السيمر / الخميس 27 . 07 . 2017 — كتب الجنرال الأمريكي المتقاعد ارني اوديرنو مقالا في صحيفة “واشنطن تايمز” تحدث فيها عن عدة أسباب تدفع بلاده لكي تدعم استقلال إقليم كردستان عن العراق ابرزها منع توسع نفوذ طهران وحلفائها.
وقال في مقاله ان “العراق ما بعد الموصل ليس مكانا للمفاوضين يرتاده المتسكعون (..) بل هو المكان الذي تشيد فيه طهران بالتزام واشنطن المهذب بسياسة “العراق الواحد”، حتى في الوقت الذي تتدفق فيه قوة قتالية إيرانية كبيرة إلى العراق من أجل ضم ضمني إلى نصيب الأسد من الأراضي العراقية. وبينما تحث واشنطن الجميع في العراق على التماسك بنما الأطراف لا يلتزمون بذلك”.
وجاء في المقال “انه وفق الواقع العملي: أصبحت بغداد غرب طهران. عاصمة نظام تتزعمه وزاراتها بأغلبية ساحقة مصالح الشيعة التي تتماشى مع طهران، ويدعمها جيش عراقي يبلغ 75 في المئة من الشيعة، ويزيد من قوة ايران 110،000 من رجال الميليشيات الشيعية داخل العراق. وتسيطر طهران على اكثر من 60 في المائة من العراق. ومن مصلحة طهران السيطرة على المنطقة الكردية في العراق”، مردفا الكاتب بالقول ان من مصلحة امريكا منع سيطرة طهران على المناطق الكردية.
وقال أيضا الكاتب انه “لماذا يتوجب علينا دعم كوردستان قوية مستقلة عن الخلل المزمن في بغداد وتأثير طهران الحاسم، نقدم خمسة أسباب عملية لذل”.
وجاء في مقاله ان “تدمير داعش – لن يحدث من دون الكرد إن دورهم الرائد في تدمير داعش كمنظمة لا يمكن أن يكون موضع نزاع معقول. وقد أوقف الكورد تنظيم داعش واجبروه الى التراجع ثم انتظروا عامين بينما أعاد الجيش العراقي ضبط نفسه بعد هروبه في عام 2014. ثم عزلت القوات الكوردية الموصل كشرط مسبق ضروري لتحريره المدينة من قبل الجيش العراقي الذي أعيد نشاطه، بعضلات الإيرانيين. وفي الوقت نفسه، يقود الكرد السوريون العملية للاستيلاء على الرقة، عاصمة داعش”.
ونوه الكاتب بالقول انه لن يتم تدمير داعش ببساطة من دون الكرد”.
ونوه اوديرنوا ان “هزيمة الأيديولوجية الجهادية لتنظيم داعش – لن تحدث بدون أصوات سنية معتدلة. تدمير الجيش الجهادي امر، وهزيمة الأيديولوجية الجهادية امر اخر. وهما ذات الصلة، بطبيعة الحال، ولكن الأول هو جهد حركي على المدى القصير نسبيا، والثاني ليس كذلك”، مضيفا ان الانتصار ضد كليهما هو في مصلحة الولايات المتحدة، ولكن الولايات المتحدة لن يكون لها دور قيادي في الثانية. وهنا الدور للأصوات السنية المعتدلة، والكرد”.
وقال إن “المقاومة الكردية المستمرة للإسلام المتطرف معروفة، ومنذ أن بدأت الجماعات الإسلامية الأولى منذ بداياتها في التبشير في أجزاء من كوردستان في وقت مبكر من عام 1952. وبعد مرور 65 عاما، لا يزال العلم الأسود لداعش لا يرفرف فوق تراب كوردستان.
وقال ايضا إن “تحرير الموصل مؤخرا يعد انتصارا مهما، ولكن يجب علينا أيضا أن نكون صادقين بشأن حالة فقد استخدمت إيران مشاركتها الكبيرة في تلك العملية لإضافة التضاريس إلى المركز المهيمن الذي اكتسبته في الخليج بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2012.
وذكر ان إيران تسعى الآن إلى السيطرة على التراب الكردستاني بين الموصل والحدود السورية لتمكينها من الربط بين طهران وساحل البحر المتوسط في سوريا وحلفاء حزب الله في لبنان. وبينما تتحول العيون الغربية إلى الرقة، تحتفظ طهران ب 15 ألف من رجال الميليشيات الشيعية بالقرب من تلعفر إلى الغرب من الموصل، وتوسع مطارا جديدا قريبا، وتسعى إلى استقطاب الايزيديين في سنجار على الحدود السورية، وتستعد لاستخدام المعركة القادمة من أجل الحويجة ، وهي ثعبان داعش في العراق، لإدخال وكلاء إيرانيين إلى الجنوب من كركوك التي يديرها الكرد”.
واختتم مقاله بالقول ان طهران “تعتزم أيضا إنفاق 4 مليارات دولار على أنشطة الاستخبارات داخل إقليم كردستان العراق. والنتيجة هي أن إيران تعزز تواجدها على ثلاثة جوانب في إقليم كردستان العراق، وستكون في وضع يمكنها من إجبار سلوك حليفنا الكردي في المستقبل”.
سكاي برس