السيمر / الاحد 30 . 07 ز 2017
اياد السماوي
حاولت جاهدا أن أحبس مشاعري وأكظم غيظي وأعض على نواجذي , لكنّ ألمي ووجعي قد غلبني ولم يعد لي من حيلة إلا أن أمسك قلمي لأخفف عن نفسي آلامها وأوجاعها , كنت أتسائل مع نفسي كيف يمكن لرجل يضع عمامة رسول الله ص على رأسه أن يصافح تلك الأيادي التي قتلت الشهيد الشيخ يوسف النمر وسفكت دمائه الطاهرة ؟ فضلا عن دماء مئات الآلاف من العراقيين والسوريين واليمنيين ؟ وكنت أتسائل كيف أجاز مقتدى الصدر لنفسه أن يصافح تلك الأيادي الملطخة بدماء المسلمين ؟ ومتى كانت عمامة رسول الله ص مهادنة للطغاة والمستكبرين ؟ ولماذا أعلن الشهيد محمد باقر الصدر الثورة على طاغية العصر صدّام ؟ ولماذا لم يهادن الشهيد محمد محمد صادق الصدر صدّام ويسايره ؟ وهل تجوز المجاملة على حساب دماء المسلمين ؟ ما الذي يريده مقتدى الصدر من هذه الزيارة إلى مملكة الشر والعدوان السعودية ؟ وهل سيطلب من ملكها وولي عهده الغشوم أن يوقفوا عدوانهم على أهالي العوامية الشيعة في القطيف ويفكوّا الحصار الظالم عنهم ؟ أم أنّه سيطلب من ملك الاستخراء المصاب بالخرف أن يوقف عدوانه الغاشم على الشعب اليمني الشقيق ويوقف قصف طائراته على هذا الشعب الأعزل ؟ ماذا ستقول يا مقتدى لشيعة السعودية المظلومين والمحرومين من أبسط الحقوق والمفجوعين بإعدام زعيمهم الديني الشهيد النمر ؟ .
قد أجد العذر للمسؤول أو الوزير حين يذهب إلى مملكة الشر السعودية بما تفرضه طبيعة عمله , لكنّي لا أجد مبررا لزيارة مقتدى الصدر لمملكة الشر وهو يلتقي بقتلة العراقيين والسوريين واليمنيين , من الذي أوحى لك يا مقتدى بهذه الزيارة ؟ وهل هي ردّ على زيارة نوري المالكي إلى روسيا ولقائه بالرئيس بوتين ؟ وهل سلمان مثل بوتين ؟ ماذا ستقول يا مقتدى حين ترى الشهيد الشيخ يوسف النمر واقف إلى جانب جدّك المصطفى ومعه مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء الذين سفكت دمائهم بطائرات مملكة الشر والعدوان في اليمن ومفخخات كلابهم في شوارع ومدن العراق ؟ وهل من مصلحة لتلميع صورة هذا النظام الطائفي المجرم ؟ أي مصلحة دينية أو دنيوية تترّجاها يا مقتدى من هؤلاء الطغاة الجبابرة ؟ وهل جسدّت في هذه الزيارة سلوك وسيرة أئمتك الأطهار ؟ … ها أنا اقولها لك يا مقتدى الصدر وجها لوجه سأشكوك إلى الله تعالى وإلى جدّك المصطفى بهذه الزيارة التي آلمت مشاعرنا نحن شيعة آل البيت عليهم السلام في مشارق الأرض ومغاربها .