السيمر / الثلاثاء 01 . 08 . 2017 — يوم أمس، برزت عراقيل جديدة حالت دون تنفيذ اتفاق يؤدي إلى خروج إرهابيي جبهة النصرة من الأراضي اللبنانية، إلى الشمال السوري. وإذا ذُلّلت هذه العراقيل صباحاً، فإن قافلة “النصرة” ستنطلق ظهر اليوم.
بعدما كادت المفاوضات تسلك خواتيمها بين الجانب اللبناني، ممثلاً بحزب الله والدولة اللبنانية ممثلةً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهة، وجبهة النصرة من جهة أخرى، عادت لتتعرقل يوم أمس نتيجة ثلاثة أسباب رئيسية: أولها، لوجستي يتعلق بطريقة نقل المسلحين والنازحين الى الأراضي السورية، إذ طلب الطرف اللبناني انطلاق القافلة دفعة واحدة وهو ما كان يتطلب وصول كل الحافلات من سوريا الى لبنان في الوقت عينه وتجمعها في مكان واحد حتى يتسنى للجميع المغادرة معاً.
وفعلاً، وصلت غالبية الباصات الى نقطة قريبة من وادي حميد، لكن في وقت متأخر. فحتى الساعة السابعة مساءً، لم يكن عددها قد اكتمل. ويتعذّر واقعياً تسيير الباصات ليلاً من عرسال الى جرود فليطا بسبب وعورة الطريق التي لا تسلكها السيارات المدنية عادة، الأمر الذي حتم على حزب الله استقدام جرافات لتسويتها، إلا أنها رغم ذلك بقيت وعرة، فتقرر عدم سلوكها ليلاً.
ثانيها، يتعلق بمشكلات ربع الساعة الأخير، إذ طلبت النصرة الإفراج عن أكثر من 20 موقوفاً في السجون اللبنانية. وبعد أخذ وردّ، تم الاتفاق على إخلاء سبيل 5 أشخاص. واللافت هنا أن جبهة النصرة أصرت على الإفراج عن سجين لبناني الجنسية يدعى عبد الرحمن زكريا الحسن وهو محكوم بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات، كما صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة الإرهاب.
أما الباقون، فيحملون الجنسية السورية وموقوفون بتهمة الإرهاب.
ثالثها، إصرار فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام على عدم تسليم أسرى حزب الله الثلاثة في جرود عرسال، إنما تسليمهم مع الأسرى الآخرين في سوريا، الأمر الذي رفضه الجانب اللبناني معتبراً أن أمراً مماثلاً ينسف كل الاتفاق وينذر بعودة المعركة. نتيجة ذلك، تراجعت النصرة عن هذا المطلب وتم تخطيه مباشرة. من جهة أخرى، طلبت الجبهة من النازحين السوريين عدم ركوب الحافلات قبل أخذ الضوء الأخضر منها وأبلغتهم أنه بمجرد صعودهم إليها سيتحولون تلقائياً الى أسرى بيد حزب الله.
في المحصلة، علمت “الأخبار” أن الاتفاق سيتم تنفيذه بدءاً من ظهر اليوم، على أن يتم تسليم النصرة 5 موقوفين، في مقابل تسليمها الأسرى الثلاثة. وبعد ذلك، تنطلق القافلة من تخوم وادي حميد إلى جرود فليطا. وبوصولها إلى “المعبر” بين مناطق سيطرة الدولة السورية و”إمارة إدلب الكبرى”، تدخل القافلة على دفعات. ومع كل دفعة، يتم تسليم أحد أسرى حزب الله الخمسة.
الاخبار اللبنانية