السيمر / الخميس 03 . 08 . 2017 — قالت صحيفة العرب اللندنية ان فصائل الحشد الشعبي في العراق عقدت اجتماعاً تناول مستقبلها السياسي في ظل ما اسمته تنامي التنسيق بين حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي مع الولايات المتحدة والسعودية، وما يمكن أن يسببه ذلك من أضرار لحظوظها الانتخابية وفق ما قالت.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مصادر عراقية مطلعة لم تسمها أن “مسؤولين إيرانيين بارزين زاروا العراق خلال الأيام القليلة الماضية، لإعداد تقييم بشأن خارطة التنافس الشيعي المتوقع خلال الانتخابات البرلمانية المقرر تنظيمها في أبريل 2018″.
ويقول التقرير انه ” لم يعد سرا في بغداد أن إيران تخسر الكثير من حلفائها الشيعة في بغداد، لجهة محور معتدل ينفتح على الخليج ولا يمانع في علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة.
وبحسب مراقبين، فإن هذا المحور يمكن أن يجمع كلا من رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم.
وتقول المصادر وفقاً للصحيفة إن “مواجهة شيعية انتخابية بين محور معتدل يضم العبادي والصدر والحكيم، ومحور متشدد يضم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مع قيادات الحشد الشعبي، خلال اقتراع 2018، لن تكون مأمونة النتائج لإيران”.
وقال سياسي عراقي وصفته العرب بالمخضرم ” إن “إيران إن لم تنجح هذه المرة، في حشد القوى الشيعية أو معظمها في تحالف واحد كما اعتادت أن تفعل، خلال انتخابات 2018، فإنها ستحاول، على الأقل، منع الشيعة الخارجين من تحت عباءتها من الاتحاد في كتلة واحدة”.
ويتوقع مراقبون وفقاً للتقرير أن تتجه القوى السياسية الشيعية إلى خوض انتخابات 2018 منفردة، على أن تؤجل التحالفات الكبيرة إلى ما بعد الانتخابات”.
ومن شأن مثل هذا التكتيك الانتخابي وفقاً للعرب أن يعرّض النفوذ الإيراني الكبير في ملف تعيين رئيس وزراء العراق إلى خطر كبيرلذلك، تعمل طهران بسرعة على لملمة قيادات الحشد الشعبي وزجها مع ائتلاف المالكي في تحالف انتخابي، لتضمن كتلة شيعية برلمانية قادرة على المطالبة بمنصب رئيس الوزراء في حال تطلب الأمر.
ولا تتردد شخصيات سياسية مقربة من إيران في الحديث عن توقعاتها بشأن الدعم الأميركي والخليجي الكبير الذي يمكن أن يحصل عليه العبادي خلال الانتخابات المقبلة في مواجهة تيار التشدد الإيراني.
إلا أن مراقبا سياسيا عراقيا اعتبر الأطراف الشيعية التي تسعى إلى أن تضع مسافة بينها وبين إيران هي الأكثر ضعفا والأقل حيلة على مستوى المناورة السياسية بالرغم من أنها الأكثر شعبية وفقاً لما نقلت عنه العرب.
ويضيف بحسبها ” لا تزال القوى المؤيدة للهيمنة الإيرانية ممسكة بالاقتصاد والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وهي تدير البلاد بالطريقة التي تناسب المصالح الإيرانية”.
واضاف ” أن البعض من السياسيين العراقيين صاروا على يقين اليوم بأن إيران على وشك أن تضحي بهم، ميلا منها إلى تكريس الطابع الطائفي المتشدّد في إطار صراعها المتوقع مع الولايات المتحدة في العراق، لذلك استبقوا الأحداث من خلال إظهار حماستهم لعروبة العراق التي هُدرت طوال السنوات السابقة.
وتقول الصحيفة ” بعد زيارة الصدر الأخيرة إلى السعودية بدأ الحديث داخل أوساط الساسة العراقيين الموالين لإيران عن أموال خليجية منتظرة، لتعزيز حظوظ الصدر في الانتخابات”.
وتضيف “مع الزيارة المنتظرة التي يفترض أن يقوم بها الحكيم إلى السعودية قريبا، فإن الحديث، ربما يزداد كثيرا، عن جبهة شيعية معتدلة في العراق تواجه النفوذ الإيراني”
ويتوقع صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري أن الكتل البرلمانية الكبيرة ستتفكك خلال الانتخابات المقبلة، وستصعد أحزاب جديدة إلى الواجهة.
بغداد اليوم