الرئيسية / منوعات / في يوم البيرة العالمي.. تعرف على اثر السومريين في صناعتها

في يوم البيرة العالمي.. تعرف على اثر السومريين في صناعتها

السيمر / الجمعة 04 . 08 . 2017 — يحتفل العالم بأول جمعة من شهر آب في كل عام، باليوم العالمي للبيرة، حيث يجلب الحدث مشجعي ومحبي البيرة في الحانات والنوادي والمطاعم ومصانع الجعة في الساحات الخلفية للمنازل في مختلف أنحاء العالم المفتوحة.
ويمر اليوم تحت شعار “اشرب بيرة جيدة مع أصدقاء جيدين”، حيث أن من المعروف أن البلغار يقدرون البيرة المحلية اذ تشحنهم بهرمون السعادة.
البيرة المنتجة محليا تحمل الصدارة بين البلغار، على الرغم من زيادة الواردات سنويا من دول الاتحاد الأوروبي وأسواق ثالثة إلى 466000 هكتوليتر في عام 2014.
وقد لا يعرف الكثيرون بأن البيرة مشروب قديم جداً، يعود اكتشافه الى الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين، ومنهم السومريين، الذين كان لهم الفضل في إيجاد المشروب المائل للون الذهبي.
وترتبط البيرة ارتباطا وثيقاً بالثورة الزراعية التي حصلت في وادي الرافدين قبل عشرة الاف سنة و تعد مؤشرا على التطور الحضاري بحسب علماء الأنثروبولوجيا وهي بذلك تعدّ اقدم مشروب كحولي وثاني أقدم منتج غذائي صنعه الانسان بعد الخبز.
ويعتقد قسم كبيرمن العلماء ان البيرة كان لها اثر كبير في تحفيز سكان بلاد الرافدين على الانتقال من جمع المحاصيل البرية الى الزراعة بالري وذلك لانتاج كميات كبيرة من الشعير كافية لانتاج البيرة التي كانت تستهلك بكميات وفيرة من جميع الطبقات الاجتماعية ومن كلا الجنسين.
صنعت البيرة للمرة الأولى في العراق القديم انطلاقا من تخمير الخبز القديم في الماء و سميت ب “سيكارو” أي الخبز السائل باللغة السومرية القديمة، ومن ثم انتشر المشروب الى جميع أنحاء العالم.
ويبدو أنّ البيرة كانت تشكّل جزءا مهمّا من الثقافة السومريّة، فقد وردت كلمة البيرة في العديد من سياقات الكلام المتعلّقة بالدين والطب والأساطير.
وتعود أقدم الأدلّة عن البيرة من لوح سومري عمره ستّة آلاف عام يصوّر أناسا يحتسون مشروبا بواسطة ماصّات من القصب من وعاء مشترك (صورة رقم 1)، وأقدم وصفة لتحضير البيرة وصلت إلينا عثر عليها في قصيدة سومريّة قديمة عمرها 3900 عام تمتدح ننكاسي، إلهة الجعّة والخصب والحصاد.
وتصف القصيدة كيف أنّ بابير، خبز سومري، كان يتمّ مزجه مع مواد عطريّة لتتخمّر في وعاء كبير: حيث يذكر البيت الأخير من القصيدة: “ننكاسي انت التي تصب البيرة المصفاة من البرميل… انها تنساب كـتدفق دجلة والفرات”.
وذكرت البيرة ايضا في ملحمة كلكامش حيث أعطي انكيدو “الرجل البري” البيرة ليشربها ” لقد اكل انكيدو الخبز حتى شبع ثم شرب سبع اقداح من البيرة, امتلأ قلبه بالضياء وتوهج وجهه وغنى بفرح”.
وكذلك تصف الالواح الطينية كيف ان مهنة صناعة البيرة كانت محترمة, وكيف ان غالبية صنَاع البيرة هم من النساء، والحانات ايضا كانت تدار عن طريق النساء، ففي ملحمة كلكامش هنالك ذكر لصاحبة الخانة التي دار بينها وبين كلكامش حوار طويل.
ومؤخرا قامت شركةGreat Lakes Brewers بمحاولة لاحياء صناعة البيرة السومرية فقامت بعدة تجارب لصناعة بيرة كتلك التي كانت تستهلك قبل 5000 سنة في المدن السومرية، حيث تعاونت الشركة مع مجموعة من الاثاريين من معهد الشرق في جامعة شيكاغو لاكثر من عام لانتاج بيرة حسب الوصفة المذكورة في قصيدة ننكاسي. فقاموا باستخدام حاويات مصنوعة من السيراميك واستخدام خبز البابير كمصدر للخميرة مع استخدام الفحم للتسخين. وقامت الشركة بدعوة عامة لالقاء محاضرة عن البيرة السومرية ومن ثم تقديمها للحضور حيث حضر مجموعة من الشباب اللذين تجمعوا في لحظة حماسية حول وعاء كبير واخذوا يحتسون الشراب الناتج عن طريق القصبات تقليدا لعادات السومريين، واخذوا يتسائلون حول السوال الذي حير العلماء هل الفضل يعود للخبز ام البيرة في تحفيز السومريين للزراعة وبالتالي نشوء الحضارة؟.

اترك تعليقاً