علماء مدرسة أهل البيت (ع).